لم يجف بعد مداد قرار رئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى بتعيين الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيسا جديدا للوزراء للبدء في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية التى وافقت عليه جميع المكونات السياسية برعاية المبعوث الاممى لليمن جمال بن عمر ، إلا ورفضت جماعة أنصار الله الحوثيين القرار وأبدت أعتراضها على تعيين بن مبارك وهددت بالتصعيد الثورى لمواجهة السياسات التى قالت الجماعة أنها ضربت عرض الحائط بكل البنود التى نصت عليها الاتفاقية واحترام الإرادة الشعبية على حد قولها . وأصدر المجلس السياسى للجماعة بيانا رفض فيه تعيين الدكتور أحمد بن مبارك ووصفوه بأنه جاء بإملاءات خارجية خاصة من الولاياتالمتحدة ويخل بمبدأ الشراكة خلال المرحلة القادمة ..وأوضح البيان أن زعيم أنصار الله سيلقى خطابا مساء اليوم لتوضيح موقف الجماعة ..كما أعلنت عن سحب ممثلها في المجلس الاستشارى للرئيس اليمنى الذى عين منذ نحو 10 أيام . ويقول صالح الصماد مستشار الرئيس اليمنى أن الجماعة رفضت تعيين بن مبارك لأسباب منطقية طرحناها على الرئيس قبل أسبوعين وتم استبعاده من قائمة المرشحين ولم نقدم مرشحا عن الجماعة وتوصلنا إلى توافق حول عدد من الشخصيات إلا أنهم اعتذروا وقدمت المكونات السياسية مرشحيها بعضهم لم تنطبق عليهم المعايير وتركنا الأمر للرئيس وفوجئنا بصدور قرار تكليف بن مبارك مدير مكتبه . ووصف الصماد القرار بأنه بداية الالتفاف على الثورة واتفاق السلم والشراكة ورضوخا لإملاءات خارجية وطالب بضرورة الالتزام بالمعايير والتوافق وعدم تجاهل مطالب الشعب الذى طالب بتغيير حقيقى. وينذر هذا الموقف من جانب القوة الكبرى ( جماعة أنصار الله الحوثيين ) التى ظهرت على مسرح الأحداث السياسية فى صنعاء بعد دخولها العاصمة قبل توقيع اتفاقية الشراكة يوم 21 سبتمبر الماضى وإنزالها هزيمة ساحقة بعدويها الجنرال على محسن الاحمر مستشار الرئيس اليمنى لشئون الامن والدفاع الذى فر خارج البلاد وحزب التجمع اليمنى للإصلاح / الاخوان المسلمين / بحدوث مشاكل كبيرة فى العاصمة خاصة وأن مقاتليها يسيطرون على أماكن عديدة فى العاصمة وجاء الرفض الثانى لقرار الرئيس اليمنى من جانب حزب المؤتمر الشعبى العام الذى يتزعمه الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح وعلى لسان عبده الجندى المتحدث الرسمى للحزب ، حيث قال الأخير" إن القرار غير موفق ومستشارو الرئيس أخطأوا وعندما يكون الرئيس من الجنوب ورئيس الوزراء أيضا من الجنوب فإن بقية المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية ستشعر بالاستياء .. ولا يعتقد أن رفض الحزب سيكون له تأثير على الأحداث السياسية" . وعلى الرغم من أن هذه التصريحات لم تعبر عن الموقف الرسمى لحزب المؤتمر الشعبى العام ، إلا أنها أحدثت انقساما في صفوف الحزب ، حيث أكد أعضاء بارزون فيه أن الحزب كان قد فوض الرئيس باختيار رئيس الوزراء وأن موقف الجندى غير مسئول ودعوا الى اجتماع اليوم لتوضيح موقف الحزب. فيما اعتبر الحراك الجنوبى تصريحات الجندى عنصرية وتدل على حقد دفين ضد أبناء الجنوب ، وطالبوا الجندى بالاعتذار عنها لأنها لا تخدم المرحلة الحالية إلا أنه رفض. وتأتى هذه التطورات في ظل تنظيم الحراك الجنوبى لمظاهرات واعتصامات في محافظاتالجنوب يوم الثلاثاء القادم في الذكرى 51 لبداية ثورة الجنوب ضد الاحتلال البريطانى والمطالبة باستقلال الجنوب وإعادة دولة جنوب اليمن المستقلة ومن المتوقع أن تلقى هذه الدعوات استجابة كبيرة من مواطنى الجنوب في ظل ورود أنباء عن عودة قيادات جنوبية في المنفى الى عدن . وعلى الرغم من هذا الرفض إلا أن قوى سياسية كثيرة باركت ترشيح ابن مبارك خاصة من الجنوب وأحزاب أخرى في الشمال فيما لم تعلق القوى الأخرى على ذلك والمتوقع تأييدها له باعتبار أن الفترة القادمة قصيرة والمهم هو إنجاز المرحلة الانتقالية. وقد أعلن مستشارو الرئيس اليمنى دعمهم وتأييدهم لقرار الرئيس بتكليف أحم بن مبارك وأكدت أنه يتوافق مع اتفاق الشراكة الذى تم توقيعه من قبل كل الأطراف ومن شأنه أن يسهم في إنهاء الأزمة الحالية في البلاد ودعوا الجميع إلى تأييد القرار وعدم وضع العراقيل أمام تنفيذه. ومن المقرر أن يبدأ رئيس الوزراء اليمنى الجديد مشاورات تشكيل الحكومة على الفور والتى من المتوقع أن تنتهى خلال أيام قليلة خاصة في ظل وجود توافق على حصص الأحزاب والقوى السياسية لتمثيلها في الحكومة الجديدة.