أفادت وسائل إعلام محلية أن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في احتجاجات بمختلف أنحاء تركيا يوم الثلاثاء إذ يطالب الأكراد الحكومة بالتدخل لحماية الأكراد السوريين في بلدة كوباني التي يحاصرها متشددو الدولة الإسلامية. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لفض المحتجين الذين أحرقوا السيارات وإطارات السيارات بعدما خرجوا إلى الشوارع لاسيما في الأقاليم الشرقية وفي جنوب شرق البلاد التي تقطنها أغلبية كردية فيما اندلعت الاشتباكات في إسطنبول أكبر مدن تركيا وفي العاصمة أنقرة أيضا. وقتل خمسة أشخاص في ديار بكر أكبر مدينة كردية في جنوب شرق البلاد والتي شهدت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة. وقالت وسائل إعلام محلية إن شابا عمره 25 عاما قتل في مدينة فارتو بإقليم موش الشرقي فيما أصيب ستة أشخاص على الأقل في مصادمات بين أفراد شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين. وتوفي شخصان في إقليم سيرت الجنوبي الشرقي بينما قتل شخص في إقليم باتمان المجاور. وفرض حظر التجول في الأقاليم الجنوبيةالشرقية التي تقطنها أغلبية كردية في اعقاب الاحتجاجات التي تسببت في حدوث اضرار للمتاجر والمصارف. ودعا وزير الداخلية التركي إفكان علاء إلى إنهاء الاحتجاجات. وقال للصحفيين "العنف ليس الحل. العنف يتسبب في الانتقام. ينبغي أن ينتهي هذا الوضع غير المنطقي على الفور." وتقدم مقاتلو الدولة الإسلامية صوب جنوب شرقي كوباني مما زاد من الضغوط على أنقرة كي تتدخل في الصراع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب اعمال العنف في سوريا من خلال شبكة من المصادر في قلب الاحداث إن الهجوم الذي بدأ منذ ثلاثة أسابيع أسفر عن مقتل 400 شخص. * عملية السلام استقبلت تركيا الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي أكثر من 180 ألف لاجئ فروا من كوباني، إلا أنها أحجمت عن الانضمام إلى تحالف تقوده الولاياتالمتحدة ضد المتشددين السنة قائلة بأنه يتعين توسيع نطاق هذه الحملة العسكرية كي تستهدف الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وكان ساسة أكراد -وهم اطراف في عملية السلام الهشة في تركيا مع الزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان لإنهاء تمرد عمره ثلاثة عقود- قد انتقدوا تقاعس تركيا. إلا أن تركيا رفضت هذه الانتقادات إذ قال يلجين اكدوجان نائب رئيس الوزراء التركي "إنها أكذوبة كبرى أن تركيا لا تفعل شيئا بشأن كوباني. تركيا تبذل قصارى جهدها في المجالات الإنسانية." واتهم حزب الشعب الديمقراطي الحزب الرئيسي المؤيد للأكراد بانتهاج "اسلوب غير مسؤول في ممارسة السياسة" ووصف الاحتجاجات بأنها "ظلم بين لجهود تركيا الصادقة." وأصدر الحزب بيانا يقول "الوضع في كوباني بالغ الخطورة. نطالب شعبنا بالخروج إلى الشوارع أو مؤازرة الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على هجمات تنظيم الدولة الإسلامية وموقف الحكومة التركية المناهض لكوباني."