أوردت صحيفة"جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، تقارير كانت قد نشرتها خلال حرب أكتوبر 1973، وما بعدها ومشاعر الهلع التي انتابت تل أبيب على المستويين الرسمي والشعبي. وتحت عنوان "صفارات إنذار الغارة الجوية تكسر هدوء يوم كيبور"، كتب مراسلها جورج ليونوف التقرير التالي في السابع من أكتوبر 1973. وقال جورج :"في الثانية ظهر أمس 6 أكتوبر، كسرت صفارات الإنذار الهدوء الذي كان يغلف إسرائيل، في ذلك اليوم المقدس، محذرة الوطن من اندلاع القتال. وخلال دقائق، قطع راديو إسرائيل صمته التقليدي في يوم كيبور للإعلان عن قيام القوات المصرية والسورية بشن هجمات على امتداد قناتي السويس ومرتفعات الجولان. وبث الراديو أوامر لأفراد "الدفاع المدني" بالبقاء على درجة التأهب القصوى وبالرغم من أن بداية الاستدعاء "الصامت" للأفراد العسكريين وجنود الاحتياط ظهر الجمعة، وصوت مقاتلات الجيت صباح السبت تناقضت مع صلوات عيد الغفران، إلا أن صفارات إنذار الثانية ظهر السبت، كانت بالنسبة لآلاف الإسرائيليين بمثابة الإشارة الأولى على وجود أزمة..فقد شوشت تلك الإنذارات على طقوس كيبور في المعابد اليهودية عبر أرجاء الوطن. ولم يهرع جميع الإسرائيليين مباشرة إلى الملاجئ، ولكن في غضون دقائق،كان معظم السكان ملتفين حول أجهزة المذياع. وأضافت الصحيفة في معرض تعليقها على تقرير أرشيفي آخر حول مذكرات رئيسة الوزراء السابقة جولدا مائير عن 6 أكتوبر، تحت عنوان "كابوس يوم كيبور" أنه بالرغم من أن زمن الحرب استغرق أقل من شهر، إلا أن خسارة أكثر من 2600 من قوات الدفاع الإسرائيلية تركت آثارها على الإسرائيليين والعالم اليهودي خلال العقود الأربعة التالية للحرب. واستطردت جيروزاليم بوست: "بالرغم من تأكيدات وزير الدفاع، ورئيس الأركان، ومدير المخابرات في اجتماع في يوم الخامس من أكتوبر عام 1973، من أن إسرائيل ليست في خطر هجوم مصري سوري مشترك، إلا أن جولدا مائير كانت مرعوبة من اندلاع الحرب، وكتبت في مذكراتها: " الآن، أعرف ماذا كان ينبغي علي فعله، كان يجب أن أتغلب على ترددي، وأستمع إلى تحذيرات قلبي" وكتبت مائير في موضع آخر: " من بين كل الأحداث التي عاصرتها، لا أجد أصعب من الكتابة عن حرب أكتوبر، "حرب يوم كيبور"، لن أتحدث عنها كتفسير عسكري، ولكن ككابوس عايشته بنفسي، وسيظل يطاردني".