يقال أن في السفر سبع فوائد، أما في رحلة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة لنيويورك فكان لها العديد من الفوائد أسوق إليك عزيزي منها عشرا أولا : نجومية الرئيس .. فلعل عودة النجومية لرئيس مصر في مثل هذا الحدث الهام هو أبرز ما غنمته مصر من هذه المشاركة ، حيث أعاد خطاب الرئيس السيسي في الأممالمتحدة إلي الأذهان الخطابات التاريخية التي صدرت عن رئيس مصر في الأممالمتحدة وأهمها خطاب الرئيس جمال عبد الناصر عام 1960 والذي جاء بعد إفشال مصر للعدوان الثلاثي علي مصر وخطاب الرئيس السادات عام 1975 حيث كان الخطاب الأول من نوعه بعد انتصار 73 .. تماما فعل مثلهما السيسي حينما روج لمصر الجديدة التي خرجت لتوها من مرحلة الفاشية والاستبداد وحكم الطائفية إلي مرحلة الديمقراطية وحكم الشعب. ثانيا : الدعاية المجانية ل " 30 يونيو " .. فلم يكن هناك أفضل من هذا الحدث العالمي المشهود كي يتم الترويج لما قرره الشعب في 30 يونيو وكيف كانت الثورة التي انحاز لها الجيش. ثالثا : الرئيس نائباً عن العرب .. لم يكن إجماع العرب إلا دولتين علي إلقاء الرئيس السيسي كلمة مصر في قمة المناخ التي دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سوي رسالة واضحة للعالم عن دعم العرب وخصوصا الخليج للرئيس عبد الفتاح السيسي ومصر في هذه المرحلة. رابعاً : الجالية المؤثرة ، ورغم تحفظ البعض علي وجود مظاهرات تأييد للرئيس في نيويورك وقد يكون لديهم كثير من الحق إلا أن هذه الجالية المصرية أجهضت مخططا إخوانيا قطريا أنفق عليه ملايين الدولارات. خامسا : غزو الإعلام الأمريكي ، حيث كانت اللقاءات المكثفة ذات التأثير القوي والتي حظيت باهتمام أمريكي ملحوظ حيث كان الجميع يتطلعون إلي ما سيقوله رئيس مصر الرجل القوي في منطقة الشرق الذي تحدث عنه العالم والذي قال لأمريكا لا وألف لا. سادسا : السيسي وقدامي القادة الأمريكيين .. حيث كان لافتاً ذلك الحرص الكبير من كبار الساسة الأمريكيين وقدامي القادة علي لقاء السيسي واتخاذهم مقر الرئيس في نيويورك مقصدا يحجون إليه .. لم يكن أمرا معهودا ولم يحدث تقريبا مع أي قائد آخر شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وبالطبع كانت الفائدة في انتهاز هذه الفرصة في عرض وجهات النظر المصرية بصورة صريحة ربما لا تتوفر في اللقاءات الرسمية. سابعاً : حقيقة الإرهاب .. استطاعت مصر وبجدارة أن تنقل إلي العالم ما تعانيه من الإرهاب والجماعات المتطرفة وكيف أنها تقود حرباً حقيقية لا تقل عن الحرب التي جيشت لها الولاياتالمتحدة القوات لمحاربة داعش . ثامنا : أنف أوباما وثقل السيسي .. كان لقاء أوباما هو الشاغل الذي يدور في عقول الجميع وظل السيسي محتفظا بثقله متجاهلا طلب عقد لقاء مع نظيره الأمريكي حتي طلب الأخير فكان بمثابة " كسر أنفه " أمام ثقل الرئيس السيسي لاسيما أنها من المرات القليلة التي يطلب فيها رئيس أمريكي هذا الطلب إن لم تكن الوحيدة. تاسعا : مصر تؤدب أردوغان .. كان متوقعا أن تواجه مصر سخافات من بعض داعمي الإرهاب في المنطقة سواء من تركيا أو قطر وفي هذا الإطار ردت مصر بقوة علي تطاول وبذاءة رجب طيب أردوغان علي مصر واتهمته الخارجية المصرية لأول مرة في بيان رسمي بدعم الإرهاب والفرقة في المنطقة ، ويصنف هذا البيان بأنه الأقوي لمصر ضد دولة أخري منذ سنوات. عاشرا : أول رئيس يهتف بالأممالمتحدة .. هو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي سجل اسمه كأول رئيس يهتف لبلاده في مقر الأممالمتحدة ولم يكن هذا مجرد هتاف بقدر ما هو رسالة علي عودة قاطرة الشرق مصر إلي ريادتها وقوتها وبكل تأكيد كان لهذا الهتاف أثر بالغ في نفوس المصريين.