أفادت الانباء الواردة من ماسارو عاصمة ليسوتو بعودة القوات المسلحة إلى ثكناتها في أعقاب الانقلاب الذي شهدته أواخر الشهر الماضي وهروب رئيس وزرائها توماس ثابانى إلى جنوب إفريقيا. وتأكدت أنباء الإطاحة التامة برئيس الوزراء اللاجىء إلى جنوب إفريقيا وبتصفية أعوانه في مختلف دوائر الحكومة ، لكن ثاباني صرح من جنوب إفريقيا باستعداده للعودة إلى بلاده حال تم تأمين حياته وبقائه. وأفادت التقاير الواردة من ليسوتو بسيطرة القوات المسلحة على كافة مقار الشرطة المدنية ومقر قيادة الشرطة في العاصمة ماسارو ، عقب توترات سياسية شهدتها منذ شهرين بسبب تولي الحكم ائتلاف هش من أحزاب الأقلية ، وقررت السلطة العسكرية تعليق عمل البرلمان لمدة تسعة اشهر. وشهدت مملكة ليسوتو التي استقلت عن بريطانيا في العام 1966 عددا من الانقلابات العسكرية أعوام 1970 و1986 و1998. وفي الثاني من الشهر الجاري رفض قادة تجمع جنوب إفريقيا "سادك" مطلب توماس ثاباني رئيس وزراء ليسوتو اللاجىء الى جنوب إفريقيا إرسال قوات إقليمية إلى بلاده لاستعادة الأمن والنظام ، ووافق قادة سادك فى اجتماع عاجل دعا اليه جاكوب زوما رئيس جنوب إفريقيا على إيفاد بعثة مراقبين إلى ليسوتو للاطمئنان على الأوضاع هناك ، وكذلك إيفاد وسيط للتقريب بين مواقف الأطراف المتصارعة. وتشير التقارير إلى أن صراعا على السلطة بين ثاباني المدعوم من الشرطة ونائبه موستوجا ما ستينج المدعوم من الجيش أدى إلى تدخل قوات الجيش والإطاحة بثاباني الذي فر إلى جنوب إفريقيا. ومملكة ليسوتو ، هي دولة جيب تقع بالكامل داخل اتحاد جنوب إفريقيا التي تحيط بها من جميع الجهات ، وإحدى دول الكومنولث البريطاني ، نظام الحكم فيها ملكي برلماني أو دستوري، ورئيس الوزراء يترأس الحكومة والسلطة التنفيذية، فيما يؤدي الملك وظيفة شرفية إلى حد كبير، ولا يمتلك أي سلطة تنفيذية، ويحظر عليه المشاركة بنشاط في المبادرات السياسية. وتبلغ مساحة ليسوتو 30 الفا و355 كيلو مترا مربعا ، وهي دولة حبيسة ليست لها منافذ بحرية وتضاريسها جبلية في مجملها ، ومعظم سكانها من الأفارقة. ويقدر عددهم في سنة 2009 م بحوالي 2 مليون و67 الف نسمة ، وعاصمتها (ماسييرو) ، وتبادلت بريطانياوجنوب إفريقيا السيطرة عليها حتي نالت استقلالها عام 1966 ، أهم منتجاتها المنسوجات ومنتجات الحرف اليدوية والقمح والذرة والذرة الرفيعة وتربى فيها الأبقار والماعز والأغنام ، لغة سكانها (السبوتو) وهي لغة محلية ، إلى جانب اللغة الإنجليزية اللغة الرسمية للدولة.