أنا وفريدة النقاش اعتقلنا في يناير 1981 فوجئنا بأسمائنا في قوائم سبتمبر ونحن في السجن تم حجزنا في غرفة مع 20 سيدة بها سريرين والدة وزوجة طارق الزمر كانتا في الزنزانة المجاورة لي شاهندة مقلد.. المناضلة ذات الطابع الخاص، اختارت منذ نصف قرن مناصرة فقراء الفلاحين ضد قوي الظلم والفساد والقمع، ولدت "مقلد" في عام 1938 لأب ضابط وطني، ذو ميول وفدية، ورثت عنه النضال والوطنية والإيمان بالمبادئ التي دفعت ثمنها كثيرا، ومازالت ترفض الظلم بكل أشكاله، وفي سبتمبر عام 1981 اعتقلها الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وتستعرض شاهندة مقلد، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، ذكرياتها عن هذه الفترة ل "صدى البلد" مع المعتقل حيث قالت: "أنا وفريدة النقاش تم اعتقالنا في يناير عام 1981 وفي سبتمر من نفس العام فوجئنا بحملة اعتقالات "السادات" متضمنة أسمائنا. وتابعت: "عندما طالعنا القوائم أنا وزميلتي في الزنزانة الكاتبة فريدة النقاش وجدنا أسمائنا ضمن المقبوضات عليهن ونحن داخل السجن، فرفضنا ذلك واعترضنا بشدة لكن دون مجيب". واستكملت: "كنا في زنزانة صغيرة فيها سريرين في البداية ولكن تم إضافة 2 اخرين، وتم حجز 20 سيدة مناضلة معنا منهم دكتورة صافيناز كاظم ودكتورة لطيفة الزيات زدكتورة أمينة رشاد والدكتورة عواطف عبد الرحمن والدكتورة نوال السعداوي". ومن ذكرياتها في المعتقل قالت "مقلد": أتذكر يوم دخول فتاة مسيحية علينا في الزنزانة تم القبض عليها وايداعها في الحبس الانفرادي فأضربنا حتى تم الغاء الحبس الانفرادي. وقالت: "أقمنا علاقات جيدة مع السجنات، فكانوا يبلغونا قبل حضور ضباط المباحث المكلفين بمراقبتنا حيث كنا نكسر كل القيود التي يضعوها أمامنا، مضيفة: في السجن لا أحد يعرف أن يسجن أحد. وتابعت: "أدخلنا التلفزيون الى الزنزانه وراقبنا ضباط المباحث المكلفين بمراقبتنا، وكنت أنا وفريدة النقاش أقدم المسجونات فكنا ندير السجن كما نريد. وعن ذكرياتها الطريفة التي لا يمكن أن تنساها قالت: كانت المسجونات يصرخن عندما يشاهدن "الصرصور" أو عندما يدخل عليهن ضباط المباحث بشكل مفاجئ، وفي ذات مرة الدكتورة أمينة رشيد سمعت صراخ المسجونات فسألت صرصور أم رجل؟ فضحكنا جميعاً. وتتذكر "مقلد" أن والدة وزوجة طارق الزمر قاتل السادات كانتا في الزنزانة المجاورة لها، وقالت: يوم مقتل السادات رأيت السيدات المعتقلات فرحانين وسمعت صوت الزغاريد.