قال قائد عسكري وسكان إن القوات الحكومية وطائرات هليكوبتر تحت قيادة لواء ليبي سابق قصفت مخازن ذخيرة تابعة لمقاتلين يشتبه أنهم إسلاميون في مدينة بنغازي في شرق ليبيا. وفي مؤشر آخر على انزلاق ليبيا نحو الفوضى قالت بعثة الاممالمتحدة إن القتال في مدينتي طرابلس وبنغازي الرئيسيتين أدى الى نزوح 100 ألف شخص. وفر نحو 150 ألف شخص بينهم عمال أجانب من البلد المنتج للنفط. وحاولت القوات الإسلامية أن تسترجع المطار العسكري والمدني من القوات الحكومية في المدينة الساحلية في مواجهة هي جزء من مشهد أوسع للفوضى التي تعم البلاد منذ إسقاط معمر القذافي قبل ثلاث سنوات. وتخشى القوى الغربية وجيران ليبيا من تحولها إلى دولة فاشلة مع عجز الحكومة المركزية الضعيفة عن السيطرة على مقاتلين سابقين ساعدوا في الاطاحة بالقذافي ثم بدأوا بقتال بعضهم البعض للسيطرة على السلطة. وقال العقيد ونيس بوخمادة قائد قوات الصاعقة الخاصة للجيش في بنغازي لرويترز إن قواته قصفت بالمدفعية عددا من مخازن الذخيرة في المعسكرات التي يسيطر عليها الاسلاميون في وقت متأخر من يوم الأربعاء. كما سمع السكان أصوات تحليق طائرات هليكوبتر في الأجواء وشاهدوا الانفجارات الضخمة في أحد ضواحي بنغازي التي أضاءت ليل المدينة. ويوم الخميس أمكن أيضا سماع تحليق طائرات حربية في الأجواء. وتشهد بنغازي وبها المقار الرئيسية لشركات النفط المملوكة للدولة جولات قتال منذ أعلن اللواء السابق في الجيش خليفة حفتر في مايو أيار الماضي الحرب على الاسلاميين الذين يسيطرون على المنطقة دون منازع. وتحالف حفتر مع قوات الصاعقة الخاصة في الجيش لكن رغم ذلك تمكن الاسلاميون من الاستيلاء على عدد من معسكرات الجيش في بنغازي. وانتقلت الحكومة الليبية والبرلمان المنتخب من طرابلس إلى مدينة طبرق النائية في شرق البلاد بعد أن استولى فصيل مسلح آخر على العاصمة الليبية وعلى معظم المباني الحكومية فيها. وعين الحكام الجدد لطرابلس برلمانا وحكومة لا يعترف بهما المجتمع الدولي. وقالت بعثة الاممالمتحدة في ليبيا في تقرير "تحدث انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والقانون الانساني في مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين مع تداعيات وخيمة على المدنيين والبنية الاساسية المدنية." وذكر التقرير ان "المقاتلين لا يعبأون فيما يبدو بالاثار المحتملة لاعمالهم ضد المدنيين. وهم غير مدربين ومنضبطين بشكل كاف. بالإضافة لذلك فان استخدام أسلحة وذخيرة افتقرت للصيانة وبها عيوب يزيد من عدم دقتها." ومثل معظم السفارات الاجنبية في ليبيا فان بعثة الأممالمتحدة في ليبيا غادرت البلاد هرباً من القتال.