ذكرت صحيفة "المستقبل" اللبنانية أن رئيس وزراء لبنان الأسبق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تمكن من إعادة إحياء الهبة الروسية لدعم الجيش اللبناني بالسلاح والعتاد الموقّعة إبان ترؤسه للحكومة عام 2010 وذلك بعد سلسلة اتصالات أجراها مع المسؤولين في موسكو خلال الأسبوعين الماضيين. وأوضحت أنّه بناءً على هذا التفاهم المجدّد بين الحريري والقيادة الروسية فإنّ الجيش اللبناني سيحصل على الهبة الروسية وفق المضمون المتفق عليه سابقاً، بما يشمل، بعد طلب الجيش استبدال 10 مقاتلات نفاثة من طراز ميغ 29 التي كانت تتضمنها الهبة بدايةً، ب6 مروحيات قتالية من طراز ميلي مي 24 ، 77 دبابة تي 72 أيه، 36 مدفعاً من عيار 130 ملم، 37 ألف قذيفة مدفعية من العيارات المختلفة، بالإضافة إلى نحو نصف مليون طلقة نارية من مختلف أنواع ذخائر الأسلحة المتوسطة. ونقلت الصحيفة عن جهات معنية أن قيمة ال500 مليون دولار المخصّصة لتسليح الجيش اللبناني من أصل هبة المليار السعودية للجيش والأجهزة الأمنية «ستشكّل حكماً نقلة نوعية للجيش لا سيما في مواجهة التكفيريين وموجات التطرف والأصولية». وفي ضوء هذا التفاهم المجدّد مع القيادة الروسية، ذكرت مصادر عسكرية أنّ وزارة الدفاع اللبنانية بصدد تشكيل وفد عسكري قد يترأسه قائد الجيش العماد جان قهوجي لزيارة موسكو من أجل تحديد المسائل التقنية المتصلة بهذه الهبة، مع الإشارة إلى أنّ قهوجي يعقد لقاءات مع السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين من أجل تنسيق هذه الزيارة والتحضير لها. وفي الإطار ذاته ، كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ل«المستقبل» أنه يعتزم زيارة موسكو بين 17 و18 سبتمبر الجاري «لطلب شراء أسلحة للقوى والأجهزة الأمنية من ضمن حصتها بموجب هبة المليار دولار المقدمة من السعودية»، مؤكداً في هذا السياق «تنويع مصادر التسليح لتشمل موسكووفرنسا والولايات المتحدة الأميركية». وأكد المشنوق العمل جدياً على بلورة وتفعيل الهبة الروسية المجمّدة منذ العام 2010، مشيراً في الوقت نفسه إلى مطالبة السلطات الروسية بتقديم هبة أخرى مخصصة لقوى الأمن مماثلة لتلك المقدمة للجيش. على صعيد آخر أبرزت الصحيفة إعلان الرئاسة الفرنسية مساء أمس إثر لقاء في باريس بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، أن البلدين بصدد «وضع اللمسات الأخيرة» على عقد بثلاثة مليارات دولار لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة التي يحتاجها في سبيل بسط سيطرته الأمنية على كافة الأراضي اللبنانية وحماية أمن لبنان واستقراره. وعلمت «المستقبل» من مصدر فرنسي أن «الصفقة التي أبرمتها السعودية مع فرنسا بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي لتزويد الجيش اللبناني بالمعدات العسكرية التي يحتاجها، أنجزت مراحلها المتعلقة بالعقود ودخلت محطتها النهائية، وهي المرحلة المتعلقة ببعض الأمور التقنية البحتة التي لن تستغرق طويلاً وسيتم إنهاؤها سريعاً». وبحسب مصادر الإليزيه، فإن المساعدات المقدمة ستشمل الجيش اللبناني وقوى الأمن. ومن جانبها، ذكرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن مصادر مطلعة لم تستبعد أن يوقّع على العقد النهائي بين السعودية وفرنسا خلال زيارة الأمير سلمان التي بدأت أمس وتستمر أربعة أيام، وبعد ذلك وعلى الفور تبدأ مصانع السلاح الفرنسي بتصدير ما هو جاهز للبنان. ولم تستبعد المصادر أيضاً أن تحضر انتخابات رئيس جمهورية لبنان على جدول الأعمال أيضاً، في ظل قناعة العاصمتين السعودية والفرنسية أن ملء الشغور يساهم في تثبيت الاستقرار السياسي في البلاد. وعلى صعيد تسليح الجيش أيضاً، أعربت ألمانيا وإيطاليا عن استعدادهما لبيع السلاح إلى الجيش اللبناني وبالسرعة المطلوبة في ضوء هبة المليار دولار التي تبرّع بها خادم الحرمين الشريفين الشهر الماضي لمصلحة تسليح الجيش والقوى الأمنية الأخرى، وفوّض الرئيس سعد الحريري الإشراف على صرفها.