اتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو روسيا اليوم الاثنين "بالعداون المباشر والسافر" الذي قال إنه غير موازين جبهة القتال بشدة في الوقت الذي تكبدت فيه قوات كييف مزيدا من الخسائر في الحرب بينها وبين الانفصاليين الموالين لروسيا. وفي أحدث حلقة في سلسلة الانتكاسات قال الجيش الأوكراني إن قواته انسحبت من مطار لوجانسك الرئيسي في شرق البلاد حيث كان الجنود يقاتلون كتيبة دبابات روسية. وقال بوروشينكو في كلمة إنه ستكون هناك تغييرات رفيعة المستوى في قيادات القوات المسلحة الأوكرانية التي هرب جنودها من تقدم جديد للانفصاليين في الجنوب تقول أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون إنه مدعوم بأرتال مدرعة روسية. وألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الذي دعا يوم الأحد لمفاوضات فورية بشأن "وضع الدولة" في جنوب وشرق أوكرانيا - باللوم على قيادة كييف لرفضها الدخول في محادثات سياسية مباشرة مع الانفصاليين. وقرر قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة عقدت يوم السبت أن مشاركة الجنود الروس بشكل مباشر في الحرب - الأمر الذي لايزال ينفيه الكرملين - يدعو إلى تشديد العقوبات الاقتصادية ما لم تسحب روسيا جنودها. وفي الوقت الذي تشدد فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على أن قبول مسلك روسيا ليس خيارا قالت مصادر أوروبية إنه من المقرر أن يبدأ سفراء الاتحاد الأوروبي مناقشة حزمة جديدة من الإجراءات التي قد تشمل فرض حظر على شراء الأوروبيين لسندات الحكومة الروسية. وحتى الأسبوع الماضي بدا أن أوكرانيا على شفا سحق التمرد المستمر منذ أربعة شهور في الشرق والذي اندلع بعد أن أطيح بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش من السلطة في أعقاب احتجاجات شعبية لكن الانفصاليين فتحوا جبهة جديدة إلى الجنوب على ساحل بحر أزوف متقدمين باتجاه مدينة ماريوبول. وكرر بوروشينكو اعتقاد كييف أن القوات الروسية تساعد الانفصاليين على تغيير مسار الحرب. وقال بوروشينكو في كلمه بالأكاديمية العسكرية في كييف "عدوان سافر ومباشر يشن على أوكرانيا من دولة مجاورة غير الوضع في منطقة الصراع جذريا." وقال وزير الدفاع فاليري هيليتي في صفحته على موقع فيسبوك على الانترنت إن أوكرانيا لم تعد تواجه خطرا من المتشددين بل تخوض حربا مباشرة مع الجنود الروس. وقال "للأسف في حرب مثل هذه لن تكون الخسائر بالمئات بل الآلاف وربما عشرات الآلاف... ينبغي أن ننأى بأنفسنا عن الذعر ونظهر أن أوكرانيا ليست على وشك الاستسلام." وتقول وكالات أنباء روسية إنه في مينسك عاصمة روسيا البيضاء اجتمع انفصاليون مع كييف لإجراء محادثات سلام مبدئية وقالوا انهم سيكونون على استعداد للبقاء جزءا من أوكرانيا إذا حصلوا على "وضع خاص". لكنهم قالوا إن أحد أهم شروطهم هو أن تنهي كييف فورا عملياتها العسكرية. ولم يبد للوهلة الأولى أن مطلب الانفصاليين سيكون مقبولا لدى كييف لان هذا سيجعل الانفصاليين في وضع السيطرة على أراضي شرق أوكرانيا وهي منطقة صناعية وانتهاج سياسة تجارية تميل إلى روسيا وبعيدا عن الاندماج مع الاتحاد الأوروبي وهو الهدف الرئيسي الذي تسعى كييف لتحقيقه. وقال المتحدث العسكري أندري ليسينكو إن القوات الأوكرانية انسحبت من المطار قرب لوجانسك. لكنها دمرت سبع دبابات روسية ورصدت حشدا كبيرا للقوات الروسية إلى الشمال والجنوب من المدينة. وقال للصحفيين "وفقا لبيانات عملياتنا يوجد في أوكرانيا ما لا يقل عن أربع كتائب دبابات (روسية)." مضيفا أن كل كتيبة تضم 400 رجل. " وخلال زيارة لصربيا كرر بوتين دعوته للمحادثات . وقال "القيادة الحالية في كييف لا تريد حوارا بناء مع شرق بلادها." وأضاف أن الانفصاليين يحاولون التصدي للقوات الاوكرانية التي تطبق على مواقعهم مضيفا أن القوات تطلق النار على اهداف مدنية. وقال بوتين "هدف المقاتلين صد هذه القوات المسلحة ومدفعيتها لمنعها من قصف المناطق السكنية." *سياسة عدم الانحياز محل شك انتهجت كييف سياسة عدم الانحياز أثناء محاولتها اتخاذ مسار بين روسيا في الشرق ووأوروبا في الغرب. لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن قال إن قادة أوكرانيا السياسيين يتوقعون أن يتخلى برلمان جديد عن وضع عدم الانحياز بعد إجراء انتخابات الشهر المقبل في تمهيد محتمل لتقديم طلب للانضمام للتحالف الغربي. وأدلى بوتين بتصريحاته عن وضع الدولة بعد يومين من تشبيهه حكومة كييف بالنازيين وتحذيره للغرب "ألا يعبثوا معنا." وقال المتحدث باسم بوتين يوم الأحد إن دعوته لإجراء محادثات بشأن وضع الدولة في الجنوب والشمال لا يعني أن موسكو تؤيد دعوة الانفصاليين للاستقلال في الأراضي التي سيطروا عليها. لكن ميركل اتخذت موقفا متشددا رغم إقرارها بأن العقوبات أضرت بالصادرات الألمانية للسوق الروسية. وقالت خلال مؤتمر صحفي "ينبغي أن أقول أنه عندما يسمح لك بتغيير الحدود في أوروبا ومهاجمة دول أخرى بجنودك فان ذلك يترك أثرا. لذا كان من الضروري إعداد عقوبات إضافية. وطلب زعماء الاتحاد الأوروبي من المفوضية الاوروبية إعداد عقوبات إضافية في غضون أسبوع تستند على التحركات التي اتخذت أواخر يوليو تموز والتي استهدفت قطاعات الطاقة والبنوك والدفاع. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي مطلع على الاعدادات "سمعت أن حظرا على شراء سندات الحكومة الروسية سيكون ضمن الحزمة المقبلة." وحظرت الحزمة السابقة التي فرضت في يوليو تموز على الأوروبيين بيع أو شراء سندات أو أسهم جديدة أو أي أدوات مالية أخرى مدتها أكثر من 90 يوما وصدرت عن بنوك روسية تملكها الدولة. منطق سليم نقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن بوتين دعوته للاتحاد الأوروبي للتفكير مرتين قبل تشديد العقوبات والتي فرضت أول مرة بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم لأراضيها في مارس آذار. وقال "أتمنى ان يسود المنطق السليم وسنعمل بطريقة عصرية عادية." ونال بوتين تأييدا من الصين التي يريد بوتين زيادة التبادل التجاري معها مع تشديد الغرب لعقوباته. وقال تشين قانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج فالعقوبات لا تساعد على حل القضايا الأساسية في أوكرانيا." وتعارض عدة دول في الاتحاد الأوروبي تعتمد بشدة على امدادات الغاز الروسية مزيدا من الاجراءات العقابية التي تتطلب موافقة بالإجماع. وقال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو يوم الأحد "أعتبر العقوبات بلا معنى وغير بناءة. احتفظ لنفسي بحق رفض عقوبات تؤذي المصالح القومية في سلوفاكيا."