حذر الباحث داميان سبليتر المتخصص في شئون النزاعات المسلحة من أن استمرار وصول إمدادات الأسلحة إلى مسلحي تنظيم (داعش) ينذر بعواقب شديدة الخطورة. وأفاد سبليتر من مركز (كونفليكت ارمامنت ريسيرش) البحثي - وفقا لصحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية - بأن فريق العمل الذي تعاون معه خلال رحلاته الأخيرة إلى العراقوسوريا أكد أن داعش أصبح مجهزا جيدا وبشكل يدعو للقلق بأسلحة صغيرة وذخيرة من شأنها أن "تقتل العديد من الأشخاص". وحول طبيعة الأسلحة التي يمتلكها تنظيم داعش، قال سبليتر إن "معلوماتنا تعتمد على ما غنمه المقاتلون الأكراد من مسلحي داعش، لذلك نحن نتحدث عما رأيناه، وهو يتمثل في عدد كبير من الأسلحة الصغيرة مثل البنادق والقنابل اليدوية والرشاشات والمدافع المحمولة والذخائر". وأضاف أن "أهم شيء يكمن حاليا في الذخائر؛ فالأسلحة الأخرى يمكن أن تبقى وقتا طويلا، ولكن عندما تخوض حربا ضارية كما يحدث في سورياوالعراق فإنك ستظل في حاجة دوما إلى الذخيرة، لذا يبدو أن داعش يمتلك قناة لوجيستية مرنة لتوريد الذخائر، ويبدو أن أسلحتها المختلفة صنعت خلال سنوات عديدة وفي بلدان مختلفة". وبشأن الجهات التي يحصل داعش من خلالها على الأسلحة، قال إن "هناك عدة احتمالات، ومن بينها أن مقاتلي التنظيم يشترون الذخائر من الأسواق المدنية في بلدانهم ويحضرونها معهم، أو أنها تشترى الأسلحة الأجنبية من أحد السماسرة، لكننا لا يمكننا حسم هذه المسألة". وأضاف أن "مقاتلي داعش حصلوا على الأسلحة في سوريا من جانب الحكومة وغيرها من الجماعات المسلحة، بينما استولوا في العراق على كميات كبيرة من الأسلحة عندما أغاروا على المخازن العسكرية التابعة للجيش". وتساءلت (هافينجتون بوست) حول السلاح الذي يجب أن يثير مخاوف الغرب حال ما امتلكه داعش وهل بإمكانه إسقاط الطائرات؟ قال سبليتر إن "مقاتلي داعش ربما امتلكوا عددا ليس بالقليل من أسلحة وصواريخ الدفاع الجوي المحمولة على الكتف نظرا لعدد القواعد العسكرية التي استولوا عليها، ومع ذلك من الضروري معرفة إن كانت هذه الأسلحة قابلة للتشغيل؛ فعلى سبيل المثال، لن تعمل هذه الأسلحة في حال عدم اكتمال نظام تشغيلها أو إن كانت بطاريتها قد استنفدت". وأضاف أن "مجرد التلويح بإمكانية استخدام داعش لهذه الأسلحة يعد أمرا يدعو للقلق، فرغم قدرة المروحيات العسكرية على تفادي هذه الصواريخ، لن تتمكن الطائرات المدنية من الدفاع عن نفسها بأي شيء أمام هذه الأسلحة، كما يمكن نقلها بسهولة، فيمكنك تنصيب هذه الصواريخ أمام إحدى المطارات لاستهداف الطائرات المدنية وقت إقلاعها". واستشهد سبليتر على صحة ما يقول بذكر أن بعض شركات الطيران ألغت خدماتها في مدينة أربيل الكردية، مما يعد انتصارا لتنظيم داعش. واختتم حديثه بذكر عدم إمكانه التأكد من صحة إدعاءات داعش بامتلاكها ترسانة أسلحة كبيرة، معربا عن قلقه العميق إذا ما أقدمت الجماعة على قصف المناطق المدنية.