أنقذت فرق بحرية خاصة من القوات المسلحة المصرية نحو 850 راكبا بالعبارة "بيلا" التي تعرضت لحريق ضخم بعد خروجها من ميناء العقبة الأردني في طريق عودتها لميناء نويبع المصري بجنوبسيناء، وعلى متنها نحو ألف مصري من العاملين بالخارج، و5 شاحنات برادات و42 سيارة و3 أتوبيسات، واستعانت القوات المسلحة بطائرتين هليكوبتر وقطعة بحرية في إتمام عملية الإنقاذ وتضاربت التصريحات الحكومية حول عدد الركاب على متن العبارة، ففي الوقت الذي أكدت فيه وزارة النقل وجود 1230 راكبا، قالت وزارة الخارجية إن عدد الركاب ألف شخص فقط. وكانت رسائل استغاثة من طاقم العبارة قد وصلت إلى نقاط الحدود المصرية، تفيد بنشوب حريق هائل ب"جراج" العبارة يكاد أن يدمرها. كما وصلت الباخرة " إيلا " قادمة من ميناء العقبة الأردني للمشاركة في إنقاذ الركاب. في الوقت نفسه، تم تشكيل غرفة عمليات بين موانئ البحر الأحمر وميناء العقبة والقوات البحرية للسيطرة على الموقف، والحيلولة دون حدوث إصابات، كما تم التنسيق مع محافظة جنوبسيناء لتجهيز المستشفيات لاستقبال أي حالات طارئة. وقد تعرض بعض الركاب لحالات إغماء من الهلع والخوف، خاصة أثناء احتراق الجراج، بينما تواصل القوات البحرية جهودها لإخماد الحريق. وحصل "صدى البلد" على تفاصيل حادث نشوب حريق بالعبارة "بيلا" التابعة لشركة الجسر العربي للملاحة عقب خروجها من ميناء العقبة الأردني متجهة إلى ميناء نويبع المصري. وقالت وزارة الخارجية إن الحادث وقع بعد ساعة من خروج العبارة ميناء العقبة الأردني في السابعة والنصف صباح الخميس في طريقها إلى ميناء نويبع المصري. وعند مسافة 17 ميل بحري من العقبة شب حريق بجراج العبارة وسط حمولات كبيرة من سيارات الركاب مما اضطر قائد العبارة إلى الوقوف في عرض البحر وإطلاق إشارات الاستغاثة لهيئتي موانئ البحر الأحمر وميناء العقبة الأردني. وأوضح بيان لوزارة الخارجية المصرية حول الحادث أن عدد المصريين الموجودين علي العبارة يبلغ 1000 مصري وليس 1200 كما نشر فور وقوع الحادث، وأن طاقم العبارة قام بإجلاء 850 من المصريين وإنزالهم إلى مراكب مطاطية مخصصة للإنقاذ، بينما مازال 150 آخرون فوق ظهر العبارة انتظارا للإنقاذ. وأوضح أن التقارير الواردة من قنصل مصر في العقبة تشير إلى أنه حتى الآن مازال الحريق مستمرًا في العبارة، ولا يعرف حتى الآن ما إذا كانت العبارة ستتعرض للغرق أم لا. وأشار إلى أن وزارة الخارجية تتابع الموقف أولا بأول وتم إجراء اتصالات مكثفة على المستوى الحكومي أملا في إنقاذ جميع المصريين وعدم تكرار أي مأساة سابقة، وقد تقرر عودة 850 مصريا في مراكب إنقاذ إلى ميناء "الدرة" الأردني القريب من الحدود السعودية تمهيدا لإسعافهم وعودتهم إلى مصر مرة أخرى، وقد كلفت وزارة الخارجية قنصليتها بالعقبة باستقبالهم وإنهاء إجراءات عودتهم إلى مصر مرة أخرى . يذكر أن شركة "الجسر العربي" التابعة لها العبارة، وهي شركة مصرية أردنية عراقية، تم تأسيسها عام 1985 برأس مال مدفوع قيمته 6 ملايين دولار أمريكي مقسمة بالتساوي بين الدول الثلاث وقد تمت الزيادة على رأس المال ليصبح 66 مليون دولار عام 2009، ونظرا للموقع الاستراتيجي لكل من العقبة ونويبع، وكونهما البوابة الرئيسية التي تربط بين الدول العربية بين القارتين آسيا وأفريقيا، فقد كثفت الشركة من عملها بين هذين الميناءين لترويج التجارة وحركة المسافرين بين البلاد العربية.