عادت الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة بمجرد أن وضعت الحرب أوزارها فى الساعة السابعة من مساء أمس عقب التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين الفصائل وإسرائيل برعاية مصرية. واحتفل آلاف الفلسطينيين في مختلف أنحاء القطاع من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه حتى ساعات الفجر الاولى بنهاية الحرب التي تعد الاطول في تاريخ غزة باطلاق زخات من الرصاص ابتهاجا والتهليل والتكبير فى المساجد والمسيرات العفوية وتلك التي نظمتها الفصائل. وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي بدأ في الثامن من يوليو الماضي عملية عسكرية على قطاع غزة أطلق عليها اسم "الجرف الصامد" خلفت نحو الفي شهيد و11 ألف جريح ، كما تسبب في تدمير البنى التحتية وآلاف المنازل وتشريد نحو نصف مليون شخص. ورغم الدمار والركام المتناثر في كل مكان، بدا نهار مدينة غزة مختلفا اليوم، فمنذ ساعات الصباح تعج الشوارع بالمواطنين وسيارات الأجرة التي غابت طويلا خوفا من القصف الاسرائيلي الذي يستهدف الكل الفلسطيني لا فرق بين مدني ومقاوم. كما سارعت المحال التجارية الى فتح أبوابها بعد طول انقطاع تخللته أيام قليلة خلال فترات التهدئة، وسط آمال من أصحابها بتعويض فترات الركود وانعدام المبيعات خلال العدوان. كما عاد الموظفون الى أعمالهم فى الوزارات والمؤسسات الحكومية، وانتشرت شرطة المرور على المفترقات والطرق وفتحت البنوك أبوابها لتقديم الخدمات المصرفية للعملاء. وبحسب احصائيات وزارة الصحة في غزة فإن حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي على القطاع وصلت الى 2137 شهيدا من بينهم (577 طفلا و260 سيدة و101 مسن) و11100 جريح من بينهم ( 3307 أطفال و2042 سيدة و401 مسن). وأشارت تقارير حقوقية الى أن المنازل المهدمة بلغت نحو 15671 منزلا، منها 2276 بشكل كلي، و13395 بشكل جزئي،إضافة إلى عشرات آلاف المنازل المتضررة لكنها تحتاج الى ترميم، بالإضافة الى تدمير نحو مائتي مسجد بينها أكثر من 60 بشكل كلي والمدارس والأبراج السكينة ، كما تعرضت مؤسسات اعلامية وصحفية وإذاعية للقصف والتدمير.