أعربت بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (اليوناميد) عن قلقها إزاء المداهمات الأمنية، التي تنفذها القوات الحكومية السودانية على معسكرات النازحين في "نيالا" والمحليات المجاورة بولاية جنوب دارفور، مشيرة إلى الانعكاسات السلبية الضارة على السكان المدنيين من جراء تلك المداهمات العشوائية في تلك المعسكرات. وأكد بيان صادر عن بعثة اليوناميد بدارفور- تلقى مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم نسخة منه اليوم الخميس - إن البعثة الأممية اتخذت تدابير وقائية للتخفيف من أثر هذه العمليات الأمنية على السكان المدنيين في هذه المخيمات. وقالت البعثة الأممية أنه في إحدى المداهمات الأمنية التي نفذتها القوات السودانية على مخيم "السلام للنازحين" تم إلقاء القبض على أفراد تحت دعوى حيازة المخدرات، والأسلحة والذخائر، وأكدت بعثة اليوناميد أنها راقبت محاكمات المعتقلين خلال العملية؛ حيث تم الإفراج عن معظمهم. وأكدت اليوناميد - في بيانها - إنه تم تنفيذ مداهمات أمنية أخرى في معسكرات "عطاش وديريك"، والتي هي جزء من حملة أوسع من قبل سلطات جنوب دارفور لمواجهة ارتفاع مستوى الجريمة، وخاصة حول مدينة "نيالا"-عاصمة جنوب دارفور. وأوضحت أن المداهمات الأمنية أدت لحالة من الخوف والقلق بين النازحين في مخيم "كالما"، الذين توقع عملية مماثلة في معسكرهم قريبا واللذين أعربوا عن قلقهم البالغ لليوناميد. وقال ممثل اتحاد الأفريقي والأمم المتحدة المشترك الخاص لدارفور محمد بن شمباس ، أن من حق السلطات السودانية تنفيذ القانون لملاحقة المجرمين والقبض عليهم، كما هو الحال في أي دولة ذات سيادة، غير أنه أكد على ضرورة أن تضمن الدولة والحكومة كذلك أن تتم هذه الأنشطة في إطار احترام حقوق الإنسان ومراعاة القانون الإنساني الدولي، خاصة في مجتمعات النازحين الضعيفة. وطالبت بعثة اليوناميد، السلطات المحلية في جنوب دارفور بضرورة التنسيق مع قادة المخيمات والبعثة الأممية إذا كان هناك حاجة للقيام بتلك بالمداهمات الأمنية والتفتيش الانتقائي على معسكرات النازحين.