تلوح فرصة نادرة للبابا فرنسيس أثناء رحلته إلى كوريا الجنوبية لمخاطبة القيادة الصينية مباشرة عند مروره في المجال الجوي للبلاد التي لا تسمح حكومتها الشيوعية للكاثوليك بالاعتراف بسلطته الدينية. واعتاد البابا -الذي يغادر روما يوم الأربعاء- ارسال برقيات لقادة الدول التي يمر عبر مجالها الجوي. ونادرا ما يهتم الإعلام بهذه الرسائل التقليدية إلا أن هذه المرة هناك اهتمام كبير لمعرفة ما سيقوله البابا للصين. وفي واقع الأمر فإن السماح له بعبور المجال الجوي الصيني يمثل إشارة ايجابية -حتى وإن كانت بسيطة- للأمام في العلاقات المشحونة دوما بين الفاتيكان والصين. واضطر البابا الراحل يوحنا بولس الثاني لتجنب المرور فوق الصين أثناء رحلاته إلى آسيا. وقال الأب برناردو كيفيليرا رئيس وكالة آسيا نيوز -التي تتخذ من روما مقرا- والمتخصص في شؤون الكنيسة الكاثوليكية بالصين "هذه علامة على الانفراج ... بالتأكيد." وأضاف "لكن المعجزة الحقيقية ستكون إذا رد (الرئيس الصيني) شي جين بينغ ببرقية هو الاخر .. وما سيقوله فيها." وليست هناك أي علاقات رسمية بين الفاتيكان والصين بعد فترة قصيرة من تولي الحزب الشيوعي السلطة في 1949. والكنيسة الكاثوليكية في الصين منقسمة إلى اثنتين .. كنيسة (رسمية) تعرف باسم "الرابطة الوطنية" وهي تابعة للحزب وكنيسة أخرى تعمل سرا تدين بالولاء فقط للبابا الجالس في روما. والخلاف الابرز بينهما هو أي منهما أحق برسم الاساقفة. ويتوجه البابا فرنسيس إلى كوريا الجنوبية بعد ظهر الأربعاء في زيارة تستغرق ستة أيام يقيم خلالها "قداسا للسلام والمصالحة" في كاتدرائية ميونج-دونج بالعاصمة سول. وهذه ثالث رحلة دولية يقوم بها البابا فرنسيس منذ انتخابه في مارس اذار 2013 وأول رحلة لبابا الفاتيكان إلى آسيا منذ 1999.