عززت الصين قبضتها على خاصية إرسال الرسائل الإلكترونية المباشرة "الدردشة"، وأصبح إجباريا على المستخدمين للتطبيقات التى تتيح هذه الخاصية أن يسجلوا أسماءهم الحقيقية قبل الاستخدام. وفرضت الإجراءات الجديدة على مستخدمي التطبيقات الأجنبية المماثلة التى تستخدم في الصين مثل "وي تشات" و"كاكاو توك". وكانت الحكومة الصينية فرضت إجراءات مشابهة قبل شهرين على مستخدمي مواقع المدونات الإلكترونية مع منع مواقع مثل "فيس بوك" و"تويتر". ويستخدم مئات الملايين من الصينيين تطبيقات "الدردشة" ومدونات التواصل الاجتماعي الصينية بديلا عن "فيس بوك" و"تويتر". وقالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" إن الجهاز الحكومي للمعلومات والإنترنت أعلن أن الإجراءات الجديدة أصبحت سارية المفعول من صباح الخميس. وتعد الإجراءات الجديدة سارية على الحسابات الشخصية التى تستخدم في مواقع تعد مصدرا شائعا للمعلومات. وأكدت بكين أن المشتركين في تطبيقات "الدردشة" سيكون عليهم أن يوضحوا أسماءهم ومعلوماتهم الحقيقية قبل الدخول إلى التطبيق، كما أنهم سيوقعون اتفاقا يقرون فيه بأنهم سيلتزمون بقوانين الدولة والنظام ودقة الأخبار وصدقيتها، علاوة على مصالح البلاد خلال استخدام التطبيق. وحسب الإجراءات الجديدة لن يتمكن المستخدمون من نشر رسائلهم أو مشاركة رسائل أخرى دون الحصول على صلاحية خاصة لفعل ذلك، ويقع على عاتق الشركات التى توفر خدمة الاتصال بشبكة الإنترنت تحديد الحسابات التى يحق لأصحابها كتابة التعليقات السياسية أو مشاركتها. وفي بيان لها، قالت شركة "تنسنت"، عملاق الاتصالات الصيني التى تمتلك تطبيق "وي تشات"، إن "الإجراءات الجديدة تهدف إلى الحد من انتشار المعلومات الضارة مثل الشائعات، ونحن نساند ذلك"، مطالبة جميع عملائها بالالتزام بالقانون. في الوقت نفسه، قال مسئولون في الحكومة الكورية الجنوبية إنهم تلقوا إخطارا من بكين بأن الدخول إلى تطبيقي الدردشة "كاكاو" و"لاين" المملوكان لشركات كورية تم منعهما. ووصفت الحكومة الصينية إجراءاتها بأنها جزء من خطة "لمكافحة الإرهاب". وقال المسئول الصيني، الذي رفض نشر اسمه، إن عددا كبيرا من المشاركين في مواقع المدونات الإلكترونية التى تشبه "تويتر" تم اعتقالهم خلال العام الماضي. وكان تشارلز شو أحد أشهر المدونين الصينيين اعتقل أواخر العام الماضي وقضى نحو 7 أشهر في السجن قبل أن يطلق سراحه بكفالة. وانتقل ملايين الصينيين لاستخدام تطبيقات "الدردشة" مثل "وي تشات" الذي يضم 800 مليون مشترك بعد التضييق على مواقع المدونات الإلكترونية. وكانت الحكومة الصينية أعلنت قبل 3 أشهر أنها بصدد مواجهة ظاهرة تفشي "المعلومات الضارة والشائعات على تطبيقات الدردشة والتى تهدد مصالح البلاد". ويقول منتقدو الإجراءات الجديدة إنها تستهدف منع التعليقات المعارضة والمنتقدة لأداء الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات الإلكترونية وتسهيل مهمة تحديد هوية المستخدمين من قبل أجهزة الأمن.