لجأ آلاف من أبناء الأقلية الايزيدية إلى الجبال بعد أن فروا من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتشبثوا بشائعات بأن طائرات الحكومة العراقية ستلقي إليهم بمواد غذائية من الجو لإنقاذهم. ولم تصل الإمدادات. وكل ما يفعلونه هو الصلاة من أجل المساعدة. وقبل أسبوع مضى كان أبناء الطائفة الايزيدية يعيشون في بلدة سنجار بشمال العراق تحت حماية قوات البشمركة الكردية. وأتباع الطائفة اليزيدية المنبثقة عن الزرادشتية هم أيضا أكراد. واكتسبت قوات البشمرجة سمعة بأن مقاتليها أشداء وسبق لهم التغلب على قوات صدام حسين لكنهم تراجعوا أمام المسلحين السنة الذين استولوا على دبابات وناقلات جند مصفحة من الجيش العراقي عندما اجتاحوا شمال العراق في يونيو الماضي. وتشتت الجيش العراقي الممول والمدرب على يد الولاياتالمتحدة تاركا الأكراد والميليشيات الشيعية تقاتل المتشددين السنة الذين اكتسبوا قوة بعد شن هجوم مطلع الاسبوع الجاري. وقال تنظيم الدولة الاسلامية إنه يسيطر الآن على أكبر سد في العراق وقاعدة عسكرية و15 بلدة. ويبدو ان الايزيديين يدفعون الآن أفدح ثمن إنساني لطموح تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن قيام الخلافة في أجزاء من العراقوسوريا وهدد بالزحف نحو بغداد. وقال أبو علي (38 عاما) الذي يختبىء مع عشرات الاف آخرين فوق جبل سنجار "أوقف متشددو تنظيم الدولة الإسلامية معظم العائلات اثناء مغادرتهم وقتل المتشددون رجالا. بعضهم قطع رأسه." وأضاف "واحدة من أكثر القصص حزنا كانت لأحد أقاربنا. قطعوا رؤوس عائلته الخمسة عشر جميعا أمامه ثم أخذوه معهم." واقتيدت النساء للزواج قسرا أو ربما لاسترقاقهن كما حدث في بلدات أخرى. وقال أبو علي "بعضهن نقلن إلى سوريا."