حاولت تغيير ملتى لتبرير الطلاق لكنهم طلبوا منى اموالا لا خيار امامى الا انه اقتله واخلص من عذابى وتهديداته بخطف ابنى الوحيد " لا خيار امامى الا انا أقتله او اعيش هكذا مدفونة بالحياة " هكذا تحدثت مريانة الزوجة المسيحية الارثوذكسية لتصف مدى معاناتها التى بدأت منذ خمس سنوات حين قررت طرق ابواب محكمة الاسرة بمصر الجديدة لرفع دعوى طلاق للضرر ضد زوجها الكيميائى بسبب مرضه النفسى الذى بات خطرا على حياتها، لكن المحكمة رفضت دعوى الطلاق بسبب نصوص لائحة 2008، فلم تيأس ورفعت دعوى اخرى حملت رقم 167لعام 2014، لترفضها المحكمة للمرة الثانية ، وتكتفى بإصدار حكمها بتخصيص نفقة للصغير واستمرار نظر دعوى مصروفات العلاج. بصوت يرتعش من شدة البكاء وجسد ينتفض من هول ما عانى تتابع الزوجة العشرينية رواية مأساتها :" تعرفت عليه عن طريق احدى صديقاتي بدا وسيما لطيفا، لم تبدو عليه ايا من علامات الجنون، بل كان رومانسيا لدرجة تجعلك تهيم فيه عشقا، يخاف على من الهواء لايمر يوما الا ويهادينى بباقة ورد تطير العقل، وجدت فيه ما افتقدته طوال عمري فلقد كنت ابحث عن الحب والاستقرار تمت مراسم الزفاف بعد شهورا قليلة من تعارفنا، استيقظت بعدها على واقع مرير ومؤلم، اكتشفت فيه ان زوجى مصاب بمرض نفسى". تحاول الزوجة العشرينية ان تسيطر على ارتعاشة أصابعها وتوقف شلالات الدموع المنهمرة من عينيها ثم تستكمل حديثها:" لم اكن على علم بحقيقة مرض زوجى قبل الزواج فؤجئت برجل غير الذى أحببت عندما تتملكه نوبات مرضه العنيفة، يتحول الى مجنون يكسر ما يجده إمامه حتى رأسه يظل لفترة من الوقت يصدمها بالحائط، ثم يأتى دورى فينهال على بالضرب والركل واللكمات المتلاحقة فى وجهى وبطني وينهيها بدس وجهى فى " التواليت"، وبعد ان يهدأ من نوبة هياجه، يبكى ويتأسف لى ويظل لساعات يتوسل لى بأن اسامحه". تأبى دموع الزوجة المكلومة التوقف عن ألانهمار ترغمها على الصمت لالتقاط الانفاس ثم تقول:" عشت معه فى خوف، وحياتى اصبحت معرضة للخطر ففى اى نوبة من نوبات مرضه قد يقبض روحي لكن تحملت من اجل الجنين الذى يتشكل فى احشائى ولان ليس لى خيار اخر، واهلى المتشددين لن يقبلوا بتركى لمنزلى، لكن حالته تدهورت وجسدى الهزيل لم يعد يتحمل التعذيب وكرامتى لم تعد تقبل بالسب والإهانة، تركت المنزل وذهبت لبيت اهلى، حاولت ان اخذ مصوغاتى ومنقولاتى فاتهمنى بالسرقة وحرر محضر ضدى بذلك بعدها تحولت الحياة بيننا الى سلسلة من المحاضر بين اعتداء وسرقة وتهديد بالقتل". الزوجة البائسة تتحامل على نفسها المرهقة من الالم وتتابع معى اوراق من مكتب مشورة كنيسة العذراء بأرض الجولف تثبت ان حياتى مع زوجى فيها خطر على ومع ذلك لم تعتد بها المحكمة التى لجأت لها مرتين لتطليقي لكنها فى كل مرة كانت ترفض الدعوى استنادا لنصوص لائحة 2008 التى قصرت الطلاق على علة الزنا، وانا على هذا الحال منذ خمس سنوات زوجة مع ايقاف التنفيذ، حاولت ان اغير ملتى لكى اتمكن من الحصول على الطلاق لكن تغير الملة اصبح خيار متاح للأغنياء فقط حيث يتطلب الامر دفع مصاريف تغير ملة تصل الى 35 ألف جنية يتم دفعها الى رجال الدين فى الطائفة الجديدة التى انوى الانضمام اليها وعادة ماتتم في لبنان، خاصة بعد استجابة ورؤساء الطوائف المسيحية الاخرى بمصر لطلب البابا شنودة الثالث بعدم السماح للأقباط الأرثوذكس بتغيير الملة داخل مصر، للحفاظ علي العلاقات بين الكنائس". " الى متى ساعيش فى هذا الجحيم، ومن سيحمينى من تهديدات زوجى المستمرة لى بقتلى وبإيذاء وخطف ابنى الوحيد ومن سيعوضنى عن عمرى الذى اراه ينفلت من بين يدى وانا ابحث عن الخلاص، فتلك اللائحة الظالمة ما تدفعنى الى انا اكون مجرمة قاتلة، فهذا هو خيارى الوحيد للخلاص" بهدة التساؤلات اختتمت مريانة رواية مأساتها.