اتجه الجميع إلى الحرب بين اقتحام إسرائيل لغزة وصواريخ المقاومة اتجاه تل ابيب.. أصبح العالم يتابع الاعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى؛ حيث ترتفع الارقام كل ساعة حتى تخطت كافة ارقام الحروب السابقة واهتز العالم كله من شلالات الدم الفلسطينى.. وأصبحنا نسمع صفرات الإنذار فى كافة المدن الاسرائلية. لم يسأل أحد لماذا هذه الحرب الدموية؟؟ هل بسبب مصرع ثلاثة اسرائلين في الضفة؟ ام الاعتقالات الاسرائلية لبعض قيادات حماس؟؟ إن كل هذا لا يساوى ما حدث من حرب هى الاعنف منذ عشرات السنين.. الحقيقة الغائبة عن الجميع ولكنها موجودة فى العقل الاسرائيلى وحماس وتركيا هما الذين يعلمون السر الحقيقى لهذه الحرب.. انها حرب بطعم الغاز !! منذ اكتشاف اكبر حقول الغاز فى العالم فى البحر المتوسط تحرك الاسطول الاسرائيلى وتجمع فوق المياه الدولية.. وهنا تحرك الاسطول التركى ليقف امام قبرص التركية.. وهنا تم التقسيم لمن بين من يملكون القوة.. وليس بين اصحاب المياه انفسهم. أخذت لبنان تطالب بحقوقها وسوريا غارقة فى دمائها وخرابها ومصر كانت تحكمها جماعة الاخوان وتنازل مرسى عن الحقوق الوطنية للغاز لصالح تل ابيب واسطنبول.
كانت غزة هى المنطقة الامامية لحقول الغاز المكتشفة حيث يحاصرها الاسطول الاسرائيلى وتستولى عليها من الداخل حركة حماس الزراع العسكرى لجماعة الاخوان.
كان المخزون الهائل للغاز جعل هذه المنطقة تحتوى على اكبر مخزون فى العالم للغاز.. وبما ان اسرائيل بلد مستورد لهذه الطاقة فقد توجهت الى هذه المنطقة واعتبارتها من حقوقها السيادية بالمخالفة للقوانين الدولية ولكنها اعتمدت على قانون القوة حيث تقف اساطيلها البحرية تحت حماية سلاحها الجوى! هنا كانت غزة وحماس حيث بدأت تشعر حركة الاخوان انها تريد حقوقها فى الغاز نفسه حيث الجغرافيا والحقوق المائية تؤكد ذلك. من هنا يتضح لماذا أصرت حماس على رفع الحصار البحرى ومد حدود المياه الاقليمية الى 12 ميل طبقا للقانون الدولى حتى تصل حماس الى حقول الغاز فى المياه الدولية المشتركة. ان الحركة مقتنعة تماما ان حصولها على غاز المتوسط سيجعلها تتحول الى إمارة خليجية تعلن عن قيام دولة جديدة إخوانية تعيش على اضخم حقول الغاز فالعالم وتتحول بذلك الى قاعدة مالية واقتصادية وعسكرية تتولى العمل المشترك مع قطر وتركيا فى إعادة الحلم الاخوانى بتهديد كل المنطقة العربية وتكون مصر هى الهدف الاول.. وهذا يبين الحلف الدموى الاسود بين حماس وقطر وتركيا .!! ان الآلاف من الشهداء والمصابين قد سقطوا بوحشية بقوة النيران الاسرائلية وبموافقة ومباركة من حماس نفسها!! اننا نتذكر كيف قامت جماعة الاخوان اثناء اعتصام رابعة المسلح بإحضار اعداد كبيرة من الاطفال والنساء خاصة اطفال جمعيات الايتام؛ حيث كانت تسعى لتقديمهم قتلى وجرحى نيابة عن اعضاء الجماعة وحتى تعلن للعالم إعلاميا عن الجيش المصرى الذى يقتل الاطفال والنساء وهذا هو ما حدث فى غزة بالضبط. رفضوا اى مبادرات لوقف إطلاق النار.. ولأول مرة توافق اسرائيل على وقف اطلاق النار دون ان يوافق الطرف الآخر!! إن الهدف الرئيسى لحماس ليس تدمير اسرائيل بل تقديم اكبر عدد من الشهداء والجرحى اطفال ونساء ومسنين حتى وإن أبيد الشعب الفلسطينى كله.. ان الهدف لدى حماس هو الوصول الى حقول الغاز حتى ولو كان الثمن شلالات دماء اكبر من مخزون الغاز نفسه !! إن أطماح حماس فى الغاز جعلها تطالب القوة الاسرائلية بمزيد من القتل للفلسطينين وهى تسعى لإحداث اكبر عدد ممكن من الشهداء والجرحى وتدمير القطاع بالكامل. لم يكن لحماس نية فى رفع قيمة المساعدات الدولية فهى ترى انها لا تمثل شيئا بجانب مخزون الغاز الهائل.. ان الشعب الفلسطينى دفع من دمائه أكثر مما دفعه اى شعب آخر فالعالم.. حتى ضرب اليابان بالقنابل اليدوية لم تصل خسائرها الى خسائر الشعب الفلسطينى. إن الشرق الاوسط الجديد لدى المخطط الاسرائيلى هو إعادة رسم المنطقة بالكامل بما فيها منطقة الغاز نفسه. إننا نعلم أن الاخوان قد صاغوا مادة فى دستورهم الساقط تعطى لمرسى الحق فى إعادة رسم الحدود والتنازل عن إرض الوطن كان هذا بهدف إقامة إمارة غزة الاسلامية عندما تتنازل مصر الاخوانية لغزة عن مساحة كبيرة من ارض سيناء.. سقطت الاحلام والامارة وانتقلت الاطماع الى المتوسط حيث آبار الغاز ومخزونها الهائل. علينا نحن المصريين ان نعى الحقيقة تماما انها حرب الغاز وليست حرب الدولة الفلسطينية.. وعلينا ايضا ان نتجه الى التحكيم الدولى كى نحصل على حقوقنا الوطنية من الغاز.. وليس بقوة الاساطيل وحدها تنتزع الحقوق.