قابل خبراء التعليم فكرة إجماع لجنة التعليم بمجلس الشعب على ضرورة العودة لنظام السنة الواحدة بالثانوية العامة، بنفس غير راضية، حيث أكدوا انها استمرار للقرارات العشوائية المتخبطة التي واجهها نظام الثانوية العامة مع كل وزير جديد يأتي. وقال الدكتور كمال نجيب، خبير التعليم وعميد كلية التربية بجامعة الاسكندرية سابقا، إن كل ما يتم بشأن الثانوية العامة منذ منذ سنوات ما هو إلا رؤى سطحية لا تنظر للمشكلة من كل أبعادها ولكنها دائما تنظر لها من بعد واحد فقط، فمنذ عام 1994 ووزاراء التعليم والدولة كلها تتلاعب بنظام الثانوية العامة، فكانت سنة واحدة ثم جعلوها سنتين وجعلوا هناك تقسيمًا لشعب علمي وادبي، ثم الآن فجأة قرروا العودة للسنة الواحدة، و كأن عيب الثانوية العامة هو عدد سنينها فقط! وأضاف نجيب قائلا إن أزمة الثانوية تحتاج لخبراء يقومون بعمل دراسات متعمقة يحددوا من خلالها وظيفة المرحلة الثانوية والعلاقة بينها ومرحلة التعليم الجامعي، كما يجب اخذ اراء الطلاب والمعلمين قبل إجراء أي تعديل، لكن المشكلة أننا كالعادة نفاجأ دائما بقرار بتعديل الثانوية العامة ونضع الاهالي والطلاب والمعلمين أمام الامر الواقع. أما الدكتور كمال مغيث، خبير التعليم والاستاذ بالمركز القومي للبحوث التربوية و التنمية، فقال: "أرى أن نظام الثانوية العامة الحالي فعلا سيئ ويحتاج إلى تغييره، فنظام السنتين المطبق الان في الثانوية العامة تسبب في مضاعفة العبء المادي و المعنوي على البيوت المصرية، لأنه تم تطبيقه بشكل خاطئ، حيث كان من المفترض أن يطبق بشرط تطوير منظومة التعليم الثانوي كلها من مناهج وطرق تدريس، ولكن الوزارة لم تفعل ذلك واكتفت فقط بجعلها سنتين دون أي تغيير". وأضاف أن نظام السنة الواحدة كان مطبقًا في مصر من قبل وكان أكثر راحة للطلاب وأسرهم، لانها كانت (علقة في سنة واحدة)، وبالتالي فلا مانع من إعادة هذا النظام حتى يستقر البلد ويصبح له رئيس جمهورية وحكومة حقيقية تعيد النظر في منظومة التعليم بالكامل بما فيها الثانوية العامة، بشرط ان يتم تخفيف المناهج الحالية فلا يمكن للطالب ان يحفظ كل هذا الحشو في سنة واحدة.