قال سمير جعجع رئيس حزب «القوات اللبنانية»، المرشح للرئاسة اللبنانية الذي تدعمه قوى «14 آذار» أنه إذا انسحب من انتخابات الرئاسة سيبقى (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النيابي العماد ميشال عون مرشحاً للرئاسة (عن قوى 8 آذار) وسيطالبونه بتأييده للرئاسة ، مؤكدا أنه ليس مستعدا لذلك. وأثنى جعجع - في حديث مع جريدة الحياة اللندنية وزعه مكتبه الإعلامي اليوم- على مبادرة زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري أول أمس بإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للبنان، معتبراً أن موقف الحريري مبدئي وأردف قائلا "كنت أطلقته في مبادرتي «بأننا مستعدون لأي بحث جدي من أجل إتمام الاستحقاق الرئاسي». وقال: «جربنا أن نتفاهم مع التيار الوطني الحر بزعامة عون على اسمين أو ثلاثة ننزل بهم الى البرلمان (بدلاً من الإتيان برئيس من الأقوياء مباشرة) ويستمدون قوتهم منا، لكن التيار الوطني رفض وأصر على أن نصوت لعون...». وتساءل "مع من نطرح المرشح التوافقي إذا كان الفريق الآخر متمسك بعون؟". وأضاف: «أنا وضعت نفسي في موقع المستعد للانسحاب». واعتبر جعجع أن من يعطل ملء الشغور في الرئاسة هو «حزب الله» والعماد عون. وردا على سؤال حول إتهامه لمنافسه العماد عون بأنه يقف ستاراً لحزب الله في إحداث الفراغ في الرئاسة. . قال : في رأيي أن عون هو من يسبب الفراغ، وحزب الله ليس متضايقا «زعلاناً» من الفراغ. وتابع عون يريد أن يكون رئيساً للجمهورية. ماذا يقتضي ليصبح رئيساً هو مستعد لأن يفعله، حتى إذا اقتضي تعطيل الانتخابات وحزب الله رأى أن الوضع يناسبه، وليس مستعجلاً أن يكون للبنان رئيس، وبقدر ما عون يعطل بقدر ما سيستطيع الحزب عندما تأتي ساعة التفاوض غداً، أن يفاوض من موقع أعلى وأعلى، لأنه يقول لكل العالم: لأنزعَ هذه العقبة بهذا الحجم أريد هذا السعر. وأضاف: حصلت اتصالات مباشرة وغير مباشرة بين حزب القوات اللبنانية وعون، ولكن العماد عون لديه حتى الآن طرح واحد وحيد لا يتزحزح عنه هو أيدوني لرئاسة الجمهورية. لذلك، توقفت عند هذا الحد. وتابع قائلا "أنا كنت بمراحل عدة أبديت نيتي الانسحاب لمرشحين لديهم الحد الأدنى المقبول من الأطروحات السياسية والقناعات التي لدينا. وعن استعداد حزبه القوات اللبنانية للحوار مع «حزب الله» قال جعجع إن الحزب «لا يريد التحاور ولا يريد التجاوب مع شيء ونحن مختلفون مع الحزب على المواضيع الأخرى في البلد أكثر من الرئاسة»..مضيفا أن حزب الله يقول اذهب وتصافَ أنت وعون. ولفت جعجع إلى تجاهل حزب الله إلى إشارته الإيجابية (تجاه المقاومة) في برنامجه الرئاسي حينما تحدث عن «إخوة لنا دافعوا عن الجنوب وعاشوا حتى الموت والاعتقال في سجون إسرائيل واستعادوا الحرية» . وقال"هذا تعبير واقعي مأخوذ من واقع، فيه كل النوايا الحسنة. ولكن الإخوان في «حزب الله» لا يريدون التجاوب مع شيء. ماذا أفعل؟ .. حسب تعبيره وعن قراءته للوضع الإقليمي، أوضح جعجع أنه في الأعوام السابقة «كان محور إيران – سوريا موجوداً في شكل كامل في سوريا وفي العراق، والآن هو أضعف بكثير، وإيران كانت تصنع أسلحة نووية والآن تفاوض كيف تخفض السلاح النووي». وأضاف: «المحور الآخر أضعف بكثير وتصوّر أين أصبح الوضع كي يضطر حزب الله لأن يقاتل في سوريا. الحركة في الإقليم لصالح 14 آذار». وجدد موقفه بأنه لايتوقع أن يكون هناك وجود لداعش في لبنان - إلا بعض الأفراد أو الخلايا الصغيرة، ولا يمكن أن يكون لديها موقعاً سياسياً أو ثقلاً سياسياً. وقال " أستند على قراءتي للوضع السني في لبنان الذي تسوده أكثرية معتدلة، وعلى تركيبة لبنان المتنوعة والمناخ العام السائد في لبنان. وحول الوضع في العراق.. قال فيما يتعلق بكردستان، بتقديري قُضي الأمر (في إشارة للإنفصال)، بالقانون أو بالأمر الواقع. فقط تبقى هذه المسألة حسب التطورات السياسية. وتابع" أما فيما يتعلق بالوسط والجنوب، فيعود الأمر لقرار إيران. وكما نرى حتى هذه اللحظة بمواجهة المأساة التي حدثت من شهر ونصف لغاية اليوم، ليس ظاهراً أن إيران اتّخذت القرار الصائب. القرار الصائب هو بأسرع وقت ممكن: أن تتشكل حكومة اتحاد وطني جدية تضم كل الأطراف السنية المعتدلة في العراق، طبعاً ما عدا داعش والمتطرفين. هذه الخطوة كفيلة بتغيير مجرى الأحداث في العراق. وإذا استمر «قرار المواجهة (المواجهة لا تحصل مع داعش فقط بل مع كل السنة في العراق) يمكننا توقّع الأسوأ، الحرب الأهلية التي بدأت اليوم ولو بمسميات مختلفة ستستمر حتى إشعار آخر.