قال علماء من أمريكا إن ما يعرف بسمكة الشيطان تغوص في الماء على عمق أكبر بكثير مما كان يعتقد حتى الآن. رجح الباحثون تحت إشراف سيمون ثورولد من هيئة "وودز هول" الأمريكية لعلم المحيطات، أن هذه السمكة تستخدم جهازا خاصا في الجسم خلال الغوص في الأعماق. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد تثبيت حساسات دقيقة في زعانف هذه الأسماك. وتبين لهم أن هذه الأسماك لا تسبح دائما بالقرب من سطح الماء حسبما كان يعتقد الباحثون حتى الآن "حيث تظهر البيانات التي توصلنا إليها أن بعضا من هذه الأسماك يغوص بسرعة تصل إلى ستة أمتار في الثانية، على عمق نحو ألفي متر، حيث تبلغ درجة حرارة الماء نحو أربع درجات مئوية" حسبما أوضح الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها أمس الثلاثاء في مجلة "نيتشر كومونيكيشنز′′ المتخصصة. كما أوضح الباحثون أن هذا الجهاز الخاص الذي يساعد الأسماك على الغوص في هذه الأعماق الباردة هو عبارة عما سموه "الشبكة المعجزة"، والتي تتكون من شريان يتفرع إلى الكثير من الشرايين متناهية الصغر، والتي تتجمع بدورها مرة أخرى على شكل شريان بدلا من أن تصبح أوردة حسب المعتاد. ويتم خلال هذه الشبكة تبادل الدفء بين الدم في موضع ما من هذه الشبكة، ثم يستمر الدم في تدفقه خلف هذه الشبكة الدقيقة وبعيدا عن القلب بدلا من المرور به. وتنتشر سمكة الشيطان بشكل واسع في البحر الأبيض المتوسط، ويمكن العثور عليها في أي مكان آخر من المحيط الأطلسي الشرقي. ويمكن أن تنمو ويصل حجمها إلى 5.2 أمتار، وتملك ذيلا شائكا يمكن أن يُستخدم للدفاع عن النفس. تتغذى أسماك الشيطان على القشريات والأسماك الصغيرة. وتُعرف سمكة الشيطان بأنها تعيش في الجزائر وكرواتيا وفرنسا واليونان وفلسطين وإيطاليا ومالطا وأسبانيا وتونس وتعتبر هذه الأماكن مواطنها الرئيسية. والجدير بالذكر ان علماء يكتشفون جهازا جديدا في سمكة الشيطان يتكون من شريان يتفرع إلى الكثير من الشرايين متناهية الصغر، تتجمع بدورها على شكل شريان بدلا من أن تصبح أوردة.