أوصى المشاركون فى المؤتمر القومى لمشروع قناة "طابا العريش"، الذى عقد فى مركز المؤتمرات بجامعة القاهرة، بضرورة التعجيل فى تنفيذ المشروع الذى يعد ثالث مشروع قومى لمصر بعد حفر قناة السويس والسد العالى. وصرح الدكتور عبدالرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر القومى للمشروع بأن المشاركين فى المؤتمر ومن بينهم الدكتور حسن نافعة، والدكتور ممدوح حمزة، والنائب بمجلس الشعب أبوالعز الحريرى، والصحفى عباس الطرابيلى أكدوا أهمية المشروع الجديد اقتصاديا وإستراتيجيا وسياسيا. من جهته، قال الطرابيلى إن تدمير الشخصية المصرية حاليا ناتج عن غياب مشروع قومى يلتف حوله المصريون..وأن معظم دخل قناة السويس حاليا يذهب لأعمال التوسعة والصيانة. وبدوره، طالب الدكتور ممدوح حمزة بضرورة اعتماد المشروع على مصادر الطاقة الشمسية الحرارية وليست الضوئية .. مؤكدا على أن توليد الكهرباء من الشمس سيسهم فى تحلية مياه البحر لاستخدامها فى إصلاح 60 ألف فدان على الأقل على هامش المشروع. وقال إن المشروع يتضمن أكثر من معجزة هندسية لن يعلن عنها الآن خشية سرقتها من دول معادية لمصر، وأنه لا تأثير له على قناة السويس لأن القناتين فى بلد واحد وتحت إدارة واحدة، وأنه تم وضع الحلول الهندسية له عن كيفية عبور المياه والكهرباء وغيرها من أسفل القناة المقترحة. ومن ناحيته، قال الدكتور حسن نافعة إن المشروع سيجعل إسرائيل عاجزة عن مجرد التفكير فى العودة إلى سيناء مع وجود مانع مائى عرضه 550 مترا ، وسيضيع عليها مخطط دفع التكدس السكانى بغزة لسيناء وضياع الحقوق الفلسطينية. وأفاد الخبير الأمنى اللواء محمد رشاد وكيل المخابرات العامة الأسبق بسيناء بأنه بهذه القناة سيتم نقل خط الدفاع عن مصر إلى عمق 170 كم ، وبالتالى سيصعب على إسرائيل غزو سيناء، وهذا المانع المائى يحقق عمقا إستراتيجيا لمصر، ويحرم إسرائيل من استخدام قواتها المدرعة وينقل المعركة من عمق قناة السويس إلى خط دفاع آخر. وأوضح النائب أبوالعز الحريرى أنه اقتنع بالمشروع وعرضه على مجلس الشعب وسيجتهد فى تنفيذه كما طلب من الحاضرين بأن كل من لديه مشروع قومى أو قضية فساد يتقدم له ولن يتأخر فى أى شىء لخدمة مصر. ومن جانبه ، قال صاحب فكرة المشروع المهندس سيد الجابرى إن من يروجون لفكرة توسيع قناة السويس هم من يبيعون الوهم ويسهمون فى إيقاف عجلة التقدم لأن (قناة طابا..العريش) هو نقلة حضارية إستراتيجية لمصر يتضمن إنشاء مدن ومصانع وأكبر ميناءين فى العالم بطابا والعريش بهما أكبر مخازن لتخزين السلع الإستراتيجية وحوض لتخزين السفن العملاقة وسيوفر ملايين فرص العمل. وقال الدكتور عبدالرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر القومى لمشروع (قناة طابا العريش) إن المشروع سيفرض واقعا إستراتيجيا أمنيا اقتصاديا عمرانيا جديدا يجبر إسرائيل على قبوله لأن وضع سيناء بهذا الشكل لم ولن يكن وضعا أبديا لأنه فرض علينا فى وقت الخنوع للهيمنة والغطرسة للدولة العبرية ، وقد تغير الأمر تماما بعد الثورة. وأضاف "إذا تم تعمير سيناء كما هو مستهدف لها فى المشروع الذى لم يكتمل ، لأجبرنا إسرائيل على قبول وضع وواقع عمرانى أمنى جديد ، ولكنهم كانوا حريصين على عدم تعمير سيناء لتحقيق مخططهم لإعادة احتلالها ، والآن جاءت الفرصة لرد الاعتبار لمصر بتنفيذ هذا المشروع لحفظ كرامتها وحماية الأمن القومى". وأوصى المشاركون فى المؤتمر بضرورة التعجيل بتنفيذ المشروع ، مشددا على أن أى تأخير يصب فى صالح إسرائيل التى بدأت فى تنفيذ مشروع سكة حديد إيلات/تل أبيب لربط البحرين الأحمر والمتوسط بامتداد 350 كم لاستخدامه فى الشحن والنقل ويتم فى خلال خمس سنوات ليستحوذ على التجارة العالمية بين الشرق والغرب. وأكدوا على أن (قناة طابا..العريش) هو المشروع الحضارى لبناء الأمة المصرية ، مشيرين إلى أن الدراسات العلمية أكدت استحالة توسيع قناة السويس ، وطالبوا بعرض المشروع على الشعب المصرى بكل فئاته لأنه ملك لهم من خلال عقد ندوات علمية وجماهيرية. وتتضمن قناة (طابا..العريش) حفر ممر مائى عملاق بين منطقة خليج العقبة والبحر المتوسط فى المنطقة شرق العريش مرورا بالمنطقة الحدودية المصرية بين مصر وإسرائيل بطول قدره 231 كم وعرض يتراوح من 500 إلى 1000 م وبعمق يصل إلى 250 قدما مما يؤدى لتنمية سيناء خصوصا منطقة وسط سيناء قلب سيناء النابض. ويعتبر المشروع إضافة للدخل القومى بما يفوق العائد من قناة السويس ، بالإضافة إلى العائد من المشروعات التى ترتبط بخدمة هذا المشروع ويوفر 8 ملايين فرصة عمل جديدة تنقل القوى العاملة المتعطلة من الوادى إلى سيناء.