تم إطلاق عملية تحرير الموصل بموافقة من الولاياتالمتحدة والقبائل العراقية والحكومة، والبيشمركة الكردية والإيزيديين والمسيحيين، لكن جهودهم تواجه العديد من التحديات، الخلاف بين انقرةوبغداد بشأن وجود القوات التركية في بعشيقة شمال شرق الموصل، أحد أهم هذه التحديات، وإذا لم تعالج هذه الأزمة بسرعة فهناك خطر نشوب حرب داخل حرب أخرى قائمة بالفعل، ويمكن أن تلحق الضرر بعمليات استعادة السيطرة وتحقيق الاستقرار في الموصل. وتوافق كل من بغدادوأنقرة على هدف التخلص من تنظيم داعش الإرهابي، ولا يتفقان على شيء آخر، لكن هناك عدة عوامل تدفع تركيا إلى تبني هذا الموقف تجاه الموصل، من بينها الحرب في سورياوالعراق، والتي كانت نتيجة صراع جيوسياسي بين تركيا ومنافسيها الإقليميين، واستغلت أنقرة خطوط التصدع العرقية والطائفية لتحقيق أهدافها في كل من العراقوسوريا، ومن وجهة نظر أنقرة لا تريد أحدًا أن يسيطر على العراق، وفي بعض الأحيان تدعم الحكومة العراقية رغم عدم التوافق بين الحكومتين من الناحية السياسة. ولا تخشى أنقرة فقط من مدينة الموصل، لكن أيضًا من المناطق المحيطة بها، حيث الرغبة في إنشاء بؤرة استيطانية في تقاطع المناطق الكردية والعراقية والسورية والتركية. لدى تركيا علاقات تاريخية مع مدينة الموصل، خاصة بالسكان العرب والتركمان، بل إن هناك شعورًا بين القادة الأتراك، حسبما صرح مستشار الرئيس التركي، أينور شفيق، بأن هذه المنطقة بما فيها شمال سوريا، كان على الأتراك عدم التخلي عنها بعد الحرب العالمية الأولى. وتريد تركيا منع تمرد حزب العمال الكردستاني ضد الدولة التركية، والمستمر على مدى أربعة عقود، ولا تريد أن يوسع حركته في شمال العراق، لكن حزب العمال الكردستاني يسيطر على منطقة سنجار بعد استعادتها من داعش في الخريف الماضي، وبالتالي تعارض تركيا مشاركة الأكراد في عملية تحرير الموصل. وتقف الولاياتالمتحدة في منتصف الصراع العراقي التركي المعقد، فهي ترى أن الأمر حاسم للتخلص من داعش في العراق، وداعم جزئي لموقف بغداد، وعليها إيضاح الأمر لتركيا بأن موقفها غير مفيد أو مجد. والتقى مسؤولو الأمن العراقي والتركي في اسطنبول قبل أسبوعين، في محاولة للتوصل لاتفاق من حيث المبدأ على استخدام قاعدة بعشيقة، حيث تتواجد القوات التركية، دون الحاجة لسحب القوات التركية، وعلى الولاياتالمتحدة دعم هذه المبادرة؛ لأن هذا من شأنه أن يحقق عدة نتائج إيجابية، ويجنب تدهور العلاقات بين أنقرةوبغداد، وتجنب حرب داخل حرب الموصل. ناشونال انترست