وصل الجوع في 3 محافظات ضربها الجفاف بزيمبابوي إلى مستويات تنذر بالخطر، وتشمل المحافظات المتضررة ماتابيليلاند الشمالية، ميدلاندز، وماشونالاند الوسطى؛ وفيها مات ما لا يقل عن 80 ألف طفل في سن المدرسة، طبقا لما ذكره موقع أوول إفريكا. وتابع الموقع أن البلد تشهد نقصا حادا في الحبوب بسبب الجفاف الناجم عن ظاهرة النينو التي أثرت على أجزاء كبيرة من منطقة الجنوب الإفريقي في موسم الزراعة 2015- 2016، ورغم أن الحكومة أعلنت حالة الطوارئ في فبراير الماضي ووجهت نداء لطلب المساعدة الدولية، فإن هناك 4 ملايين زيمبابوي لا يزالون يحتاجون إلى مساعدات غذائية. ورغم شراكة الحكومة مع برنامج الأغذية العالمي والتي استهدفت أطفال المدارس خاصة الأطفال الذين منعهم الجوع وحالتهم الصحية المتدنية من الذهاب إلى المدرسة، إلا أن البرنامج لم يصل إلا لما يقرب من 9800 تلميذ فقط حتى سبتمبر الماضي، ولم يستطع برنامج الأغذية العالمي في زيمبابوي أن يحقق هدفه النهائي وهو الوصول إلى 77 ألف طفل من مدارس الأطفال الابتدائية المتضررين من الجوع. وأضاف الموقع أن المستقبل يبدأ مع الطعام، لذا فالواقع يقول إن المستقبل قاتم في زيمبابوي التي أدى سوء التغذية فيها إلى القضاء على التعليم وزعزعة الاستقرار. وذكر الموقع أن الحكومة الزيمبابوية إذا استطاعت القضاء على الجوع، فسوف تستطيع أن تقدم أجيالا قادرة على تنمية الدولة، وجعل الحلم حقيقة واقعة. وشهدت زيمبابوي عدة موجات من المجاعات الضاربة كانت أقساها مجاعة عام 2003، التي هددت أكثر من نصف سكان زيمبابوي، وقدمت الأممالمتحدة وقتها حوالي 705 آلاف طن من المساعدات الغذائية، لكنها لم تقض على الأزمة. الجدير بالذكر أن الكثير من سكان زيمبابوي يأكلون جذور النباتات وأوراقها، وأن المناطق الريفية تعتبر الأكثر تضررا من نقص المواد الغذائية، ولكن نقص الدقيق والزيت والسكر والملح بدأ يظهر في المدن أيضا. وأرجع المجتمع الدولي أزمة المجاعة في زيمبابوي إلى قرار الرئيس موجابي بمصادرة الأراضي الزراعية للبيض مما أجل عمليه زراعة الأراضي فضاعف مستوى المجاعة، وتعد زيمبابوي واحدة من أكثر دول الجنوب الإفريقي معاناة من أزمة الجوع بسبب الجفاف والإيدز والفيضانات وسوء الإدارة الاقتصادية. وكانت المزارع التجارية التي يديرها البيض توفر تقليديا الاحتياجات الغذائية للمدن والبلدات، فضلا عن صادرات هراري، كما كانت زيمبابوي يومها سلة الغذاء لمنطقة الجنوب الإفريقي ولكن سياسة الإصلاح الزراعي التي اتبعتها حكومة موغابي والهجمات على مزارع البيض منذ فبراير عام 2000 تسببت في نقص محاصيل الذرة التي انخفضت بنسبة 59% هذا العام.