كلما قررت الكتابة تهزمني مشاغل العمل.. هل جربت أن يطاردك إحساس كامل بالتقصير رغم انهزامك الكامل أمام تفاصيل تستغرقك من التاسعة صباحا وحتى قرابة الواحدة من صباح اليوم التالي .. نحاول في هذه التجربة ألا نكون فقط ناقلين للحدث أن نشارك في محاولة الفهم.. الكل يحاول لكن مشاغل عمل لا تنتهي تراكم داخلنا إحساس دائم بالتقصير فدائما لدينا المزيد الذي نود أن نقدمه لكن تأخذنا مشاغلنا وقلة إمكانياتنا وعددنا المحدود.. تهزمني تفاصيل كثيرة عن أن أتابع من يكتبون لنا من حق الجميع أن اشكرهم صباح مساء من حقهم أن أقول لهم أنا في انتظار مقالاتكم ومن حقهم أن استعجلهم في الكتابة.. أقرر أن اخصص يوما لانجاز المهمة ثم تعجزني التفاصيل لا بأس من اعتذار علني لكل من قصرت في متابعة كتابتهم لنا اعتذار لأستاذنا نادر فرجاني وللصديق حاتم حافظ وللدكتور احمد الخميسي وللزميل سيد محمود وللأستاذ محمد نور الدين وللأستاذ إلهامي الميرغني .. لكني في المقابل لا املك ألا أن اشكر زملاء وأخوة حريصين على التواصل دون كلل أو حاجة لمتابعتهم شكر خاص للصديقة هويدا طه وللأصدقاء مدحت الزاهد و مسعد أبو فجر واشرف العناني وأميمة الشريف ومحمود طرشوبي ومحمد طعيمة ومحمد خالد ومحمد عبد الرحمن وسامية بكري بدونكم سنخسر كثيرا .. مشاغل تمنعني حتى عن أن أقول رأيي في قضايا كثيرة.. أن أشارك ليس فقط بنقل خبر عن شهيد جديد للتعذيب..أن اكتب عن ورقة كف البحث الملعونة والتي تسببت في أن تفقد أسرة عائلها بسبب قلوب غليظة نزعت منها قسوة الاستبداد رحمة أن تشعر برجل أعجزته ظروف الحياة فاستدان وحرمته غلظتهم ووحشيتهم من فرحة سداد ما عليه حتى ولو للهرب من سجونهم فأبوا أن يتركوه داخل الحياة .. أو أحدثكم عن نفس الورقة في حياتي وكيف أنقذتني يوما من سلطة متجبرة أبت ألا تكسر انف أتعبها إصرارها على أن تعمل وفقط.. أن تكتب ما ترى وكفاية.. أن تمارس الصحافة للصحافة .. فطاردت صاحبها عام ونصف .. كانت ورقة كف البحث هي أطرف مشاهدها وكتبت ختام مشهد من مشاهد كثيرة عشتها ربما أحدثكم عنها.. عام ونصف ربما قبله بشهور أدركت تماما حجم أن تعيش في دولة بوليسية.. وفداحة أن تجدهم في اخص خصوصياتك.. وأزمة أن ترى مساحة هيمنتهم.. وقسوة أن تُطارَد في كلمتك قبل رزقك.. أن تعيش في دولة يحكمها مبارك والعادلي وجمال ورجالهم لكن هذا ليس وقته ربما هذا مجال الاعتذار .. اعتذار لقارئ قصرت في حقه على وأردت الهروب إليه.. حاولت أن فتح شباك حنين إليه .. فأخذتني تفاصيل الانشغال به عنه .. اعتذار أخر عن قضايا كثيرة أردت الحديث عنها عن التزوير والمزورين.. وعن الذين مازالوا قادرين على الدهشة بعد ثلاثين عاما من التزوير والتعذيب والفساد وسرقة الإرادات عن الذين أزعجهم إشادة الرئيس بما جرى في الانتخابات وعن الذين مازالوا يعلقون الآمال على إفاقة من مؤسسة هي بحكم الدستور والقانون والواقع والوقائع المسئول الأول عما يحدث .. وعمن صدقوا وعود النزاهة .. وعن حبيب العادلي و”وحوشه الداخلية” .. وعن المطاردين للناس في أرزاقهم وحريتهم .. أردت أن اكتب عن الحقيقة كما أراها وليس كما يريد لي البعض أن أراها.. أردت أن أرد الاعتبار وسط كل ذلك لرجل ربما ظلمناه وجاءت الوثائق المسربة لتنصفه رغم إصراره أن يضع نفسه موضع الاتهام.. عن موظف حملناه نتيجة أخطاء نظامه وجاءت الوثائق لتقول انه حاول ولو من داخل هذا النظام ليقول كلمة مختلفة.. عن وزير الخارجية احمد أبو الغيط حتى لو خالفته الرأي وحتى لو هزمته إرادة نظام اختار أن يكون طرفا فيه..فحق عليه اللوم . أردت أن اشكر زملاء باعوا أنفسهم لهذا الحلم.. وباعوا وقتهم بالكامل له ..الرائع محمد العريان .. وزوجتي نفيسة الصباغ .. فثلاثتنا من يصنعون تفاصيل الحلم من الداخل .. وزملاء آخرين يدعموننا بجهودهم أولهم الجميل محمد عبد الله وأحمد بلال والفخراني وخليل وأميرة ورأفت ونيازي ومنى وشيماء وإسلام وإسلام واحمد ومروة وسحر ووفاء وولاء وصفاء ورحاب والعطار وعلي والسيد .. ويوسف الذي غاب عنا ووعد بالرجوع .. وزملاء كثيرين لهم مني كل الشكر حتى ولو لم أقل أسماءهم .. وشكر خاص لمن مازالوا قادرين على الحلم معنا ولو من بعيد.. وللذين أعجزتهم ظروف الحياة والمستقبل عن التواصل معنا ولكنهم لا زالوا معنا بقلوبهم.. وشكر لهيثم ونها فريق الموقع .. اعذروني فلابد أن أترككم وأعود لمشاغل أرجو أن اهزمها خلال الفترة القادمة وأن هزمتني فلتدركوا إنني مشغول عنكم بكم.. وعذري الوحيد وعذر من يشاركونني هذا الحلم بجهدهم ووقتهم المسروق من بيوتهم أننا نقول موقفنا من خلال هذا الشباك المفتوح عليكم إن أعجبكم ابقوا معنا وان لم يعجبكم أغلقوا الشباك من ناحيتكم لكن برفق .. فربما إذا اشتقتم إلينا تفتحوه تجدوننا على الجانب الآخر مصرون على التواصل معكم وعلى قول ما نراه حق وحقيقة .. واستأذنكم في الانشغال. مواضيع ذات صلة 1. خالد البلشي: هل يموت الذي كان يحيا كأن الحياة أبد؟ 2. خالد البلشي : يوسف أيها الصديق 3. خالد البلشي : لهذا كان لابد أن نعود 4. خالد البلشي : الصحف ونتائج الانتخابات غياب المعلومة وتكريس الاستبداد 5. صفحة “كلنا خالد سعيد ” تعود للعمل ..والفيس بوك يمنع إضافة أي محتوى جديد لها