بالتزامن مع الزيارات الدولية لولي ولي العهد السعودي، وزير الدفاع، محمد بن سلمان؛ من أجل البحث عن شريك جديد يتورط معه في العدوان السعودي على اليمن، وحشد المزيد من المقاتلين نيابة عن قواته وجيشه الذي بات مستهدفا من ضربات المقاتلين اليمنيين، ومع محاولات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الحثيثة لإخراج بلاده من هذا العدوان الذي تورط فيه مع المملكة، يأتي تفجير عدن ليشكل صفعه جديدة على وجه التحالف السعودي الأمريكي ككل. شهدت مدينة عدن اليمنية، أمس الاثنين، تفجيرا جديدا ضرب مركزا للقوات التابعة للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، حيث استهدف التفجير مجندين يمنيين في مدرسة تابعة لكتائب المحضار، في حي السنافر بالمنصورة جنوب البلاد، وأدى إلى مقتل 71 شخصًا على الأقل. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن التفجير الانتحاري، ونشر صورة لمنفذ العملية ويدعى "أبو سفيان العدني"، وأشارت المصادر إلى أنه في أثناء تجمع المجندين صباحًا داخل حوش المدرسة، فُتحت بوابة المدرسة لدخول سيارة التموين العسكري، الأمر الذي أعطى فرصة للانتحاري للانطلاق بسرعة كبيرة باتجاه البوابة عقب فتحها، مفجرًا نفسه وسط المجندين، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى، بلغ نحو 71 شخصًا، وأكثر من 100 جريح، وتضرر عدد من المنازل المجاورة، ليكون الأكثر دموية منذ انطلاق "عاصفة الحزم" السعودية قبل 17 شهرًا. التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة عدن، مثّل صفعة للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، ويعتبر رسالة من تنظيم داعش إلى الرئيس المستقيل مفادها "نحن هنا"، ليؤكد أن تواجد التنظيم يتزايد في المدينة التي يعتبرها هادي عاصمة مؤقته وتستقر فيها حكومته، وتنطلق منها بعض قوات التحالف السعودي، وكان بصدد نقل المصرف المركزي إليها. ورد هادي على التفجير بأن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تثني الحكومة وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عن التصدي لها وملاحقتها واستئصالها من جذورها حتي يسود الأمن والاستقرار في البلاد كافة، وعلى خلفية التفجير الإرهابي، أقال الرئيس اليمني، رئيس جهاز الأمن القومي التابع للرئاسة، محمد سعيد بن بريك، بعد ساعات من التفجير، وعين العميد أحمد عبد الله ناصر المصعبي، خلفًا ل"بن بريك" المُقال. من جانبه، هاجم رئيس الحكومة السابق، خالد بحاح، نظام الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، وسلطات عدن على خلفية التفجير، وانتقد بحاح بشدة ما أسماها "عمليات التجنيد خارج مظلة الدولة"، متسائلًا: كيف سمحت القيادة المحلية والمركزية لتجمع طوابير التجنيد هذه خارج مظلة الدولة؟، ووصف التجنيد ب"العملية غير الشرعية"، لافتًا إلى أنه لا ينبغي السماح لمجرد الحديث عن أي شكل من أشكال التجنيد والعمل العسكري، إلا تحت إدارة المنظومة العسكرية والأمنية الوطنية. رسالة داعش لم تكن موجهة إلى الرئيس اليمني المستقيل بمفرده، بل إلى التحالف ككل، وعلى رأسه السعودية والإمارات، حيث قالت مصادر يمنية محلية إن التفجير الانتحاري جاء متزامنًا مع عمليات نقل لمجندين جنوبيين إلى نجران لدعم القوات السعودية هناك، كما أن اختيار داعش لمدينة عدن بالتحديد لتنفيذ التفجير الانتحاري يشكل إحرجًا للإمارات الداعمة للسعودية والناشطة في تحالفها، فمن المفترض أن قوات الإمارات تتولي مسؤولية توفير الأمن والاستقرار لها. السعودية التي سعت إلى إفراغ الساحة اليمنية من جيشها لإتاحة الفرصة لتنظيم داعش من أجل التمدد في الجارة مثلما فعلت أمريكا مع تنظيم القاعدة في السباق، تكتوي اليوم بنار فعلتها السابقة، فالحرب ضد تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن لم تكن في قمة أولويات المملكة السعودية أو حتى ذيلها، فكانت طائرات عاصفة الحزم تمر فوق تجمعات الإرهابيين من الطرفين في ابين والمكلا وعدن مرور الكرام دون أن تطلق رصاصة واحدة أو صاروخا، حتى إن تنظيم داعش رفع أعلامه في عدن وقام بعمل استعراضات عسكرية دون أي رد فعل من قبل التحالف السعودي، وحتى بعد استيلاء تنظيم القاعدة على مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت وإقامة إمارة إسلامية فيها، ظلت الطائرات السعودية تصول وتجول في السماء اليمنية دون المساس بهذه التنظيمات الإرهابية.