ما زلنا نواصل تقديم الأفلام التي منعتها الرقابة من العرض، حيث تناولنا في الأجزاء السابقة عهد الملك فاروق والرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ونتناول هنا عهد الرئيس أنور السادات، الذي جمع بين فترة حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، فضلًا عن التطور الكبير الذي شهدته السينما في هذه الفترة وبداية دخول موجة الإثارة والتعري إلى المجتمعات العربية. سيدة الأقمار السوداء أنتج الفيلم عام 1971، بطولة ناهد يسري وحسين فهمي وعادل أدهم، وإخراج سمير خوري. يدور الفيلم حول عايدة "ناهد يسري" الفتاة الفقيرة التي تهرب من الفقر بزواجها من رجل أعمال ثري "عادل أدهم"، لكنها ما زالت متعلقة بحبها القديم عمر "حسين فهمي"، حيث ظهرت بالفيلم العديد من المشاهد غير اللائقة. تسبب الفيلم في ضجة كبيرة، حتى إنها جعلت الرئيس السادات وقتها يأمر بتشكيللجنة من الاتحادات الفنية، شملت كمال الشيخ، وعبد العزيز فهمي، وتحية كاريوكا، ويكلفها بتبرئة ساحة الممثلين المصريين من الظهور عرايا بالفيلم، وهو ما فعلته اللجنة، حيث "توصلت" إلى أن هناك "حيلة" استُخدمت في التصوير، وبهذا تم تبرئتهم. العصفور في عام 1972 قدم المخرج يوسف شاهين فيلم "لعصفور"، بطولة محمود المليجي ومحسنة توفيق وسيف عبد الرحمن وصلاح قابيل. وتدور أحداثه في حقبة ما قبل هزيمة 1967 حول صحفي يكتشف تربُّح كبار رجال الدولة من السلطة، الأمر الذي دفع الرقابة إلى حجب الفيلم؛ بحجة أنه يمس بعض الرجال الموجودين في السلطة، وظل ممنوعًا إلى ما بعد عام 1973، وقدم للجمهور بعد أن حذفت بعض مشاهده. حمام الملاطيلي أنتج الفيلم عام 1973 بطولة شمس البارودي ومحمد العربي ويوسف شعبان ونعمت مختار، وإخراج صلاح أبو سيف. تدور أحداث الفيلم حول شاب يأتي من الأرياف؛ لاستكمال دراسته بالقاهرة، ويبحث عن عمل يعينه على استكمال الدراسة. وأثناء ذلك يقابل نعيمة "شمس البارودي" فتاة الليل؛ لينتهي بمقتل نعيمة وعودته إلى قريته من جديد. منع الفيلم من العرض؛ لاحتوائه على العديد من المشاهد غير اللائقة، فضلًا عن تطرقه لقضايا لا يتقبلها المجتمع، منها المثلية الجنسية، ولم يعرض إلا في التسعينيات بعد حذف المشاهد الخارجة منه. ذئاب لاتأكل اللحم أنتج الفيلم عام 1973. بطولة ناهد شريف وعزت العلايلي ومحسن سرحان. وتدور أحداثه حول صحفي عمل مراسلًا حربيًّا، وهو شاهد على فساد الكثير من الأنظمة، وفي إحدى مهماته يذهب إلى الكويت، وهناك يقابل حبيبته الأولى ثريا. منع الفيلم من العرض؛ لاحتوائه على العديد من مشاهد التعري، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة حول الفيلم عند ظهوره. غرباء أنتج الفيلم عام 1973. بطولة سعاد حسني وناهد سمير وشكري سرحان وعزت العلايلي. تدور أحداث الفيلم حول فتاة تعمل نادلة في أحد الفنادق، وهناك تقابل شخصيات مختلفة، منها العلماني ومنها المتشدد دينيًّا، فتقع الفتاة في حيرة بين هذه الأفكار المختلفة. منع الفيلم من العرض؛ بحجة أنه سيتسبب في بلبلة فكرية في المجتمع، قد تؤدي إلى ظهور موجة من الإلحاد. المذنبون أنتج الفيلم عام 1975. بطولة عماد حمديوسهير رمزي وزبيدة ثروت وكمال الشناوي وعمر الحريري، وهو مأخوذ عن قصة للكاتب نجيب محفوظ. تدور أحداثه حول مقتل ممثلة تدعى سناء كامل؛ لتبدأ التحقيقات التي تضع الجميع في قائمة الاتهام، حتى خطيبها الذي أبلغ عن الجريمة. تسبب الفيلم في موجة من الانتقادات؛ لما احتواه من مشاهد ساخنة، فضلًا عن قيام وزارة الثقافة بإحالة 15 مسؤلًا من هيئة الرقابة إلى المحكمة التأديبية؛ لموافقتهم علي إجازة عرض الفيلم. زائر الفجر أنتجته الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب عام 1972، وعرض في السينما عام 1973، إلا أنه تم منعه من العرض بعد أسبوع واحد. وتدور قصة الفيلم التي قدمها السينارست رفيق الصبان حول وكيل نيابة يقوم بالتحقيق في موت الصحفية نادية الشريف، التي كانت تريد الوصول لأسباب هزيمة مصر في حرب 1967، حيث أثبتت تقارير المعمل الجنائي أنها ماتت بهبوط حاد في الدورة الدموية، وبعد فترة من التحقيقات، تأتيه أوامر بوقف التحقيقات وحفظها. ويحمل الفيلم العديد من الإسقاطات السياسية على مصر، خصوصًا الوضع السياسي الذي تشهده البلاد في هذه الفترة، وتسبب عدم عرض الفيلم في إصابة مخرجه ممدوح شكري بحالة من الاكتئاب، تحولت إلى ذبحة صدرية، وعلى أثرها فارق الحياة، قبل أن توافق الرقابة على عرضه بعد حذف 20% من مشاهده. الكرنك أنتج الفيلم عام 1975. بطولة سعاد حسني ونور الشريف ومحمد صبحي وكمال الشناوي وفريد شوقي، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب نجيب محفوظ بنفس الاسم، وتدور أحداثه حول مجموعة من الشباب الجامعيين الذين يتجمعون على مقهى الكرنك، ويناقشون أوضاع البلاد، رافضين لما يحدث، الأمر الذي ينتج عنه اعتقالهم، وفي السجن يقابلون الضابط خالد صفوان، الذي رجح البعض أن يكون هو صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات، والذي اتهم في قضية "انحراف المخابرات". مُنِع الفيلم من العرض؛ لتسليطه الضوء على قمع الحياة السياسية في البلاد، ولم يعرض إلا بعد أن تم استبدال مشهد نهاية الفيلم بمشهد آخر. وراء الشمس أنتج الفيلم عام 1978. بطولة نادية لطفي ورشدي أباظة وشكري سرحان ومحمد صبحي ومحمود المليجي. وتدور أحداثه في قترة ما بعد هزيمة 1967 حول مدير السجن الحربي الذي يمنع أي شخص من الحصول على معلومات بخصوص الهزيمة، وفي سبيل ذلك يعتقل ويقتل، ويتجسس على أبطال الفيلم. مُنع الفيلم من العرض؛ لتسليطه الضوء على قمع الحريات وانتشار التعذيب في كافة السجون والمعتقلات خلال هذه الفترة. إحنا بتوع الأتوبيس أنتج الفيلم عام 1979. بطولة عبد المنعم مدبولي وعادل إمام وسعيد عبد الغني ومشيرة إسماعيل، وهو مستوحى من قصة حقيقية كتبها جلال الدين الحمامصي في كتابه "خلف الأسوار". وتدور أحداثه حول مشاجرة في أتوبيس، يذهب الجميع على أثرها إلى القسم، في الوقت الذي يستقبل فيه متهمين في قضايا سياسية. وعلى الرغم من عدم صلتهم بهم، إلا أن الجميع يرحل إلى السجن الحربي، وهناك يقاسون أشد أنواع العذاب. منعت الرقابة الفيلم من العرض؛ لأنها طلبت حذف 20 مشهد تعذيب داخل السجن، حيث لم يوافق المؤلف، وبعد فترة من الزمن عرض الفيلم كاملًا.
