تسبب بعض أصحاب المحلاتالمؤجرة في حرم مسرح مدينة طنطا فى إيقاف أعمال التطوير التي يشهدها المسرح منذ أعوام، بعد رفضهم ترك المحلات، رغم انتهاء عقودهم؛ مما خلق أزمة للفرق المسرحية، والتي تعاني العديد من المشكلات التي تعرقل العمل، وتحول دون تقديم عروض جيدة، يستفيد منها الجمهور، ومن بينها نقص الدعم المادي وعدم الاهتمام الرسمي بالعروض التي تقدمها تلك الفرق. مشكلات عديدة ينتظر المسرحيون بالغربية حلها عن طريق افتتاح مسرح مدينة طنطا أو مسرح البلدية كما يطلق عليه البعض، والذي طالته يد الإهمال، وتوقف العمل به منذ أعوام؛ بحجة تطويره، فهل سيعود مسرح طنطا لسابق عهده، ويصبح منارة للفنون والثقافة لمحافظة الغربيه؟ يقول المخرج المسرحي سيد فجل: ينتظر المسرحيون بالغربية قبلة الحياة لمسرح طنطا الذي طالته يد الإهمال والتخريب، وحرمتنا من تقديم عروض تنويرية جيدة، يستفيد منها الجمهور. فما زال العديد من الفنانين بالغربية بلا مسرح، ومع ذلك يحاولون بكل قوة أن تخرج عروضهم إلى النور، في أي مكان ولو بالإيجار. مشيرًا إلى أن فرقة الثقافة الجماهيرية ذاتها تعاني من عدم وجود مسرح مستقل لها؛ مما دفعها إلى الاجتماع وعمل البروفات بمسرح قصر ثقافة طنطا، فهم يعملون بروح واحدة، ويصرون على تقديم عروض مميزة، مناشدًا اللواء أحمد ضيف محافظ الغربية تكليف شرطة المرافق بالإزالة الفورية للإشغالات الموجودة حول المسرح الجديد؛ وذلك للصالح العام، وسرعة إنهاء أعمال الترميم التي يشهدها المسرح طنطا منذ أعوام. وأكد محمد البدري، مخرج مسرحي، أن الغربية أكثر المحافظات التي يعاني فنانوها من عدم وجود أماكن مناسبة لعرض الأعمال المسرحية عليها، مضيفًا "ورغم إيماني بأن المسرح يمكن أن يقدم في أي مكان، لكن مطلوب توفير مكان بشكل فني تقني، يتيح لنا العمل"، لافتًا إلى أنه رغم تلك المعاناة، ما زالت الغربية تحتفظ بأكبر مهرجانين مسرحيين على مستوى الجمهورية: مهرجان سمنود المسرحي، ومهرجان زفتى المسرحي، متمنيًا ألا تصل إليهم يد الإهمال والتخريب، صارخًا "مش معقول بعد كل التكلفة والوقت الطويل لترميم مسرح طنطا، يكون تعطيل افتتاحه بسبب كام محل. فين المحافظ؟ لا بد من تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي الذي وعد بالاهتمام بالثقافه وإزالة تلك التعديات". وقال المخرج الشاب علي الصعيدي "للأسف لا نجد مسرحًا نعرض عليه أعمالنا، ونضطر لاستئجار قاعات خاصة على نفقتنا، ونجهزها علشان نعرض عليها؛ لتصل أعمالنا لمن يبحث عنا". مضيفًا "نفسي يبقى فيه اهتمام ولو بسيط بالشباب الموهوب بالأقاليم، ومنها طنطا، ونفسي يبقى فيه مسرح حقيقي في الغربية يحتضن تلك المواهب". من جانبه أكد جابر سركيس، مدير مديرية الثقافة بالغربية، أن البنية الأساسية للثقافة بالغربية فقيرة جدًّا، ومعظم مقرات قصور الثقافة بالإيجار، وأنهم مهددون بالطرد منها، "ونحلم باستعادة قاعة المجلس المحلي للمحافظة التي كانت تابعة لثقافة الغربية في الماضي القريب؛ للاستعانة بها في عرض الأعمال المسرحية والفنية". وبالنسبة للتعديات التي يشهدها مسرح طنطا أكد أنها تعرقل استمرار عملية الترميم، وأنه تم مخاطبة المحافظ لإزالتها؛ من أجل استكمال عملية التطوير، مبينًا أنه تم الانتهاء من جزء كبير من أعمال التطوير والترميم والبنية التحتية والمرافق وتجهير المدرجات، وغيرها من الأعمال؛ للحفاظ على الشكل العام للمسرح كتراث قومي، ووعد بأن الأيام المقبلة ستشهد عملية بعث وإحياء لمسرح طنطا. يذكر أن مسرح طنطا وقف على خشبته مشاهير الفن والسياسة، أبرزهم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكوكب الشرق أم كلثوم ويوسف وهبي. تم إنشاؤه عام 1936، وصممه مهندس إيطالي كنموذج مصغر لدار الأوبرا المصرية، ويعد تحفة معمارية نادرة، وساهم في إثراء الحركة الفنية على مدار أكثر من نصف قرن.