منذ اليوم الأول الذى احتل فيه الجيش الأمريكي العراق عام 2003، والمعلومات والتحليلات الأمريكية متفقة على أن القوات الأمريكية لن تترك العراق حتى لو جاء الموعد المحدد لانسحابها، والذي كان مقررًا عام 2011، وفقًا للاتفاقية العراقيةالأمريكية الموقعة عام 2008، والتي تقضي بانسحاب جميع قوات الولاياتالمتحدة من جميع الأراضي العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر عام 2011. وفي الوقت الراهن استطاعت الولاياتالمتحدة الاستفادة من حالة الانفلات الأمني التي أحدثها التواجد الداعشي في العراقوسوريا، كنتيجة مباشرة لما يسمى الربيع العربي، التي تظهر كثير من الدراسات والتقارير الإعلامية بأن دولًا غربية تقف خلفه، وأن عرابهاهو الصهيوني برنارد ليفي. وتسعى واشنطن على ما يبدو إلى تعويض الجنود التي تم سحبها وفقًا لاتفاقية 2008، وتكثيف تواجدها في العراق بذريعة داعش التي ساهمت واشنطن بانتشارها بطريقة مباشرة وغير مباشرة، حيث أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، الاثنين، أن الولاياتالمتحدة سترسل 560 جنديَّا إضافيًّا إلى العراق؛ للمساعدة في محاربة داعش، وذلك بالتزامن مع الاستعداد لمعركة استعادة الموصل. وبذلك سيرتفع عدد الجنود الأميركيين المنتشرين في العراق إلى 4650 جندي، يقدم غالبيتهم المشورة والإشراف على تدريب القوات العراقية. وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون عراقيون إنهم ينقلون مقر عمليات تحرير الموصل إلى "القيارة" والتي تبعد 60 كم جنوب الموصل، حيث سيوفر مهبط الطائرات فيها طريقًا أقرب لطائرات العراق وقوات التحالف إلى المدينة، وقال كارتر في زيارته المفاجئة لبغداد إن الغرض من القاعدة الجوية "إنشاء مركز للخدمات اللوجستية هناك؛ ليكون هناك دعم لوجستي أمريكي". التواجد الأمريكي في كردستان لا يقتصر التواجد الأمريكي في العراق على بغداد، حيث امتد إلى إقليم كردستان الطامح في الأساس إلى تحالف استراتيجي مع واشنطن؛ لاستثماره في خلافه مع تركيا وتقوية نفوذه أكثر على الحكومة المركزية في بغداد، حيث وقع إقليم كردستان العراقوالولاياتالمتحدةالأمريكية الثلاثاء ولأول مرة بروتوكولًا رسميًّا للتعاون العسكري بين الجانبين في عاصمة الإقليم أربيل. وقع البروتكول كل من وزير داخلية الإقليم وكالة كريم سنجاري ومساعدة وزير الدفاع الأمريكي إليسا سلوتكين، بحضور رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني. وينص الاتفاق على أن تقدم واشنطن مساعدات سياسية وعسكرية ومالية تقدر ب450 مليون دولار لقوات البيشمركة، لحين انتهاء الحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي. وبموجب البروتكول ستقوم واشنطن بدفع معظم رواتب عناصر البيشمركة، وهي قوات الأمن الرسمية في إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم ذاتي. ويرى مراقبون أن توقيع مذكرة التفاهم بين واشنطن وأربيل يعني أن الولاياتالمتحدة بدأت في الاعتراف بالبيشمركة كقوة عسكرية في الميدان العراقي، والتنسيق العسكري معها، بالإضافة لدعمها المادي؛ تمهيدًا لوجود ذراع أمريكي كردي في العراق، قد يتم توظيفه كميليشيا تابعة لأمريكا في المنطقة بديلًا عن تواجد جنودها على الأراضي العراقية في حال سحب قواتها من العراق. اجتماع أمني في واشنطن حول داعش العراق أعلن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر أنه سيلتقي مسؤولين كبارًا من بلدان التحالف الدولي ضد "داعش" في واشنطن في ال20 من يوليو الجاري، وذلك لبحث سير العمل العسكري ضد التنظيم. وأضافت وزارة الدفاع في بيان صادر عنها الثلاثاء أنه جرى توجيه الدعوة لأربع وثلاثين دولة، إضافة إلى حلف شمال الأطلسي؛ للمشاركة في الاجتماع الثاني من نوعه الذي يعقده وزراء دفاع عدد من الدول المساهمة بقوات أو بقواعد في التحالف، إلا أن مصدرًا في الوفد الأمريكي قال إنه من المتوقع أن يجتمع في واشنطن ممثلون عن 63 دولة. وأكدت الوزارة أن الاجتماع الذي سينعقد في جوينت بيس أندروز في ماريلاند من ضواحي العاصمة الأمريكيةواشنطن يأتي في وقت غاية في الأهمية لمكافحة المتطرفين بعد الزيارة التي قام بها كارتر لبغداد، وأعلن فيها عن زيادة في الدعم الأمريكي للمساعدة في التعجيل بالحملة. كما سيتم فيه مناقشة تفاصيل إرسال طائرات من نوع "أواكس" إلى تركيا، حيث ستستخدم للرقابة على المجال الجوي فوق سورياوالعراق وتحديد أهداف على الأرض لطيران التحالف. اللافت في هذا الاجتماع أن دولًا عالمية أصبحت متخصصة في مكافحة الإرهاب وداعش على وجه الخصوص لم يتم دعوتها لهذا الاجتماع، ما يجعل الشكوك تحوم حول أهداف ونوايا هذا الاجتماع، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها لم توجه دعوة إلى روسيا للمشاركة في هذا الاجتماع. وقالت المتحدثة باسم البنتاغون لورا سيل الثلاثاء "سيجري اجتماع وزراء الدفاع في واشنطن في 20 و21 يوليو فقط بمشاركة الدول الأعضاء في التحالف (بقيادة الولاياتالمتحدة)"، مؤكدة أن "روسيا ليست عضوًا في هذا التحالف". والجدير بالذكر أن روسيا من أهم الدول الفاعلة في مواجهة الإرهاب، وكان لها دور كبير جدًّا في تقليص نفوذ داعش وجبهة النصرة في سوريا، ويعد تدخلها العسكري المباشر في سوريا في سبتمبر من العام الماضي عاملًا أساسيًّا في تدعيم موقف الجيش العربي السوري أمام الموجات الإرهابية التي تدفقت عليه من تركيا بتمويل خليجي وغطاء أمريكي.