يعاني مرضى السرطان بمحافظات الدلتا، خاصة الغربية، من مأساة استفحال المرض الخبيث، في ظل قلة الأدوية المعالجة، وسط روتين وبيروقراطية من قبل المسؤولين في عملية صرف الدواء، لينتهي الأمر بطوابير من المرضى على أبواب المستشفيات. المرضى الخبيث لم يرحم الأطفال، فأحدث التقارير أفادت بوجود نصف مليون طفل مصاب بالسرطان، ولم ترحمهم أيضا الحكومة من آلام المرض، بل زادتها بمعاناة تلقي العلاج وصرف الأدوية داخل معهد الأورام. يقول محمد علي، والد المريض صالح الذى يتردد على معهد الأورام بطنطا لتلقي العلاج الكيماوي: «بعد انتهاء قرار علاج ابني على نفقة الدولة فى الرابع والعشرين من الشهر الماضي، لم أتمكن من استلام القرار الجديد حتى الآن، وعندما سعيت للحصول على علاج التأمين الصحي بالمعهد رفض طلبي، في حين أن ابنى في أمس الحاجة للعلاج»، موضحا أن الزحام على العيادات والصيدلية من أهم المشاكل التى تواجه أي مريض، بخلاف الحجز فى المركز، مطالبا بتوفير استراحات وزيادة عدد العيادات الخارجية. وأكد السعيد الأشطوخي، أحد المرضى، أن مشكلة مريض السرطان ليست فى إجراء الكشف، إنما المشكلة الحقيقية، تكمن في ذهاب الملف من العيادة إلى تسعيرة العلاج، ثم العودة إلى الصيدلية، وبعدها الصرف، إذا كان العلاج موجود أصلا! وانتقدت المريضة سهام السيد، سوء العمل الإداري والخدمة الطبية المقدمة للمواطنين والمرضي بمعهد الأورام، مؤكدة أنها تعانى من طول الوقت والانتظار، حيث تأتي من محافظة المنوفية منذ السابعة صباحا، وتنتظر دورها للتحاليل وبعدها تنتظر صرف الدواء من الصيدلية، ويتم تجهيزه فى المعمل، وتمكث ساعات حتى الانتهاء من هذه الدورة، ما يتسبب فى ضياع اليوم بأكمله لتلقى الجرعة الأسبوعية. وفى عيادات المنصورة، يتكدس مرضى السرطان وخصوصا كبار السن من أصحاب المعاشات فى طوابير بالمئات للحصول على العلاج المقرر لهم، فى الوقت الذى يرفض فيه الأطباء صرف الأدوية المقررة للمرضى، ويصرون على صرف أدوية بديلة يرفضها المرضى ولا يتعاطونها ويضطرون لشراء علاجهم من الخارج. وأوضح زين مرعي، أحد المرضى من محافظة البحيرة، أن مركز أورام دمنهور يعيق العمليات الجراحية لمرضى السرطان؛ بإجراءات روتينية؛ فلا يتم تحويل المرضى إلى معهد الأورام بشكل منظم من قبل التأمين، كما أن المريض الخاضع للتأمين الصحي يحتاج لبعض أنواع العلاج التي لا تتوافر بالمعهد، ولا يستطيع شراءها لارتفاع أسعارها. على الجانب الآخر، أكدت الدكتورة مها خلف، نائب مدير مركز أورام طنطا، وجود معاناة كبيرة للمرضي داخل جدران المعهد، وأن هناك طوابير وافتراشا لطرقات العيادات والمداخل، بالإضافة إلي تعطل أجهزة الإشعاع وقائمة انتظار لمرضى الأقسام الداخلية وبطء إجراءات الكشف والعمليات؛ بسبب الظروف والإمكانيات التي يعمل بها المعهد والضغوط والأعداد المتزايدة من المرضى. وأضافت خلف ل«البديل» أن المعهد يعتبر الملاذ الأخير لمرضى الأورام بالدلتا، متعهدة بحل جميع مشاكل المرضى المتعلقة بالمكان أو المرتبطة بالتأمين الصحي وتوفير الأجهزة والأدوية اللازمة لعلاج المرضى، مؤكدة أن مركز أورام طنطا أحد أهم مراكز علاج السرطان بمصر ويخدم نطاق وسط الدلتا بالكامل، ويستوعب كل مرضى محافظاتالغربيةوالمنوفية وكفر الشيخ، ويخدم قطاعات كبرى من محافظاتالبحيرة والقليوبية والدقهلية، ويستقبل أكثر من 6 آلاف مريض جديد سنويا، وأن المترددين حوالي 300 مريض يوميا، ويتلقى علاج كيماوي حوالي 90 مريضا يوميا.