على مدار عدة أسابيع لم تنقطع اللقاءات بين وفدي حركة فتح وحماس في سبيل بحث القضايا العالقة التي تعيق المصالحة الوطنية الفلسطينية خلال هذه الفترة، و يعرف المواطن الفلسطيني أن هذه اللقاءات والمباحثات ما هي إلا مسلسلات موسمية، كحالة من اليأس تجاه المصالحة وتنفيذها على يد حماس وفتح، وكالعادة بعد انعقاد عددت لقاءات، صرح قادة الحركتين بفشل الحوار، وتبدأ أصابع الاتهام تترامى بينهما، حيث تتهم فتح حركة حماس بعدم تفهمها وجاهزيتها للمصالحة، فيما ترى الأخيرة أن فتح هي من تعيق المصالحة، ليبقى الشعب هو الضحية الوحيدة في الانقسام. وقال المتحدث باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، إن وفد الحركة توجه للدوحة وهو يمتلك الصلاحيات الكاملة لإنهاء الانقسام، بالاتفاق على الشراكة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مضيفا أن اللقاءات أثبتت عدم جاهزية حركة حماس على الشراكة السياسية، بل ترتكز على حل مشكلاتها المالية فقط، ما يثير غضب حركة فتح، وتعتبره استخفافاً بالقضية. في نفس السياق، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل رجوب، إن حركة حماس تعاني من مشاكل أساسية تعيق ملف المصالحة، وتتمثل في عدم إدراكها للتطورات الإقليمية، وأهمها فشل الإسلام السياسي، وكذلك على حماس أن تدرك بعد فتح عن التآمر ضدها، كونها ترى في القوة الداخلية خيار استراتيجي ومصلحة للجميع، وشدد الرجوب على ضرورة توضيح حماس موقفها إذا كانت جزءا من الشعب الفلسطيني. واتهمت حركة حماس، على لسان الناطق باسمها، سامي أبو زهري، نظيرتها فتح بإفشال مباحثات الدوحة؛ بسبب تراجعها عن الاتفاقيات المبرمة بينمها مسبقا، كما تراجعت فتح عن حل قضية الموظفين وإعادة تفعيل المجلس التشريعي، وأصرت فتح على فرض برنامجها السياسي على أي حكومة وحدة وطنية يتم تشكيلها. وتداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فشل المفاوضات بسخرية تامة، حيث قال عدد منهم في منشورات على صفحاتهم الإلكترونية، إن نتيجة المصالحة كانت واضحة منذ البداية، مؤكدين أن ما يجري مسلسل متكرر، والفشل نهايته المتوقعة.