وفد من جامعة عين شمس في زيارة لجمعية المحاربين القدماء    مدير التأمين الصحي بالشرقية يتفقد وحدة الكلى بمستشفى المبرة    إعلان الكشوف النهائية للمرشحين بنقابة الصحفيين الفرعية بالإسكندرية اليوم    ضمن مبادرة "بداية جديدة".. لجنة أزمات بيت العائلة المصرية بأسيوط تنظم ندوة ترسيخ الهوية الوطنية    البورصة المصرية تستهل تعاملاتها بتباين جماعي لكافة المؤشرات    طاقة الشيوخ توافق على خطة عمل دور الانعقاد الخامس    كيف حدد القانون شروط التمويل العقارى    الإسكان تكشف تفاصيل ملف مصر لجائزة أفضل مشروع سكني عربي    رينو تكشف عن سيارتها 4 E-Tech Electric الكهربائية    وزير الدفاع اللبناني: نتمسك ببقاء القوات الدولية في الجنوب    40 قتيلا وجريحا بضربة روسية على إدلب السورية    اتحاد الكرة: مكافأة خاصة للاعبي منتخب مصر.. وسنتأهل إلى كأس العالم    حصاد محمد صلاح في الدورى الإنجليزى قبل الجولة الثامنة.. 8 مساهمات تهديفية    وفاة شخص وإصابة 12 آخرين في تصادم على "صحراوي الواحات"    السكك الحديدية تسلم قائد قطار للشرطة بعد ثبوت تعاطيه المخدرات    تحرير 5 محاضر ل«مخالفات تموينية» في حملات على أسواق قلين بكفر الشيخ    تجديد حبس عامل متهم بالتحرش بطفلة في بدر    تعيين أحمد غنيم رئيساً تنفيذياً للمتحف المصري الكبير    وفاة والد الفنان مصطفى هريدي.. والجنازة في المهندسين    "المال الحرام".. أحمد كريمة يرد على عمر كمال والأخير يعلق    من هو رئيس المخابرات العامة الجديد خليفة عباس كامل؟    جامعة سوهاج تستضيف خبيرًا عالميًا في جراحات القلب    تداول 12 ألف طن و730 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    المندوه يحفز لاعبي الزمالك والجهاز الفني قبل السفر للإمارات    موعد مباراة الأهلي وسيراميكا في كأس السوبر المصري    «إنت بتأذي ابنك».. رسائل نارية من شوبير إلى ياسر ريان    التابعي: الأهلي يخسر أمام سيراميكا في هذه الحالة.. ورحيل زيزو عن الزمالك "مرفوض"    أحمد عيد يطير إلى المغرب للانضمام لمعسكر المصرى استعداداً للموسم الجديد    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    الري تطلق الحملة القومية "على القد" للحفاظ على المياه    محافظ أسيوط يتفقد مدرستي الجامعة الثانوية بنات والجامعة الإعدادية المشتركة    وزير الري يلتقي مدير مكتب مصر ببرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية    "صرف الإسكندرية" تعلن حالة الطوارئ استعدادًا لأول نوة    بالمستند... التعليم: مهلة أخيرة لتسجيل بيانات الحقل التعليمي حتى 20 أكتوبر    أخوة وشراكة.. آخر مستجدات تطوير العلاقات الاقتصادية المصرية السعودية    البنتاجون: أوستن ناقش مع نظيره الإسرائيلي خطوات معالجة الوضع الإنساني في غزة    محمد هنيدي يكشف أسرار مشواره الفني مع أنس بوخش    حفلات ال"ويك إند".. ريهام عبد الحكيم وتامر عاشور وأحمد سعد ومدحت صالح بالأوبرا وحمزة نمرة بأمريكا    قائد الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل في جنازة عباس نيلفروشان: الوعد الصادق 2 مجرد تحذير    انفوجراف.. الأزهر للفتوى: تطبيقات المراهنات الإلكترونية قمار محرم    خبير: هجمات 7 أكتوبر أدت لتصدع نظريات الأمن والردع الإسرائيلي    بالمستند.. التعليم توجه المديريات بصرف 50 جنيهًا للحصة لمعلمي سد العجز    توقيع الكشف الطبي على 1260 حالة بالمجان خلال قافلة بمركز سمالوط    وزير الصحة: اعتماد البرنامج العلمي لمؤتمر السكان والتنمية من المجلس الصحي المصري    رئيس جامعة القاهرة يوجه بسرعة إنجاز الأعمال بالمجمع الطبي للأطفال    جدول ترتيب هدافي دوري روشن السعودي قبل انطلاق الجولة السابعة    صرف الإسكندرية: رفع حالة الطوارئ استعدادًا لأول نوة    نتنياهو يوافق على مجموعة أهداف لضربها داخل إيران    وزير الري يشهد إعداد مشروع إقليمي في مجال التحلية للإنتاج الكثيف للغذاء    تقسيم ذهب الأم بعد وفاتها: الأحكام الشرعية والإجراءات    طرح البرومو الرسمي لفيلم "آل شنب".. وهذا موعد عرضه    بايدن يقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا ب 425 مليون دولار    هل يجوز تأدية صلاة الفجر بعد شروق الشمس.. الأزهر يوضح    5 أدعية نبوية للحماية من الحوادث وموت الفجأة.. بعدانقلاب أتوبيس الجلالة وقطار المنيا    أول تعليق من نجوى كرم بعد أولى حلقات «Arabs Got Talent».. ماذا قالت؟    عاجل.. تركي آل شيخ يعلن عودة يوسف الشريف للدراما بعمل درامي ضخم    إصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم سيارة بتوك توك في أسوان    قوى خفية قد تمنحك دفعة إلى الأمام.. توقعات برج القوس اليوم 17 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في 5 نقاط .. تعرّف علي "الميسترال" الضيف الجديد للبحرية المصرية
نشر في البديل يوم 02 - 06 - 2016

يُعد من أقدم الجيوش في العالم، تأسس منذ العام 3200 ق.م، حين قام الملك نارمر بتوحيد مصر و إخضاعها للحكم المركزي، فعرف التاريخ حينها ظهور أول جيش نظامي بالعالم. هو الجيش المصري صاحب ال 955 معركه في تاريخه، و التي لم يُهزَم إلّا في 12 منها فقط، منذ ذلك التاريخ الضارب في القِدم كان للجيش المصري وقواته البحرية حضوراً بارزاً و مؤثراً إلي حد كبير في تاريخ بلاده. إذ تعد البحرية المصرية من أقدم و أعرق الأسلحة البحرية، و تزامن تأسيسها مع تأسيس اول جيش نظامي مصري. تشير النصوص التاريخية على جدران المعابد والمقابر الفرعونية إلى الدور الذي لعبه رجال الأسطول المصري القديم في المعارك التي دارت خلال تلك الحقبة الفرعونية التاريخية. عبرت مراكب وسفن الجيش المصري نهر النيل والبحرين الأبيض والأحمر لعدة أسباب منها إخماد الثورات ضد الدولة والسيطرة على سواحل الإقليم المصري وحماية حدود البلاد البحرية والقضاء على أعدائها، حتى وصل الأسطول المصري إلى باب المندب وسواحل الصومال في البحر الأحمر وسواحل سوريا وفلسطين في البحر المتوسط.
"رمسيس الثالث في معركة الدلتا بين البحرية المصرية القديمة وشعوب البحر حوال 1198-1166 ق.م".
القوات البحرية المصرية هي أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، وهي المسئولة عن حماية أكثر من 2000 كيلومتر من الشريط الساحلي المصري بالبحرين الأبيض والأحمر، وتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس وجميع الموانئ المصرية البالغ عددها 21 ميناء، بالإضافة إلى 98 هدفاً بحرياً، بخلاف الأهداف الساحلية على البحر و عمقه في المناطق الإقتصادية المصرية، والتي تعاظمت بعد اكتشافات الغاز الاخيرة في شرق المتوسط و الذي بحسب العديد من المحللين العسكريين يعتبر منطقة صراع محتلمة. تعتبر القوات البحرية المصرية أقوى سلاح بحري في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتحتل المرتبة السابعة عالمياً من حيث عدد السفن. كما تتفوق علي اسطول الكيان الاسرائيلي، إذ تبلغ ثلاثة اضعافه من حيث الكم، إلا أنها قبل اتجاه القيادة العسكرية المصرية لتحديث افرع قيادتها كانت تفتقر لذراع الجو الخاص بها وتعتمد على القوات الجوية في عمليات الاستطلاع البحري والحماية ضد الغواصات وتأمين حمايتها الجوية وطرق الإمداد والتموين والنقل الجوي والقيام بمهام الإنقاذ البحري. حتي شهدت البحرية المصرية إضافات نوعية في العاميين الماضيين، عززت قوتها في الميادين البحرية و التي اشارنا إليها في تقريرنا السابق المفصل " الصفقات العسكرية التي توقعها مصر مع فرنسا ".
حديثاً، أنشئت القوات البحرية بقرار ملكي تحت اسم السلاح البحري الملكي، وعين محمود حمزة باشا قائداً له بالإضافة إلى عمله مديراً عاماً لإدارة المرافئ والمنائر في 30 يونيو 1946، وشكل ضباط البحرية والبحارة الذين كانوا يعملون في مصلحة خفر السواحل نواة القوات البحرية. وفي 30 سبتمبر 1959 أطلق عليها اسم القوات البحرية لتمثل أحد الفروع الرئيسية للقوات المسلحة.
"الملك فاروق وبجواره محمود حمزة باشا أول قائد لسلاح البحرية الملكي".
و مع حروب هامة خاضتها البحرية المصرية منها حرب الشام 1831 و حرب المورة 1853 و حرب القرم و حروب 48 و 56 و 67 و حرب الإستنزاف،و 73، تعاظم سجل المعارك لدي القوات البحرية المصرية، و عززت فعاليتها في الميادين البحرية، و مع تطور العلوم العسكرية و مفاهيم الحروب بعد الحرب العالمية الثانية تحديداً، ظهرت الحاجة الي السيطرة علي الجو و البحر قبل الدخول إلي أي ارض او ميدان قتال. فأولت العديد من الدول العظمي إلي تطوير السفن الحربية بأنواعها و مهامها المختلفة، و ركزت بشكل رئيسي علي سلاح " حاملات الطائرات " ف زودته بقدرة بقائية عالية في أعالي البحار و مدي عملياتي اوسع و أنظمة حماية شديدة التطور. حتي ظهرت انواع اخري من حاملات الطائرات تختلف حسب إختلاف التهديدات و التحديات و اشكال المهمات العسكرية المنوط بها تنفيذها، و من هذه الأنواع كانت سفن القيادة و الهجوم البرمائي و حاملات المروحيات.
أبدي الجيش المصري قبل اربعة أعوام إهتماماً بالغاً في الإرتقاء بمستواه القتالي و التقني، بالتزامن مع التطورات العنيفة و السريعة التي يشهدها إقليم الشرق الاوسط خاصًة مع تصاعد كبير لوتيرة الإرهاب المنظم في الإقليم. فقام الجيش المصري بإجراء اكبر عملية تحديث في تاريخه كماً و كيفاً و التي شملت جميع أفرع قياداته الميدانية. و مع فتور العلاقات بين القاهرة و واشنطن بعد 30 يونيو، و تجميد الأخيرة تسليم القاهرة 10 مروحيات أباتشي و مقاتلات الاف 16 بلوك 52، سارعت مصر في تنويع مصادر تسليحها نحو الشرق و الغرب، و كان للبحرية المصرية نصيب الأسد من هذه الصفقات .و أصبحت فرنسا بالتتابع الحلقة الأهم في تزويد مصر بالسلاح النوعي كما و كيفاً إذ شهدت العاصمتين باريس و القاهرة توقيع عقود تسليح تجاوزت ال 5 مليار يورو. إلا إن الحلقة الأهم في صفقات الجيش المصري و قواته البحرية، كانت تتمحور في كلمة واحدة "ميسترال".
سفينة القيادة و الهجوم البرمائي و حاملة المروحيات "ميسترال"، و التي أصبحت مصر الان أولي قوي الشرق الاوسط و افريقيا و شرق المتوسط امتلاكاً لهذا السلاح، و ثالث قوة في حوض المتوسط بعد فرنسا و إسبانيا. فكيف تم إبرام هذه الصفقة؟ و ما المواصفات الفنية لتلك القطعة البحرية؟ هل تشكل حقاً إضافة كبيرة للبحرية المصرية؟ هل تحتاج مصر لمثل هذه الأنواع من الأسلحة؟ ماذا عن حِزم التسليح و اهداف ادخال الميسترال للبحرية المصرية؟.
1. المحطات الزمنية للصفقة.
قبل الخوص في صفقة " المسترال " و تفاصيلها الفنية و العسكرية، يجب أولا الوقوف كيفية اجراء الصفقات داخل القوات المسلحة، و اختيار الاسلحة المعينة و من ثم شرائها، ثم يجدر بنا الوقوف امام المحطات الزمنية التي سبقت حصول مصر عليها أي الميسترال .
صفقات التسليح عملية متشعبة، يشارك فيها اطراف عدة طبقاً للاتي:
شعبة العمليات: هي المنوط بها دراسة وتحديد احتياج القوات المسلحة للسلاح بُناءا على المهام المطلوبة.
شعبة التسليح: هي المسؤولة عن تحديد قطع السلاح الذي ينطبق عليه المُواصفات التي وضعتها شعبة العمليات وتقوم بدراسة كافة الخيارات المُتاحة وكذلك التجهيزات التكنولوجية للسلاح.
شعبة المهندسين: وهي المسؤولة عن معرفة تكلفة تشغيل وصيانة السلاح، وطرق توفير الدعم الفني واللوجيستي والقدرة على استيعابه فنياً، أي تحقيق أقصي إفاده ممكنه من السلاح القادم.
شعبة التدريب: هي المسؤولة عن توفير الكوادر البشرية اللازمة للسلاح من ضباط ومهندسين وفنيين، وكذلك تحديد مايتطلبه التدريب من وقت وعدد افراد ومتى يُمكن ان يتم استيعابه، للوصول به الى القدرة التشغيلية الكاملة والمُتكاملة مع باقي الانظمة التسليحية الأخرى في القوات المُسلّحة.
تقوم تلك الشعب بإنشاء لجان دراسة وتقييم للسلاح من كافة الإتجاهات المذكورة، بالإضافة الى تحديد وتوفير التمويل اللازم للصفقة وكيفية السداد والوصول لأفضل عرض بأفضل تسهيلات مالية ممكنة، وفي مقابل الحصول على افضل التجهيزات والمواصفات للسلاح، لتحقيق الجدوى العسكرية والاقتصادية. و في بعض الصفقات العسكرية، تعمل لجاناً مشتركة من افرع القيادات المختلفة، مثالاً، في حال التعاقد على مروحيات بحرية لمكافحة الغواصات والنقل او طائرات دورية ومراقبة بحرية.
المحطات الزمنية لصفقة الميسترال
منذ بدايات عام 2009 و القيادة العسكرية الروسية كانت تخطط لتعزيز اساطيلها البحرية بسفن حربية جديدة، طبقاً لوضع روسيا الجيوستراتيجي الذي مازال يشهد تحديدات كبيرة و خاصة في منطقة " البطن الروسية" و البحر الأسود و بحر البلطيق. هذا فضلاً عن ضمور الصناعات البحرية الروسية الهجومية، فلجأت روسيا إلي فرنسا للتعاقد علي 3 سفن من طراز ميسترال، للعمل ضمن نطاق اسطول المحيط الهادئ، و بلغت القيمة المالية للصفقة حينها 900 مليون يورو، كما نص العقد الموقع بين موسكو و باريس علي أحقية موسكو في تصنيع احدي سفن الميسترال داخل روسيا الامر الذي جعل من تلك الصفقة استراتيجية بالاساس كونها ستدخل للترسانة العسكرية الروسية تصنيع نوعاً جديداً من القطع البحرية ذات المهام الكبيرة و الكفاءة العالية، لكن مسارات العقد لم تمضي للامام، خاصة بعد تدهور الوضع الامني في الشرق الاوسط و تصاعد الازمة الاوكرانية و التدخل الروسي بها. تحت ضغوطات من الناتو و واشنطن بالتحديد و بالتزامن مع حزمة عقوبات غربية ضد موسكو، اتجهت فرنسا لفسخ العقد رسمياً مع روسيا في العام الماضي.
20 يونيو 2011: توقيع عقد بين فرنسا وروسيا لشراء حاملتي المروحيات من طراز "ميسترال"، بقيمة 1.12 مليار يورو، على أن تستلم موسكو أولى السفينتين " فلاديفستوك " في نوفمبر 2014.
22 سبتمبر 2014: انتهت فرنسا من المرحلة الأولى للتجارب في عرض البحر، لأولى السفينتين حاملتي الطائرات.
23 سبتمبر 2014: أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أن تسليم أولى حاملتي المروحيات من طراز "ميسترال" لروسيا، أمر غير ممكن في الوقت الراهن، بسبب تطورات الأوضاع في أوكرانيا".
30 أكتوبر 2014: أعلن وزير المالية الفرنسى ميشيل سابان، أن الشروط ليست مكتملة بعد لتسليم حاملة المروحيات "ميسترال" إلى روسيا.
1 يناير 2015: قال وزير الدفاع الفرنسى جون إيف لودريان، إن بلاده تنتظر تنفيذ وقف إطلاق نار يلتزم الجميع به، ووضع خارطة طريق سياسية في أوكرانيا قبل تسليمها إلى روسيا حاملتي المروحيات "ميسترال".
26 مايو 2015: أعلنت روسيا عن عزمها إلغاء صفقة شراء "ميسترال" من فرنسا، وبناء السفينتين بنفسها.
30 يوليو2015: أعلن مساعد الرئيس الروسي للتعاون العسكري والتقني فلاديمير كوجين، أن المحادثات بين روسيا وفرنسا بشأن حاملات المروحيات "ميسترال"، انتهت بالاتفاق على فسخ العقد بين الجانبين.
5 أغسطس 2015: اتفقت موسكو وباريس على إلغاء العقد الخاص ببناء حاملتي المروحيات، لكن لم يعلن الجانبان عن تفاصيل هذا الاتفاق، والتعويض الذي يمكن لموسكو الحصول عليه من جراء تخلي باريس عن التزامها بالعقد الخاص ببناء الحاملتين للمروحيات.
2 سبتمبر 2015: أعلنت فرنسا أنها ستأخذ بعين الاعتبار مصالحها عند تسليم حاملتي المروحيات "ميسترال" لطرف ثالث، وأن الجانب الفرنسي دفع بالكامل المبالغ المستحقة عليه، وأن الجانبين الروسي والفرنسي يعتبران مسألة "ميسترال"، مغلقة ومستنفذة.
25 سبتمبر 2015: اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي فرانسوا إولاند على شروط حصول مصر على حاملتي مروحيات فرنسيتين من طراز "ميسترال"، من حيث المبدأ يقضي ببيع فرنسا الحاملتين لمصر بقيمة 1.2 يورو.
30 سبتمبر 2015: قدر مجلس الشيوخ الفرنسي أن تصل خسائر البلاد إلى 250 مليون يورو من بيع حاملتي المروحيات "ميسترال" إلى مصر، والتي كانت صنعتهما خصيصا بموجب طلب روسي.
وبموجب اتفاق بين روسيا وفرنسا، فإن باريس ستدفع تعويضات لموسكو قدرها 950 مليون يورو جراء فسخ عقد "ميسترال"، والتي هي نفس قيمة الصفقة بين فرنسا ومصر، كما يتوجب على الجانب الفرنسي تفكيك الأسلحة والمعدات الروسية، التي ركبت على الحاملة الأولى، وإعادتها إلى روسيا.
10 أكتوبر 2015: شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، توقيع عقد شراء حاملتي طائرات مروحية من طراز "ميسترال"، بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس .. لنذهب إذن للمواصفات الفنية للميسترال.
اول فبراير 2016: 180 فردا من البحرية المصرية يستعدون للمبيت على حاملة الميسترال للتدريب عليها، يتبعهم 180 فردا اخرين بعد 3 اشهر ليبدأوا تدريبهم على الحاملة الثانية .
2 يونية 2016 : رفع العلم المصري علي حاملة الطائرات و سفينة الهجوم البرمائي ميسترال، و إنطلاقها من السواحل الفرنسية صوب سواحل الإسكندرية.
2. المواصفات الفنية للميسترال.
تعرف سفينة الميسترال باسم " سفينة الإبرار والقيادة، وتُصنّف كحاملة للمروحيات " LHD Landing Helicopter Dock " ودخلت الخدمة لدى البحرية الفرنسية لأول مرة عام 2005 وامتلكت 3 سفن منها.
تبلغ إزاحة السفينة حوالي 21.5 ألف طن، لديها القدرةعلى نقل 16 مروحية ثقيلة هجومية ناقلة ( او 35 مروحية خفيفة ) و70 مركبة قتالية متضمنة 13 دبابة قتال رئيسية ( او 40 دبابة ) بخلاف 450 فرد مشاة بكامل العتاد القتالي و وسائل الإعاشة في العمليات بعيدة المدي، و من 750 ل 900 فرد مشاة بكامل التجهيزات القتالية أيضاً و لكن في العمليات قصيرة المدي، فضلاً 4 مركبات انزال برمائي مُتخصصة تقوم بنقل الافراد والمركبات من السفينة الى الشاطىء والعكس.
مركبات الإنزال البرمائي المرفقة مع الميسترال، تبلغ 4 مركبات من فئة " EDA-R "، إثنان لكل حاملة، تلك السريعة والمبنية من الألومينيوم وذات الطول البالغ 30 مترا وعرض 12.6 مترا ، قادرة على بلوغ سرعة 56 كم / ساعة فارغة و 33.3 كم / ساعة بحمولتها القصوى . وتمتلك مزالق متحركة امامية وخلفية تسمح بأعمال الدحرجة " Ro-Ro Roll-on Roll-off " للمركبات والمدرعات من والى المركبة . وتستطيع منصتها المركزية ان تتحمل حمولة تصل الى 80 طنا تشمل المركبات المدرعة والافراد والمؤن والمعدات وايضا دبابة ثقيلة .
* توجد عدة إصدارات من سفن الميسترال بحسب الطلب :
– الاصدار الرئيسي BPC-210 ذات الازاحة البالغة 21.5 ألف طن والطول البالغ 200 متر وهو العامل لدى البحرية الفرنسية وايضا نفس النسخة التي كانت مخصصة لروسيا وحصلت عليها مصر .
– الاصدار BPC-160 ذات الازاحة 16.7 ألف طن والطول البالغ 170 متر .
– الاصدار BPC-140 المُخفّض ذات الازاحة البالغة 14 ألف طن والطول البالغ 167 متر ويمكنها حمل 5 مروحيات على السطح ( بدلا من 6 ) ونقل 6 مروحيات بالحظائر الداخلية ( بدلا من 16 ) وحتى 400 فرد .
الأداء :
– الدفع : محركين رولز رويس أُفقيي التوجيه Azimuth Thrusters ( ذات مراوح دافعة تتحرك بزوايا افقية لتوجيه السفينة يمنا ويسارا ) يولّد كلا منهما قوة قدرها 9380 حصان .
– الطاقة : 3 مولدات ديزل طراز Wärtsilä تولّد قوة قدرها 8300 حصان + مُولّد ديزل احتياطي يولّد قوة قدرها 4020 حصان .
– السرعة القصوى : 35 كم / ساعة .
– المدى : 10800 كم على سرعة 33 كم / ساعة او 19.8 ألف كم على سرعة 28 كم / ساعة .
– البقائية : حتى 30 يوم بدون حاجة للتزود بالوقود والمؤن .
– الطاقم : حتى 177 فرد .
3. التجهيزات الالكترونية المعلوماتية والتسليح.
التجهيزات الإلكترونية :
– نظام المعلومات البحرية التكتيكي SENIT 9
– نظام القيادة والتحكم SIC 21
– كاميرا الرصد الحراري Vigiscan HGH في المقدمة
– نظام البحث والتتبع الحراري والتوجيه الكهروبصري للاسلحة EOMS NG في المؤخرة
– رادار المسح الجوي والبحري MRR 3D NG ويبلغ مداه 180 كم .
– رادارين للملاحة البحرية DRBN 38
– نظام التحذير ضد موجات الرادار المعادية ARBR 21
– نظام اطلاق الشراك الخداعية المُضللة للطوربيدات SLAT
– نظام اطلاق الشراك الخداعية المُضللة للصواريخ الرادارية والحرارية
* تسليح السفينة :
– وحدتين لاطلاق صواريخ ميسترال Mistral قصيرة المدى للدفاع الجوي وتتكون كل وحدة من فاذفين للصواريخ ، ويبلغ مدى الصاروخ 6 كم وسرعته القصوى 2880 كم / ساعة .
– 4 رشاشات ثقيلة عيار 12.7 مم .
4. مهام الميسترال
العمليات البرمائية:
العمليات البرمائية Amphibious Operations | على مساحة تبلغ 2650 متر2 توجد حظائر للمركبات والبضائع واماكن اقامة لعدد 450 فرد بتجهيزات الإعاشة للمهام بعيدة المدى، ولكن يمكن استيعاب حتى 900 فرد بتجهيزات الإعاشة للمهام قصيرة المدى، اما حظائر المركبات فيمكنها استيعاب حتى 70 مركبة مدرعة او 40 دبابة او خليط من 13 دبابة + 46 مركبة مدرعة، واخيرا السطح السفلي وهو عبارة عن رصيف للروسو يحتوي على 4 مركبات خدمات للإنزال مسؤولة عن نقل الافراد والمدرعات والدبابات من السفينة الى الشاطىء .
حاملة مروحيات هجومية Assault Helicopter Carrier | الطابق أسفل السطح مباشرة يمكنه حمل 16 مروحية ثقيلة او 35 مروحية خفيفة، أما السطح فتبلغ مساحته 5200 متر2 ويمكنه استيعاب 6 مروحيات من كل الأنواع على 6 نقاط هبوط مُوزّعة عليه ويمكن لنقطة الهبوط في المقدمة ان تستوعب مروحيات النقل الثقيل، وأخيرا يوجد مصعدين مخصصين لرفع وانزال المروحيات من وإلى الحظائر والتي تحتوي على ورش مُخصّصة لأعمال الفحص والصيانة .
القيادة:
ويأتي تأهيلها للقيادة نظرا لاحتوائها على مركز قيادة مُخصص على مساحة 850 متر2 يمكن ان يستوعب حتى 150 فردا من أفراد القيادة والاركان ، بخلاف احتوائه على نظام المعلومات التكتيكي البحري المتطور جدا والمسؤول عن جمع المعلومات من كافة مستشعرات السفينة لإدارة المعارك والمعروف باسم " System for Naval Usage of Tactical Information " وانظمة الاتصال بالأقمار الصناعية مما يُهيأ مناخا متكاملا لأعمال القيادة مشابها للموجود بمراكز القيادة الأرضية.
مستشفي بحري:
أقسام المستشفى منتشرة على مساحة 900 متر2 تستوعب غرفتي عمليات ملحقة بهم غرفة أشعة مزوّدة بأحدث جيل من الماسحات الاشعاعية لعمليات المسح الاشعاعي Radiography وايضا عمليات التصوير بالموجات فوق الصوتية Ultrasonography، وقسم خاص بالاسنان.
و20 غرفة للمرضى و69 سرير طبّي منهم 7 أسرّة مخصصة للعناية المركزة، كما يوجد 50 سريرا اضافيا مُخزنين احتياطيا حيث يُمكن تنصيبهم في هناجر المروحيات في حالات الطوارىء لزيادة الاستيعاب الاقصى للمصابين، وأخيرا يمكن تجهيز المستشفى بملاجىء مخصصة للدعم الطبي بما يماثل تجهيز لمستشفى خاص ببلدة ذات سكانية 30 ألف نسمة، وهذا التجهيز مخصص للعمليات البرمائية الموسّعة وكذلك العمليات المتعلقة بالانقاذ والاخلاء اثناء الكوارث الطبيعية او الأوبئة .
5. الحماية و تكلفة التشغيل:
إن إمتلاك سفنتي الميسترال يُمثّل نقلة نوعية غير مسبوقة للبحرية المصرية لتُدخلها بقوة في تصنيف " Green Water Navy " او البحريات القادرة على العمل في نطاق سواحل الدولة بجانب أعالي البحار والمحيطات الواقعة في النطاق الاقليمي ( تُعتبر وسطا بين الBrown Water Navy [ بحرية نهرية وساحلية فقط كالبحرية السودانية ] والBlue Water Navy [ بحرية المحيطات والمياه العميقة كالبحرية الامريكية ] ) كما تُمثّل ايضا ذراعا طولى للبحرية المصرية للقيام بعمليات الهجوم والانزال البرمائي الساحلي في مناطق العمليات وفي مدايات بعيدة تصل الى آلاف الاميال البحرية، بخلاف ان هذه النوعية من السفن -والتي حصلت عليها البحرية المصرية لأول مرة- ستُمثّل ابرازا واستعراضا هائلا للقوة Power Projection في النطاق الاقليمي، اي قوة رادعة بمعنى آخر، بل ويُمكن استخدامها ايضا في تكتيكات حماية حقول الغاز البحرية داخل المياه الاقليمية المصرية بتمركزها في عرض البحر مع مجموعة من السفن القتالية وانطلاق المروحيات القتالية البحرية من عليها لأعمال الدورية والتصدي لأية انشطة عدائية او ارهابية للتأكيد على قوة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها الاقتصادية في اي مكان، واخيرا ستوفر هذه السفن ميزة نقل عدد كبير من قوات التدخل السريع او ايا كانت القوات التي يُمكن ان تشارك ضمن القوة العربية المشتركة في اية عمليات محتملة في اليمن او ليبيا .
و لأن أية حاملة طائرات ف العالم ضعيفة في دفاعاتها و تعتمد بالاساس علي المقاتلات و القطع الحربية، فكيف سيتم توفير الحماية الشاملة للميسترال في عرض البحار؟
يعتقد البعض أن قدوم الميسترال للبحرية المصرية سيكون نهاية المطاف، ولكن الحقيقة الميسترال ستكون حجر الأساس وبداية النقلة النوعية للبحرية المصرية لمستوى مختلف تماما من تكتيكات ومفاهيم العمليات البحرية . نحن الآن بصدد الحديث عن مفهوم قوتين للمهام البحرية Task Force تتكونان من حاملتي الميسترال والقطع المرافقة لهما، وذلك ضمن اسطولين بحريين في البحر المتوسط والبحر الأحمر.وبناءا عليه، يمكن ان نضع تصورا مُقاربا للواقع، للشكل المُستقبلي للمجموعة القتالية المُرافقة للميسترال
1) مدمرة دفاع جوي ( مدمرة لكل حاملة )، وهي أساس قوة الحماية والدفاع عن الميسترال، وذلك لقدرات الرصد والحرب الالكترونية المُوسّعة والحمولة الكبيرة من صواريخ الدفاع الجوي بعيدة ومتوسطة المدى .
2) فرقاطات متعددة مهام ( فرقاطة دفاع جوي + فرقاطة مكافحة غواصات لكل حاملة )، وذلك لضمان وجود قدرات كشف متعددة لأكثر من رادار وتخفيف الضغط عن رادار المدمرة، لتكوين مظلة انذار مبكر متكاملة بعيدة المدى حول المجموعة القتالية، بجانب دعم قدرات الحرب الالكترونية للإنذار المبكر والحماية الذاتية من كافة التهديدات الجوية والبحرية .
3) غواصتين لتوفير أقصى قدرة لمكافحة الغواصات المُعادية وكذلك توفير قوة نيرانية اضافية ضد سفن السطح المعادية بواسطة الصواريخ المضادة للسفن والمُطلقة من الاعماق .
4) سفينة دعم لوجيستي بالوقود والمؤن .
5) كورفيتات متعددة المهام ( كورفيتين لكل حاملة ) ، وذلك في حال وجود مهمة مُطولة او بعيدة المدى تتطلب عددا اكبر من سفن الامداد وسفن القتال .
إستحداث أفرع قيادية جديدة
فرض دخول "الميسترال" لسلاح البحرية المصرية، تشكيل جناح جوي مخصص لدعم الأسطولين البحريين . بمعنى آخر تشكيل قوة طيران مستقلة للبحرية . بأن الصفقة المُقبلة للرافال سيتم تخصيصها ( في حال التعاقد على 12 مقاتلة ) او تخصيص جزء منها لدعم القوات البحرية ( في حال التعاقد على 24 مقاتلة تُخصص 12 منها للبحرية )، وذلك لأن الرافال هي المقاتلة الوحيدة التي يُمكنها العمل بشكل مستقل في بيئة عدائية كاملة خارج نطاق تغطية الدفاعات الجوية الصديقة، وبالتالي سيمكنها توفير الغطاء الكامل للقوات البحرية في اعالي البحار والتعامل مع كافة العدائيات البحرية وتشكيل تهديد وردع حقيقيين لها . ويُمكن دعم الرافال في حال الحاجة بعدد من الاف-16 المُسلحة بصواريخ الهاربون المضادة للسفن او الميج-35 التي ستأتي بحزمة مُتنوعة من الصواريخ المضادة للسفن كالKh-35 والKh-59 والKlub-A، مع التأكيد ان الرافال هي الاساس وأي انواع اخرى من المقاتلات ستعمل تحت غطائها .
ومُضافا الى ماسبق، تظهر قوة المروحيات البحرية الهجومية التي لن تقل عن 30 مروحية Ka-52K هجومية
ومعها قوة المروحيات المضادة للغواصات والمروحيات الناقلة . أي اننا نتحدث عن قوة جوية كاملة ستكون مخصصة لدعم البحرية، وبالتالي ستكون تابعة مباشرة لقيادة القوات البحرية وتحت كامل تصرفها .
وبذلك الميسترال تُمثّل للبحرية المصرية نثقطة تحول هائلة في العقيدة القتالية والتكتيكات البحرية مُستقبلا، و تعطي احتمالات تكوين قوة مشاة البحرية حظوظاً كبيرة، للظهور كفرع من أفرع قيادات القوات المسلحة.
بالنظر لقدرات الميسترال، فإنها تعد أداة للقيام بمهام تأمين المصالح الاقتصادية كحقول الغاز في البحر المتوسط، وذلك بالاشتراك مع السفن الحربية من مجموعة المهام والحماية المرافقة لها . فالأمر سيكون مُتمثلا في اطلاق المروحيات القتالية البحرية ومروحيات مكافحة الغواصات لضرب كافة العدائيات البحرية كسفن السطح ( بواسطة مروحيات Ka-52 المسلحة بالصواريخ المضادة للسفن ) او الغواصات ( بواسطة مروحيات NH-90 المضادة للغواصات ) ومواجهة أي محاولات قرصنة او اعتداء على حصة مصر من الغاز الطبيعي، بل سيصل الأمر الى حد تحقيق الردع البحري كاملا ضد أية اطماع او تحرّشات بحرية اسرائيلية او تركية مُحتملة مُستقبلا، وخاصة مع تزايد الصراع على حقول الغاز في هذه المنطقة . و لعل إطلاق إسم الزعيم "جمال عبدالناصر" علي اول سفينة ميسترال تتسلمها مصر اليوم إشارة لتغيير مهام البحرية المصرية نحو نقلة تكتيكية و استراتيجية كبيرة، تأخذ علي عاتقها الردع، و توجيه الإجراءات الإستباقية حيال التهديدات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.