أشكال كثيرة يتبعها ناشطون من مختلف دول العالم تضامنًا مع غزة ومحاولة لكسر حصارها الخانق المستمر منذ سنوات طويلة، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي بهمجيته دائمًا ما يعترض أولئك الذين يحاولون كسر الحصار والوصول لقطاع غزة؛ لدعم أهلها والوقوف بجانبهم. وكانت سفينة مرمرة التركية التي حاولت القوات البحرية الصهيونية إغراقها، بعدما قتلت عددًا كبيرًا من الناشطين على متنها، تأكيدًا على أهداف الاحتلال في عزل قطاع غزة ومنع أي شكل من التعاطف الإنساني مع سكانها. وفي الذكرى السادسة لحادثة سفينة مرمرة، أعلنت الحملة العالمية لمناصرة القوارب النسائية، يوم الحادي والثلاثين من مايو، يومًا عالميًّا للتضامن مع غزة، داعية جميع النشطاء للوقوف والمساهمة في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، بأشكال إنسانية مختلفة. وفي نفس السياق دعا رئيس الهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة، عصام يوسف، في تصريحات صحفية وصلت إلى "البديل" نسخة منها، لأن يكون ذكرى الهجوم على سفينة مرمرة، حشدًا عالميًّا وجماهيريًّا للوقوف بجانب الفلسطينيين في قطاع غزة، وصرخة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإنهاء لحصار قطاع غزة، الذي أصبح يشكل سجنًا خانقًا على مواطنيها. وطالب يوسف المجتمع الدولي بمراقبة وحماية القوارب النسائية المتجهة لقطاع غزة؛ للتضامن معه؛ لعدم تكرار ما حدث مع سفينة مرمرة، ولضمان وصولها للقطاع دون التعرض للإرهاب الصهيوني، مؤكدًا ضرورة تبني المطالب الفلسطينية بإنشاء ميناء بحري حر على شواطئ بحر غزة، وتوفير محطة الكهرباء العائمة التي استعدت تركيا لإنشائها، ذلك أن أزمة الطاقة أصبحت تشكل تهديدًا يوميًّا للسكان في القطاع. وندد بالعقاب الجماعي التي تديره الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في القطاع على وجه الخصوص، واصفًا إياه بجريمة ضد الإنسانية، ودعا في تصريحاته لرفع قضايا الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين إلى المحاكم الدولية؛ لتجريم قيادات الجيش الصهيوني وقادته السياسيين. وطالب الحكومة المصرية بمحاولة تخفيف الحصار من جانبها، وذلك بفتح معبر رفح أمام الأفراد والحركة التجارية، وإقامة منطقة تجارية مع القطاع؛ للإسهام في التخفيف من الحصار المفروض على القطاع، والمساهمة في حل مشكلاته الكارثية. وكان عدد من نشطاء السلام على متن قوارب تابعة لأسطول الحرية "مافي مرمرة" التركي قد توجهوا لغزة بحرًا؛ لكسر حصاره والوقوف بجانب سكان القطاع، في أول محاولة من نوعها في ال31 من مايو 2010. وكان على متن الأسطول ما يقارب ال600 ناشط ومتضامن مع غزة من دول عديدة، عندها اعترضتها قوات البحرية الصهيونية في عملية أطلقت عليها اسم "عملية نسيم البحر"، حيث استهدفت الأسطول بالرصاص الحي والقنابل، ما أدى لمقتل أكثر من عشر نشطاء. ثم اقتحمت القوات البحرية السفينة، وصادرت المساعدات الإنسانية التي كان يحملها النشطاء معهم، واعتدت عليهم جميعًا، ومنعت وصولهم للقطاع. وأقام نشطاء من قطاع غزة بعد هذه الحادثة نصبًا تذكاريًّا في ميناء غزة، يضم أسماء الشهداء؛ تخليدًا لموقفهم الإنساني، وليبقى شاهدًا على جرائم الاحتلال التي لا يمكن حصرها ضد الفلسطينيين ومن يتضامن معهم من العالم.