سيطرت حالة من الاستياء والغضب على أصحاب وعمال مصانع الغزل والنسيج بمدينة المحلة الكبرى؛ بسبب غلق العديد من المصانع وتدهور أوضاع الصناعة؛ مما دفع البعض منهم للاحتجاج ورفض تدشين إنشاء مشروع المدينة الصناعية الجديدة، فى ظل تجاهل تام من المسؤولين تجاه إغلاق 70% من المصانع القائمة بالفعل وتشريد العمال، مؤكدين أنه كان من الأفضل إعادة تشغيل المصانع بدلًا من إغلاقها وتشريد عمالها، وأن يتم ضخ التكلفة المادية المخصصة للمنطقة الصناعية الجديدة؛ لإعادة تشغيل المصانع المغلقة. واستغاث العديد من أصحاب المصانع، خاصة صناعة المفروشات بكافة المسؤولين؛ لإنقاذهم من الخراب الذي حل بهم، ولا مجيب. وأكد مروان الشامي، صاحب مصنع، توقف نحو 70% من مصانع الملابس الجاهزة، بعد ارتفاع أسعار صرف الدولار ومنافسة المنتج الصيني، وهو ما أدى إلى غلق مصانع التطريز بالتبعية، وتشريد العمال، رافضًا فكرة تدشين مدينة صناعية جديدة فى ظل هذا الخراب، مطالبًا بدعم الدولة للمصانع المغلقة؛ حتى لا تنهار قلعة صناعة النسيج بالشرق الأوسط. وأشار خالد عويضة، عامل بأحد المصانع، إلى أن أكثر من 200 ألف عامل في مصانع المنسوجات والملابس الجاهزة والوبريات يعيشون كارثة حقيقية؛ بسبب غلق المصانع، مؤكدًا أن تدهور وضع مصانع الغزل والنسيج ليس وليد اللحظة، ولكنها مشكلة تحدث منذ سنوات مضت، خاصة بعد ثورة 25 يناير، وزاد من سوء الأوضاع انهيار الجنيه المصري أمام الدولار؛ مما أدى لارتفاع أسعار المواد الخام، وبالتالي ارتفاع سعر تكلفة الطلبيات، وتكبد أصحاب المصانع خسائر وسط تجاهل المسؤولين لما استجد من مشاكل. وأضاف عويضة أنه من المؤسف وسط هذا التجاهل لمشاكل أصحاب المصانع، يتم الإعلان عن إنشاء مدينة صناعية جديدة على مساحة 34 فدانًا تابعة لهيئة التنمية الصناعية، حيث تقع بين نادي الصيد وأسوار شركة غزل المحلة، مؤكدًا أن هذا المشروع وهمي، على حد قوله، متسائلًا "إزاي هنبني مدينة صناعية جديدة وإحنا عندنا المصانع بتقفل، وما فيش عمال، وكله عاوز المكسب السريع على حساب خراب اقتصاد الدولة؟". وناشد عبد الرحمن عجبة، صاحب مصنع، رئيس الجمهورية ووزير الصناعة التدخل، قائلًا "أرجوكم أنقذونا.. معظم مصانع المحلة متوقفة تمامًا، والعمال يجلسون في بيوتهم، والناس اتخنقت وأكل العيش أصبح صعب، وكل ده بسبب حكومة فاشلة مش عارفة تفكر صح أو حتى تدير أزمة الدولار اللي تسببت في ارتفاع أسعار الأقمشة والمنسوجات ومستلزماتها. والمصانع مش عارفة تصنع؛ علشان ما فيش حد راضي يشتري، والحال بقى صعب جدًّا". مؤكدًا أن المدينة الصناعية الجديدة ليست هي الحل، ويرفضونها تمامًا، مستغربًا "إذا كانت المصانع بتغلق، فلماذا الحاجة إلى مصانع جديدة؟!". وكانت رابطة أصحاب مصانع الغزل والنسيج بالمحلة قد أرسلت استغاثات إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ووزراء الصناعة والاستثمار والمالية والقوى العاملة؛ لإنقاذ ما تبقى من صناعة الغزل والنسيج. وأشار أحمد أبو عمو، رئيس الرابطة، إلى أن هناك أكثر من 700 مصنع أغلق بشكل جزئي، ولم يعد يعمل بكامل طاقته، إلى جانب إغلاق مصانع بشكل كلي دون اهتمام من المسؤولين. وعن مشكلة المصانع المتعثرة قال اللواء ناصر طه، رئيس مركز ومدينة المحلة، إن هذه المشكلة يعاني منها الجميع، موضحًا أنها ليست مسؤوليته؛ لأن معظمها قطاع خاص، مؤكدًا في الوقت ذاته أن حل مشاكل تلك المصانع سيعود بأثر جيد على الاقتصاد المصري وعلى الدولة، مطالبًا وزارة الصناعة بدعم تلك المصانع، داعيًا لجنة الصناعة بمجلس النواب إلى مناقشة أوضاع وأسباب الأزمة، وعرض حلول جدية، من أهمهما دعم وتمويل أصحاب تلك المصانع. وعن المنطقة الصناعية أشار إلى أنها ستكون بحق انتفاع لمدة 30 عامًا لصالح وزارة التجارة والصناعة (الجهاز التنفيذى للهيئة العامة للمشروعات الصناعية والتعدينية)، وتعمل فى مجال صناعة الغزل والنسيج والصناعات المكملة لها، باستخدام أحدث الأساليب العملية التي تواكب العصر الحديث؛ للنهوض بهذه الصناعة والاستفادة من القاعدة العريضة من العمال بالمحلة والأراضي غير المستغلة، خاصة داخل زمام شركة غزل المحلة. وأضاف أن المشروع سيوفر نحو 30 ألف فرصة عمل للشباب مباشرة وغير مباشرة؛ للحد من البطالة، بالإضافة إلى أن هذا المشروع يسهم فى فتح آفاق جديدة للاستثمار داخل المحافظة بقيمة تصل إلى 2 مليار جنيه، مع تطوير صناعة الغزل والنسيج وزيادة الخبرات فى هذا المجال، بعد تخريج عمالة مدربة وإكسابها الخبرة والمهارة في صناعة الغزل والنسيج.