شومان: أمام الأزهر موجات من الفكر المتطرف لم يستطع منعها الهلالي: الأزهر غير جاد في تجديد الخطاب الديني وتنقية الفتاوى الشاذة في وقت تتعثر فيه خطى الأزهر الشريف في مواجهة الفكر الإرهابي المتطرف الذي ينتشر داخل البلاد، لم يستطع الأزهر ووزارة الأوقاف التصدي للفكر الوهابي الذي يبثه دعاة السلفيين، حيث ما زال أعضاء الدعوة السلفية يصعدون منابر المساجد، وعلى رأسهم الشيخ ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية. ورغم هذا صرح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن "الأزهر الشريف مستعد لتقديم كافة أشكال الدعم للأشقاء في البوسنة والهرسك؛ من أجل تكوين كوادر من أبناء البوسنة تعمل على نشر وسطية الإسلام، ومواجهة التيارات الفكرية المنحرفة". وأضاف الطيب، خلال استقباله أمس للإمام الشيخ حسين كازوفيتش، مفتي البوسنة والهرسك، الذى يزور مصر حاليًّا، أن "البوسنة بلد عزيز على قلب كل مسلم، والأزهر على استعداد تام لتقديم كافة أشكال الدعم التعليمي والدعوي للبوسنيين". كما أعرب الطيب عن استعداد الأزهر لتخصيص عدد من المنح الدراسية لطلاب البوسنة للدراسة بالكليات الشرعية والعلمية بجامعة الأزهر، بالإضافة إلى استعداد الأزهر لاستقبال أئمة البوسنة ضمن برنامج تدريبي يعده للأئمة الأجانب؛ لشرح كيفية التعامل مع التحديات المعاصرة، لافتًا إلى أهمية إعداد كوادر من أبناء البوسنة، تعمل على نشر وسطية الإسلام، ومواجهة التيارات الفكرية المنحرفة. من جانبه قال عباس شومان وكيل الأزهر إن المؤسسة تواجه حربًا ضروسة ضد الفكر المتطرف وانتشاره في كل الأوساط بمصر، ولكن هناك عدة عقبات عصية على الأزهر، وتقف أمامه موجات متلاحقة من الفكر المتطرف التي لم يستطع الأزهر حتى الآن الوقوف ضدها. وأضاف شومان في تصريح ل "البديل" أن مؤسسة الأزهر تطهر نفسها داخليًّا أولًا من الأخونة التي طالتها، ثم ستنتفض لمواجهة الفكر الوهابي والفكر المتطرف الذي يعيث في الأرض فسادًا، مشيرًا إلى أن قنوات السلفيين التي سمحت بها الدولة خلال العهد البائد أضرت بالدين ولم تفده، وصدرت الفكر المتطرف. وعن تأخر الأزهر في تنقية التراث الديني قال شومان إنه تم حذف معظم الفتاوى الشاذة والأحاديث الضعيفة من كتب الأزهر، وتم إغلاق معاهد إعداد الدعاة التابعة للدعوة السلفية التي كانت تمثل منابر لتفريخ الإرهاب. وقال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: على مؤسسة الأزهر عدم إلقاء اللوم على الآخرين، والالتفات لأداء مهامها كنبراس للعلم والعلماء، متسائلًا: كيف لمؤسسة تتعثر في صد هجمات الفكر الوهابي أن تقوم بدور تنويري في البوسنة والهرسك؟ وأضاف الهلالي في تصريح ل "البديل" أن مؤسسة الأزهر والقائمين عليها غير جادين في تجديد الخطاب الديني وتنقية الفتاوى الشاذة؛ لتقديم خطاب ديني وسطي يحمي المجتمع من خطر التكفير.