الجماعة توقفت عن دعم الإخوان بعد إهمال قنواتها وفاة عصام دربالة شلبي: غضب الشباب والتهديد بالاستقالات سبب عدول الجماعة عن عدائها للدولة منذ أحداث 30 يونيو، التي رفض حزب البناء والتنمية (الذراع السياسي للجماعة الإسلامية) المشاركة فيها، ووصفها ب "الانقلاب"، وهناك عداء بين الحزب والدولة، حيث شارك أعضاء الحزب في اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، وقتل 5 من أعضائه أثناء فض الاعتصام في 14 أغسطس عام 2013، وانضم بعض قيادات الحزب لتحالف دعم الشرعية مع الإخوان، وسافر كل من محمد الصغير وسمير العركي إلى تركيا؛ لينعموا في كنف الإخوان، كما سافر محمد خالد الإسلامبولي إلى السودان تحت رعاية ومظلة الرئيس السوداني عمر البشير، وسُجِن عدد من أعضاء الحزب، وعلى رأسهم الدكتور عصام دربالة والشيخ عزت السلاموني اللذان لقيا حتفهما في السجن. ولكن وتيرة الحياة وإدراك الحزب وذراعه الدعوي استحالة عودة الإخوان للمشهد، وكذلك تململ الإخوان من دعم الحزب والجماعة، حيث رفضت قيادات الإخوان في تركيا مساعدة الصغير والعربي في تجديد تراخيص الإقامة الخاصة بهما، كما لم تنعِ قنوات الإخوان الشيخ عزت والدكتور دربالة، كل هذا تسبب في تغير مواقف الجماعة الإسلامية والحزب من الإخوان. لذا بدأت خطوات التهدئة مع الدولة، بطرح الشيخ عبود الزمر مبادرات لحل الأزمة مع النظام الحالي وديًّا، وتلا هذا الأمر عودة الزمر ليدير شؤون الجماعة، وتراجع التيار الذي يمثله أسامة حافظ، الراغب في الصدام مع الدولة. وبالفعل جمدت الجماعة الإسلامية أنشطتها داخل تحالف دعم الشرعية، وتلا هذا الأمر السماح للدكتور محمود الطاهر، المتواجد بسجن العقرب "شديد الحراسة" على ذمة التظاهر بدون إذن، بزيارة والدته قبل وفاتها، وهي الخطوة التي قابلتها الجماعة بمزيد من الترحيب، وأثنت على وزارة الداخلية، وشكرت الوزير الحالي اللواء مجدي عبد الغفار على هذا الأمر، وتقدم محمود الطاهر وزوجته بالشكر لكل من ساهم وبذل جهدًا في إتمام زيارة نجلهما الشيخ محمد محمود الطاهر بمحافظة الإسماعيلية، متمنين أن يتم الإفراج عنه عاجلًا؛ نظرًا لحاجة الأسرة الشديدة له؛ باعتباره عائلهم الكبير، خاصة أنه تم الإفراج عن عدد من قيادات الجماعة، على رأسهم الدكتور نصر عبد السلام، رئيس حزب البناء والتنمية، الذي تم إخلاء سبيله على ذمة قضية الانضمام لتحالف دعم الشرعية، وعلي طه القيادي بالحزب، وعصام عزام، وطه الشريف، وأخيرًا حسن الغرباوي، الذي تم إخلاء سبيله مساء أمس. وتوجه الحزب بالتهنئة للدكتور حسن الغرباوي أنْ "منَّ الله عليه بتفريج كربه والإفراج عنه مساء أمس. واليوم ونرجو من الله أن يتم عليه عافيته هو وجميع إخوانه". من جانبه رحب أحمد الإسكندراني، المتحدث الرسمي باسم حزب البناء والتنمية، بقرار المحكمة بإخلاء سبيل الدكتور نصر عبد السلام والأستاذ محمد الطاهر وعدد من الرموز السياسية والحزبية. وعلق الإسكندراني بأن قرار المحكمة جاء موافقًا لصحيح القانون، خاصة وأن هؤلاء الأشخاص معروفون بتوجهاتهم السلمية ودعوتهم إلى حل المشكلات السياسية عن طريق الحوار. كما دعا إلى الإفراج عن جميع قادة الحزب، وعلى رأسهم المهندس مصطفى حمزة والدكتور صفوت عبد الغني والدكتور علاء أبو النصر، وكافة المحبوسين بسبب توجهاتهم السياسية. وعلق ربيع شلبي، مؤسس جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية، على تغير مواقف الجماعة الإسلامية وذراعها السياسي حزب البناء والتنمية تجاه الإخوان بأن قيادات الجماعة، وعلى رأسهم أسامة حافظ رئيس مجلس الشورى الحالي، علمت جيدًا أنه لا طائل لهم من دعم الإخوان، وأيضًا رفض العديد من شباب الجماعة الاستمرار في تحالف دعم الشرعية، مهددين باستقالات جماعية؛ مما أرغم الجماعة على تجميد أنشطتها داخل التحالف. وأضاف ربيع في تصريح خاص ل "البديل" أن الإخوان ورطوا الجماعة في أحداث عنف، وألصقوا تهمة الإرهاب بها؛ مما جعل الجماعة تراجع مواقفها معهم، مؤكدًا أن الدولة تتعامل بانتقائية شديدة مع الإسلاميين، والقضاء يفرج عن الذين تثبت براءتهم. واتفق معه في الرأي عوض الحطاب، عضو جبهة تمرد الجماعة الإسلامية، مؤكدًا أن السبب الرئيسي في تغير مواقف الجماعة تجاه الإخوان هو توقف إغداق الإخوان للأموال عليها وعلى قياداتها، وأيضًا تحلي الإخوان عن الجماعة بعد تصدرها في أحداث العنف ضد الدولة. ولفت الحطاب إلى أن عبود الزمر القيادي بالجماعة يطرح المبادرات للتصالح؛ من أجل عودة ابن أخيه طارق الزمر الهارب في تركيا إلى مصر دون سجنه، مؤكدًا أنه يهدف لمصلحة شخصية من وراء هذه المبادرات. وأثنى الحطاب على الإفراج عن قيادات الجماعة، مؤكدًا أن هذا الأمر يجبرهم على الاستقامة، والعودة للوطن، والتوقف عن دعم الإرهاب وانتهاج العنف ضد الدولة.