كسر وزير شؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، رمطان لعمامرة، الحصار الذي حاولت بعض الدول الخليجية فرضه على الدبلوماسية السورية، حيث وصل مساء الاثنين الماضي، وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إلى العاصمة الجزائرية، وتأتي الزيارة التي امتدت ثلاثة أيام وتختتم اليوم، في إطار دعوة رسمية للمعلم من نظيره الجزائري؛ من أجل بحث العلاقات الثنائية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، بالإضافة للأبعاد الأمنية. أهداف الزيارة بحث المعلم مع نظيره الجزائري العلاقات الثنائية والموقف الموحد للبلدين الشقيقين من الإرهاب وضرورة الاستمرار في مكافحته حتى القضاء عليه بعدما أصبح آفة تهدد المنطقة والعالم، كما ناقش الجانبان سبل تعزيز آفاق التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة، ويضم الوفد السوري الدكتور فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين، وبسام الخطيب، مدير مكتب الوزير. وعكست الزيارة الأهداف السورية القائمة على مكافحة الإرهاب وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وتعميق العلاقات السورية الجزائرية، حيث قال المعلم في تصريحاته للصحفيين عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين، إن سورياوالجزائر يوجدان في خندق واحد ضد الإرهاب والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول، وأن الزيارة ستكون مناسبة لبحث العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات. وبحثا خلال الزيارة العديد من القضايا، لا سيما الوضع في سوريا وصورة التآمر الخارجي عليها، وأشار المعلم خلال لقائه برئيس الوزراء الجزائري، عبد المالك سلال، إلى الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة. توقيت الخطوة الجزائرية زيارة وليد المعلم للجزائر، التي وصفت ب"المفاجئة"، جاءت قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرولت، الذي بدأ أمس الثلاثاء، زيارة إلى العاصمة الجزائرية، وتعد الزيارة هي الأولى لوزير الخارجية الفرنسي إلى الجزائر منذ توليه منصبه في شهر فبراير الماضي. وقال وزير الخارجية الفرنسي بخصوص تزامن زيارته مع زيارة المعلم: «لم أكن على علم بالزيارة، الجزائريون يفعلون ما يتعين عليهم القيام به»، مؤكدًا أنه لم تكن لديه الرغبة ولا الفرصة للاجتماع به، لكن هذا لا يمنع الطرف الفرنسي من محاولته للاستفادة من أي معلومات أمنية يمكن الحصول عليها من الطرف السوري، خاصة أن زيارة إيرولت للجزائر، تتقاطع مع بعض العناوين السورية التي جمعتها مع الجزائر، حيث تهدف الزيارة الفرنسية إلى الإعداد لانعقاد اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى، المقررة في شهر أبريل المقبل بالجزائر برئاسة رئيسي الوزراء عبد المالك سلال، والفرنسي مانويل فالس، التي سيتم خلالها بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات خاصة تلك المتعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب والتدريب. الجزائر.. تحركات بعكس اتجاه الرياض يوجد نقطة خلافية تقليدية بين الجزائر والسعودية بخصوص النزاع حول الصحراء، فالجزائر تساند بقوة جبهة "بوليساريو"، في حين أن الرياض تدعم المغرب وتساند مشروع الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية، الأزمة تصدرت المشهد بعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأخيرة للصحراء الغربية، لكن الخلافات الجديدة بين الرياضوالجزائر ظهرت إلى السطح بعد تحفظ الأخيرة، على قرار مجلس وزراء الداخلية العرب بشأن إدراج حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، واعتبرته شأنًا داخليًّا لبنانيًّا، الأمر الذي أظهر التمايز بين السياسة السعودية والجزائرية. وتفرض زيارة المعلم للجزائر تحدٍ جديد في الروى السعودية الجزائرية، فالزيارة نجحت في "كسر الحصار" الذي كان مفروضًا من السعودية وقطر على الحكومة السورية، خصوصًا بعد استبعادهم لسوريا من جامعة الدول العربية، فمن وقتها اقتصرت زيارة الدبلوماسية السورية على الدول الحليفة وهي روسيا والصين وإيران، وبدرجة أقل سلطنة عمان التي تعتبر دولة محايدة في الأزمة السورية، ومن المؤكد أن الخطوة الجزائرية ستثير حفيظة عدد من الخصوم الخليجيين للرئيس السوري بشار الأسد، خاصة السعودية وقطر، فالرياض ستترجم الزيارة بوقوف الجزائر إلى جانب سوريا، وستضاف إلى مواقفها السابقة، كرفضها منح مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى المعارضة السورية، وإبقائها على قنوات الاتصال مع النظام السوري، ودعوتها مرارًا إلى حل الأزمة السورية عن طريق الحوار والحل السياسي.