تعددت أوجه الاستفادة من المخلفات الزراعية ما بين استخدامها كأعلاف أو بديل عن الأسمدة الكيماوية، وإقامة مشاريع لتدويرها؛ مما يتيح فرص عمل لخفض نسبة البطالة، واستخدامها في بعض الصناعات اليدوية، وفي نفس الوقت يتم الحفاظ على البيئة من التلوث الناتج من تلك المخلفات. وشدد الدكتور أشرف السعيد خليل، بمعهد بحوث أمراض النباتات، على ضرورة التخلص الآمن من المخلفات الزراعية؛ للحفاظ على البيئة من التلوث الناشئ عن تراكمها، وذلك بإقامة أكوام سماد أو مكمورات سمادية لدى كل فلاح، بعد تدريبه على يد خبراء بوزارة الزراعة، بالإضافة إلى إقامة بعض الصناعات الصغيرة على البقايا النباتية، وبالتالي زيادة دخل الفلاح من عائد هذه الصناعات، مثل عيش الغراب والأعلاف الخضراء، وإنتاج بعض المنتجات المستخدمة في البيئة الريفية، كصناعة الخوص والمقاطف، بجانب استخدام أعواد الذرة الرفيعة في إنتاج أنواع من الأخشاب المصنعة. وأشار الدكتور أشرف إلى أن تدوير المخلفات الزراعية بشكل اقتصادي يساهم في تعظيم الاستفادة منها، ويقلل من معدلات استخدام الأسمدة الصناعية – الكيماوية، مثل اليوريا وغيرها. موضحًا أن الاتجاه إلى الزراعات العضوية والخالية من المبيدات الكيماوية أفضل؛ لأن المبيدات لها تأثير سلبي على الصحة العامة. من جانبه أكدالمهندس السيد عطية يونس، مدير الإدارة العامة للأعلاف والتغذية السابق، أنه يتم إقامة دورات إرشادية للمزارعين حول كيفية الاستفادة من المخلفات الزراعية؛ لإنتاج أسمدة عضوية أو أعلاف خضراء (سيلاج)، يتم استخدامها كمادة مالئة في فصل الصيف؛ لعدم توافر الأعلاف الخضراء، لافتًا إلى أنه أفضل من استخدام القش بمفرده في التغذية؛ لأن محتواه من البروتين مرتفع؛ نتيجة إضافة بعض المركزات التي تزيد من قيمته الغذائية، كالأمونيا والمولاس، أو المفيد إلى كومات المخلفات. وأشار المهندس عطية إلى أن تدوير المخلفات الزراعية يعمل على زيادة دخل الفلاح؛ نتيجة لارتفاع إنتاجية الأراضى وتخفيض معدلات استخدام الأسمدة المعدنية والصناعية بنسبة 20 %، وكذلك انخفاض معدلات استخدام المبيدات الكيماوية، هذا بجانب قطع دورة حياة الكثير من الحشرات، مثل دورة ورق القطن؛ نتيجة استخدام حطب القطن فى إنتاج وإقامة بعض الصناعات الصغيرة، كصناعة الورق وبعض أنواع من الأخشاب، وكذلك مقاومة القوارض والفئران، التي تنتشر نتيجة تخزين قش الأرز والقمح، بالإضافة إلى زيادة إنتاجية وخصوبة الأراضى؛ لاستخدام الأسمدة العضوية الغنية بالمواد العضوية والآزوتية والدوبالية، مع تقليل حالات ومعدلات تجريف الأراضي ونقل الطبقة السطحية الخصبة؛ لتجفيف الحظائر تحت أرجل الحيوانات؛ مما يؤدي إلى تدهور خصوبة الأراضي ونقص الإنتاجية.