أصيب مئات التلاميذ بمجمع مدارس السيوف بالإسكندرية، الذى يضم 11 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية عامه وصناعية، بحالة اختناق وتسمم بعد استنشاق مادة الكلور المتسربة من محطة مياه السيوف المجاورة للمجمع. تقول نجاح محمود، مدير مدرسة مصطفى مشرفة الابتدائية: «وجدنا ما يشبه بالشبورة البيضاء تملأ المدرسة، وأصيب التلاميذ والمعلمون بحالات اختناق وإغماء، وسمعنا أصوات صراخ تخرج من الفصول، فقررنا إخلاء المدرسة فى أسرع وقت؛ حفاظا على الأرواح؛ لأننا لا نعلم ما طبيعة المادة المنتشرة فى محيط المدرسة وما مدى تأثيرها، لكن حدثت حالة من التدافع أدت إلى بعض الإصابات البسيطة بين التلاميذ، واتصلنا على الفور بالنجدة ومديرية التعليم والإسعاف لنقل التلاميذ المصابين». وتوضح إيمان راشد، إحدى أولياء الأمور: «قبل موعد خروج أولادى من مدرستهم، اتصلت بي إحدى أولياء الأمور، صارخة: تعالى بسرعة المدرسة خدي ولادك.. العيال بتموت، وأسرعت إلى المدرسة، وتعددت الروايات وقتها، بعضها يشير إلى حريق فى معامل المدرسة، ورواية ثانية تتحدث عن تسريب للغاز، وثالثة تلمح إلى تسريب مادة كيماوية سامة، فوجدت أولادي على الرصيف المقابل، أحدهما فى حالة إغماء، والآخر يلتقط أنفاسه بصعوبة، والعديد من الأطفال يبكون ويصرخون؛ خاصة الصغار من لا يعرفون الذهاب إلى منازلهم بمفردهم». وأكدت إبراهيم بركات، إحدى أولياء الأمور: «ذهبت إلى مدرسة ابنتي، فوجدت أعدادا كبيرة من الفتيات فى حالة إغماء، ورائحة كريهة تسبب الاختناق وتفقد القدرة على التنفس، والمحزن، كان في حالة الهرج وعدم الحكمة فى إخلاء المدارس، في ظل وجود قسم شرطة الرمل ثاني بجوار المجمع التعليمي»، متسائلة: لماذا لا يوجد سيارات إسعاف عديدة لإنقاذ الأطفال، ولماذا لا يوجد مستشفى بجوار المجمع التعليمي الذى يضم 11مدرسة، ويضم آلاف التلاميذ من مختلف الأعمار، كوضع احترازي عن وجود أي كوارث قد تصيب التلاميذ؟. وقال أحد العاملين بمحطة مياه السيوف ل«البديل»، إنه تم غلق المحطة بأكملها عقب انفجار ماسورة الكلور التى تخدم قطاع شرق الإسكندرية؛ للحفاظ على أرواح المحيطين بالمحطة من سكان وتلاميذ، مؤكدا عدم إصابة أي من العاملين بالمحطة. وأوضح المهندس أحمد جابر، رئيس شركة المياه، أنه حدث شرخ فى خط الكلور الابتدائي، وتم فتح تحقيق فوري وعاجل لمعرفة المتسبب فى الواقعة. وأكد سمير النيلي، المتحدث باسم مديرية التربية والتعليم في الإسكندرية، أنه أمر بالإخلاء الفوري للمجمع، فور إبلاغه بالواقعة، واحتساب هذا اليوم إجازة، ولا يترك أي معلم أو مشرف أو مدير مدرسة مكانه إلا بعد الاطمئنان على سلامة جميع التلاميذ. وقال مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة ل«البديل»: «فى بداية استنشاق الكلور المتسرب من محطة مياه الشرب المجاورة لمجمع السيوف، كانت حالات الاختناق والإغماء بالمئات، لكن معظمهم تماثل للشفاء، يتبقى فقط 30 طفلا بقسم السموم بمستشفى الميري الجامعي، وطفلين بمستشفى الطلبة بسبورتنج»، نافيا ما تردد على حدوث حالات تسمم بمدرسة سيدى بشر.