نفى منسق عمليات حكومة الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يوآف مردخاي، وجود أي مفاوضات لإقامة ميناء بحري لقطاع غزةبقبرص أو عبر جزيرة اصطناعية، وفقًا لموقع «واللا»الصهيوني، موضحًا أن النفي جاء بناءً على طلب مصري بتقديم إيضاحات حول المفاوضات التي تجريها تركيا مع الكيان الصهيوني، والتي ترمي إلى تطبيع العلاقات بينهما. وقال البعض إن النفي الصهيوني مفاجئ، حيث جاء بعد جدل كبير في الداخل الإسرائيلي، أثاره الحديث عن إنشاء ميناء لقطاع غزة، وفقًا لخمسة اقتراحات، الأول ميناء بحري داخل الأراضي المصرية بمنطقة العريش، أو بناء ميناء على جزيرة اصطناعية أمام بحر غزة، أو بناء ميناء على شواطئ غزة، ووصل أحد الاحتمالات إلى بناء مخازن لاستقبال البضائع من غزة وإليها عبر قبرص أو في ميناء أشدود. موقف الحكومة المصرية اعتبر موقع «واللا» أن تصريح مردخاي لم يكن موجهًا إلى إسرائيل أو حتى غزة، بل إلى القاهرة، فالحكومة المصرية تعارض بشدة إنشاء ميناء بحري في قطاع غزة، ما دامت حماس هي التي ستسيطر عليه، ويضيف الموقع أن الجانب المصري قاد الاعتراض على رفع الحصار عن غزة، في أعقاب الحرب هناك صيف 2014، حيث تعارض القاهرة فتح معبر رفح بين قطاع غزة وسيناء أمام المسافرين الفلسطينيين. وقال الموقع: إن مطالب مصر لا لَبس فيها، فمعبر رفح سيفتحه الجانب المصري فقط عندما يتم تسليم السيطرة على المعابر الحدودية من حماس للسلطة الفلسطينية، وهذا ينطبق أيضًا على الميناء، وبالتالي فإن مصر ستؤيد إنشاءه فقط في حال كانت السلطة الفلسطينية هي التي تدير تمرير البضائع إلى داخل القطاع. موقف السلطة الفلسطينية يتطابق موقف السلطة الفلسطينية مع الجانب المصري، حيث تعارض إقامة ميناء في غزة تحت سلطة حماس، وكشفت وسائل إعلام فلسطينية خلال الأيام الماضية عن لقاء جمع بين المسؤول الصهيوني مردخاي مع قادة من قوى الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، مؤكدة أن مسألة الميناء تمت مناقشتها في هذا الاجتماع. وأكد القيادي بحركة فتح، عزام الأحمد، الجمعة الماضية، معارضة السلطة الفلسطينية إنشاء ميناء، مضيفًا أن رام الله قد تحبط أي مبادرة من هذا النوع. موقف حماس يواصل قادة حماس الإدلاء بتصريحات حول حاجة غزة لميناء بحري، وفي 27 فبراير قال المسؤول بحركة حماس، خليل الحيا: القطاع بحاجة إلى ميناء، وتم توضيح هذه المسألة للأتراك، حيث إن الحصار على غزة لن يُرفع من دون بناء ميناء. ونفي مردخاي طرح ميناء غزة للتفاوض، جاء في الوقت الذي قال فيه مسؤولون من حركة حماس خلال الأسبوع الماضي: إنه تم تحقيق تقدم حقيقي في المحادثات بين تركيا وإسرائيل، خاصة بشأن إمكانية إقامة ميناء بحري، وعلَّق مراقبون صهاينة على تصريحات حماس، بأن الأخيرة تحاول إعطاء سكان غزة أملًا بوجود تغيير حقيقي. وأوضحت تصريحات إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في كلمة ألقاها الجمعة الماضية، دعم انتفاضة القدس، في سياق إقرار ضمني بأن فكرة فك الحصار عن طريق الميناء المزمع، قد ذهبت أدراج الرياح بسبب التعنت الإسرائيلي، مما دفعه لمطالبة الحكومة المصرية بتخفيف الحصار، داعيًا السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر، والتخفيف من معاناة سكان القطاع. الموقف التركي قال القيادي بحركة حماس، محمود الزهار: إن حركة حماس تنتظر إبرام اتفاق قريب بين تركيا وإسرائيل، يتضمن رفع الحصار عن القطاع وإقامة ميناء مقابل هدنة لم يحدد سقفًا زمنيًّا لها، تصريحات الزهار جاءت بناءً على وعود تركية بررت من خلالها عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني، وقتها قالت أنقرة إنها تقود مفاوضات مصالحة مع تل أبيب، لكن بشرط رفع الحصار عن غزة، وهذا ما لم يحدث، فبعد نسف مرداخاي فكرة إنشاء الميناء لقطاع غزة، نجد أن عملية التطبيع بين تركيا وإسرائيل تسير على قدمٍ وساق، حيث قالت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية اليوم: إن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في جلسة خاصة عقدتها حكومة بلاده: إنه قد تعلن حكومتا تل أبيب وأنقرة، في الأيام القريبة، التوصل إلى اتفاق تطبيع العلاقات. وعلى الجانب الصهيوني قال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، الخميس الماضي: إن المسار التركي يبعث على الأمل في مسألة نقل الغاز الطبيعي، من شرق المتوسط إلى أوروبا، مشيرًا إلى ضرورة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل؛ للبدء بتنفيذ هذا المشروع، مبينًا أن الجانبين يميلان إلى تطبيع العلاقات. رفض الميناء يعني الحرب في ظل تضييق الخناق من قِبَل الاحتلال الصهيوني عبر الحصار الذي يفرضه على قطاع غزة، يبقى اللجوء إلى الخيار العسكري مسألة وقت لا أكثر، فغزة ما زالت تحافظ على خيارها العسكري عبر حفر حماس للأنفاق، ورغم أن الوسيط التركي استبعد نشوب حرب بين حماس والكيان الصهيوني، إلَّا أن القرار الإسرائيلي الأخير برفض الميناء يجعل الخيارات العسكرية متاحة. وأكد تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الحرب مع غزة خلال الصيف والقطاع سينفجر في وجه الجميع، حيث أوردت الصحيفة أنه كما في كل عام، وهذا العام أيضًا، يستعد الجيش لجولة عنف أخرى في غزة خلال الصيف، موضحة أن رئيس الأركان قد حدد موعدًا لتجهيز الجيش، والكل يركز على استكمال المخططات والفجوات في المعدات والتدريبات ولا يعرف أحد متى ستحدث المواجهة، والسبب المباشر لها، لكن من الواضح للجميع أن الطقوس شبه السنوية يحتمل وقوعها.