قالت صحيفة "حرييت" التركية إن البنتاجون الأمريكي وصف الخلاف بين الولاياتالمتحدةوتركيا على المجموعة الكردية المعروفة باسم حزب الاتحاد الديمقراطي بأنها محادثات جارية ذات أولوية، مضيفة أن المحادثات الهاتفية بين رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، ونائب الرئيس الأمريكي جون بايدين، وبين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي باراك أوباما، لا تزال غير قادرة على حل الخلاف، على مدى أسبوعين. وتضيف الصحيفة أن الحكومة التركية تواصل الضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب التركي"، وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور بتوركيا، والذي يشن حملات مسلحة من أجل استقلال الأكراد منذ ثلاثة عقود، حيث يطلب أردوغان وداود أوغلو، من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية على غرار حزب العمال الكردستاني. وتشير الصحيفة التركية إلى أن تصريحات أردوغان يوم 24 فبراير حول استبعاد الأكراد من هدنة وقف إطلاق النار السورية والتي توصلت إليها الولاياتالمتحدة وروسيا، والتي ستطبق في 27 فبراير، قد تكون عبثا، ولكنها تعكس استمرار أنقرة في موقفها ضد الأكراد. وترى الصحيفة أن واشنطن وموسكو لن يستبعدان حزب الاتحاد الديمقراطي نظرا لمشاركته في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، حيث وفقا لقرار الأممالمتحدة رقم 2254، فإن داعش وجبهة النصرة أهداف إرهابية متاحة لكافة الأطراف. وتلفت الصحيفة إلى أن تركيا كانت أحد المساهمين في إطار اتفاقية ميونيخ، لكن بعد يومين بدأت المدفعية التركية بفتح النار ضد الأكراد ومواقع الجيش السوري، وبعدها أكد أردوغان لأوباما أن تركيا لها الحق بضرب الأهداف الإرهابية في سوريا وغيرها. وتوضح الصحيفة أن تركيا تتهم حزب العمال الكردستاني بتنفيذ الهجوم الانتحاري في أنقرة يوم 17 فبراير، والذي أسفر عن مقتل 29 وإصابة آخرين، كما أنها تتهم الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف خلف الهجوم، لكن أعلنت مجموعة صقور حرية كردستان مسؤوليتها عن الهجوم، وعلى الرغم من ذلك تصر أنقرة على توجيه الاتهامات لحزب العمال الكردستاني. وتلفت الصحيفة إلى أنه بعد إطلاق النار وإسقاط الطائرة الروسية نوفمبر الماضي، فمن غير المرجح أن ينظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أي اقتراح تركي بشأن سوريا، ولن يقوم بإجراء أي تغيرات على اتفاق الهدنة بناء على المطالب التركية. وترى الصحيفة أن التوصل لهذه الهدنة جاء بعد تهميش تركيا على نحو فعال، وبناء على هذا، أي هدنة أو اتفاق مقبل بشأن سوريا سيتم تهميش تركيا من قبل الولاياتالمتحدة وروسيا، وقد تنجح هذه الاتفاقات على المدى القصير بالنسبة للروس والأمريكيين، ولكن هذا النجاح لن يستمر سوى أسابيع قليلة.