لم تسلم المحاصيل الزراعية من موجة الطقس السيئ التي ضربت البلاد على مدار الأيام الماضية، فتلفت بعض الخصروات كالطماطم والفلفل، وتراجعت إنتاجية أنواع عديدة من الفواكه. يقول الدكتور محمد فهيم، وكيل المعمل المركزي للمناخ الزراعي، إن موجة الصقيع التى شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، تأتي ضمن ظاهرة عالمية للتغيرات المناخية، لافتا إلى ازدياد معدل تكرارها خلال السنوات المقبلة، وتؤدي إلى ارتفاع معدلات الملوحة في التربة، وتراجع إنتاجية المحاصيل، وتداخل مياه البحر المتوسط مع المياه الجوفية في شمال الدلتا. وأضاف فهيم: «لتفادى التأثيرات الشديدة لموجات الصقيع المتتالية، يجب اتباع برامج استنباط سلالات أكثر تحملا للتغيرات المناخية، وتكون مقاومة للملوحة والجفاف، وتتأقلم مع مختلف الظروف المناخية»، مطالبا بضرورة ضبط مواعيد الري وعدم تأخير ها، ما من شأنه تقليل تأثير موجات الصقيع على زراعة المحاصيل، ويرفع نسبيا درجة حرارة التربة، بالإضافة إلى متابعة النشرات التي تصدرها وزارة الزراعة؛ لضمان تطبيق الممارسات الجيدة في زراعة المحاصيل خلال فصل الشتاء، وتطبيق قواعد الحد من مخاطر الطقس السيئ على مختلف المحاصيل، خاصة الخضار والفواكه. وأوضح أحمد السيوفي، مهندس إرشاد زراعي، أن موجات الصقيع المتتالية ضربت مصر خلال الأيام الماضية، لم تضر بالمحاصيل الشتوية؛ لأنها مازالت في بداية نموها، لكن التأثير الضار اقتصر على الخضروات الورقية، كالخس والكرنب، متوقعا انخفاض إنتاجية باقي الخضروات كالفلفل والباذنجان؛ لتساقط أزهارها قبل أن تعقد كثمار. وطالب السيوفي الفلاحين باتباع عدة خطوات للحفاظ على محاصيلهم من التلف نتيجة الصقيع، تتمثل في إضافة الأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية قبل حلول الصقيع، مع عدم الإسراف في التسميد الأزوتى؛ لأن الإسهاب فيه يؤدي إلى كبر حجم الخلايا ورقة جدارها، ما يسهل تهتكها وسرعة تأثرها بالصقيع، واستخدام عنصر الكالسيوم بديلا عنه لزيادة سمك جدر الخلايا، بالإضافة إلى ضرورة تحميل بعض المحاصيل الشتوية مثل الفول والشعير على الريشة البطالة، كنوع من السياج لكسر حدة الرياح الباردة وتدفئة الخضر، بجانب عمل ساتر هواء من سيقان الذرة الجافة أو البوص من الجهة البحرية، مع تغطية المزروعات بالبلاستيك، بديلا عن قش الأرز؛ لمنع انتشار الأمراض الفطرية، والتدخين بحرق الأعشاب. تابع: «يمكن استخدام وسائل الري الحديثة كالرش؛ لتقليل أو تلافى ضرر الصقيع، وزراعة الأصناف النباتية والشتلات السليمة في الأوقات المحددة لكل نوع من المحاصيل، بحيث تكون ملائمة لدرجات الحرارة ومقاومة الآفات»، مطالبا بضرورة اختيار التقاوي التي تتحمل درجات الحرارة المنخفضة في المواسم المقبلة، في ظل توقع استمرار الانخفاض في درجات الحرارة خلال مواسم الشتاء نتيجة لتأثيرات التغير المناخي، من بينها أصناف الطماطم «هجين أجياد 7»، والخيار «هجين صفا»، وباذنجان «هجين لالى أبيض»، وكوسة «هجين تبارك»، وكنتالوب «هجين يثرب 22»، وجميعها تنتج في معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية.