قالت صحيفة «حرييت»، إن العلاقات الإماراتية التركية تدخل عهدا جديدا، بعدما شهدت توترا في الآونة الأخيرة؛ جراء شن الأخيرة حملة ضد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لافتة إلى أهمية تحسن العلاقات المصرية التركية؛ لخدمة التطبيع مع إسرائيل. وتضيف الصحيفة التركية، أن وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، يخطط لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة، وإعلان عهد جديد بين الدولتين، ما يعني أن تركيا قادرة على التصالح مع الحليف الأكثر أهمية للسعودية في منطقة الخليج. وفي إطار تطبيع العلاقات التركية الإسرائيلية، أوضحت الصحيفة، أن الرئيس رجب طيب أردوغان، خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية في عام 2015 الماضي، تحدث إلى مجموعة من الصحفيين المرافقين له قائلا: «إسرائيل بحاجة لدولة مثل تركيا في المنطقة، ويجب علينا قبول فكرة أننا بحاجة إلى إسرائيل». وتابعت «حرييت» أن تصريح أردوغان لم يكن مهما فقط لأنه أوضح المستوى العالي للإدارة التركية ورغبتها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن أيضا لأنه كشف عن ضبط تركيا جزئيا لسياستها الخارجية بما يتماشى مع واقع الشرق الأوسط. وذكرت الصحيفة التركية أنه وفقا لتصريحات أردوغان، فإن واحدة من أهم الحقائق في المنطقة، التعاون القوي والفعال بين تركيا وإسرائيل، الذي يجعل الدولتين أكثر أمنا، خاصة في الوقت الذي تمر به منطقة الشرق الأوسط بأسوأ أيامها، فكلا البلدين يشعران بالقلق المتزايد تجاه التهديد من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية الناتجة عن الاضطرابات السورية. وتلفت الصحيفة إلى أن عملية التطبيع بين تركيا وإسرائيل ستكتمل بنقطتين، أولا، الوصول التركي إلى غزة، فلا يزال الطرفان مختلفان بشأن كيفية نقل المساعدات التركية الإنسانية إلى قطاع غزة، وكيفية تماشيها مع الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وثانيا، إدراك أن مصر تعد البوابة الرئيسية لفتح العالم، ما يعني أن التطبيع التركي الإسرائيلي يجب متابعته من قبل السلطات المصرية، التي تشعر بالقلق من زيادة التواجد التركي في قطاع غزة. وترى الصحيفة أن الأمور ستكون أسهل بالنسبة لتركيا وتواجدها في قطاع غزة؛ حال تمتعت بعلاقة أفضل مع مصر، وهذه أحد الأسباب التي تتطلب تعديل جزئي للسياسة الخارجية التركية مع القاهرة. وتوضح «حرييت» أنه خلال زيارته إلى السعودية، كشف أردوغان عن نية الرياض في المصالحة بين القاهرة وأنقرة، ومن السهل جدا توقع ما سيدور في المحادثات بين رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، والمسؤولين السعوديين، في نهاية هذا الأسبوع. وتعتقد الصحيفة أنه مع استضافة تركيا لرؤساء دول وحكومات في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، والمقرر عقدها في منتصف أبريل المقبل، على الحكومة أن تكون سريعة في إنجاز عملية التكيف والسياسة الخارجية الجديدة.