على مدار الأيام الماضية، شهدت المدارس المصرية عدة كوارث داخل وخارج الفصول، وصل بعضها إلى عمليات طعن بالمطواة من الطلاب تجاه زملائهم، بالإضافة إلى تعدي معلمين على بعضهم بنفس السلاح، ومواجهة آخرين لمدراء مدارس بالسلاح الأبيض أيضا. شهدت مدرسة الأورمان الثانوية الفندقية الخاصة التابعة لإدارة المعادى التعليمية بالقاهرة، واقعة طعن بالمطواه، كان بطلها طالب لا يتجاز 16 عاما، أقدم على طعن زميله طالب الصف الثاني، عقب خروجهما من لجنة الامتحانات، لقى على إثرها حتفه بعد وصوله إلى المستشفى. حادث طعن مدرسة الأورمان لم يكن الأول، ففي مدرسة كفر الزيات الثانوية الصناعية الميكانيكية، تعدى أحد الطلاب بآلة حادة «كتر» على زميل له، وإصابته داخل لجنة امتحانات، وفر الجاني هاربا، فيما تم نقل المصاب إلى مستشفى كفر الزيات العام؛ لعمل الإسعافات الطبية اللازمة. تنوعت عمليات التعدي من الطلاب على بعضهم بالآلات الحادة، ففي مدرسة الفيوم الثانوية الميكانيكية العسكرية، تعدى طالب ب«مطواة» على زميل له، أثناء «الفسحة»، وتم عمل الإسعافات الطبية اللازمة للطالب المطعون وتحرير محضر بعد استدعاء الشرطة، وقررت مديرية التربية والتعليم بالفيوم حرمان الطالبين المذكورين من الامتحان، وإحالة الواقعة للتحقيق بالشؤون القانونية. وفي مدرسة السيدة نفيسة الثانوية المهنية التابعة لإدارة السيدة زينب التعليمية بالقاهرة، تعدى طالب على زميله بآلة حادة أدت إلى إصابته بجرح قطعى، وتم نقل الطالب لمستشفى المنيرة العام لإجراء الإسعافات الطبية اللازمة. ولم يقتصر استخدام الأسلحة البيضاء داخل الفصول ولجان الامتحان على الطلاب، بل امتد إلى مناوشات بين المعلمين، ففي مدرسة إيهاب الشريف التابعة لإدارة بحر البقر التعليمية ببورسعيد، تعدى معلم بإشهار «مطواه» على زميل له بالمدرسة أثناء تواجدهما داخل لجنة سير الامتحانات، بحسب ما أعلنت غرفة العمليات المركزية بوزارة التربية والتعليم. وفي عملية تطور لاستخدام الأسلحة البيضاء من الطلاب للمعلمين، تعدى معلم لغة عربية بمدرسة عثمان بن عفان الابتدائية على مدير المدرسة بالضرب في مديرية التربية والتعليم بالبحيرة، وتم إحالة الواقعة للتحقيق بالشؤون القانونية، وفق غرفة العمليات المركزية التابعة للوزارة. يقول الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن السبب الرئيسي لما تشهده المدارس من أعمال بلطجة واعتداءات، يرجع إلى انحراف التعليم عن مساره بطريقة مقصودة على مدار 30 عاما مضت، فأصبح هناك نوعان من التعليم، الأول يشمل 4% فقط من المدارس الدولية أو المدارس الخاصة التي تصل مصروفاتها إلى 70 ألف جنيه، وهو ما يتيح لولي الأمر اختيار من يدرس لأولاده من المعلين ويطّلع على سيرتهم الذاتية. وأضاف مغيث ل«البديل» أن النوع الثاني يصل إلى 96% من مدارس الطبقة الوسطى، ولو لم يتابع ولي الأمر أولاد منذ الحضانة حتى مرحلة الثانوية العامة، ربما يجدهم لايجيدون القراءة والكتابة طوال هذه الفترة التعليمية، مؤكدا أن أعمال البلطجة نتيجة لفقد الثقة في المدرسين، وعدم تأهيلهم بسبب تدني رواتبهم. ومن جانبه، قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن الوزارة تفتقد الخطط للخروج من الأزمات التي تعانيها مدارس مصر، واستمرار الوضع يزيد من تفاقم الأزمة لعدم وضع ضوابط لمواجهة هذه الأوضاع، مؤكدا أن أزمات التعليم كثيرة، بداية من الكثافة الطلابية بالفصول والمناهج والرواتب وغيرها، والحلول تم وضعها بالخطة الاستراتيجية للوزارة والمعتمدة من رئاسة الجمهورية منذ 3 سنوات ولم يتم تفعيلها حتى اليوم.