تبنت المقاومة الإسلامية اللبنانية عملية نفذتها أمس ضد آلية تابعة للكيان الصهيوني، موضحة أن مجموعة الشهيد القنطار فجرت عبوة ناسفة على طريق زبدين – قفوة في منطقة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بمجموعة إسرائيلية مما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة مستقليها. وجاء في بيان المقاومة الإسلامية: عند الساعة 3:10 من بعد ظهر الاثنين الواقع في 4 يناير 2016 قامت مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين – قفوة في منطقة مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة بدورية إسرائيلية مما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة مَن بداخلها، وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز. وذكرت مصادر أمنية أن "إحدى الآليات التي استهدفتها المقاومة الإسلامية في مزارع شبعا المحتلة كانت تقل ضابطا إسرائيليا كبيرا". تزامن رد حزب الله على اغتيال الشهيد سمير القنطار مع العمليات البطولية والمستمرة التي ينفذها الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني الغاصب والتي تتنوع بين الطعن والدهس. على ما يبدو أن عملية تل أبيب مطلع 2016 لن تكون الأخيرة في هذه السلسلة البطولية، فبعد ساعات من عملية إطلاق النار في وسط تل أبيب والتي أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة 4 آخرين، أعلنت شرطة الكيان الصهيوني مساء الجمعة 1 يناير أنها تمكنت من التعرف على هوية منفذ العملية، وقالت إن اسمه "نشأت ملحم" يبلغ من العمر 29 عاماً، وهو من وادي عارة من منطقة المثلث الشمالي في فلسطينالمحتلة. عمليات المقاومة الفلسطينيةواللبنانية ضد العدو الصهيوني تفتح أفاقاً جديدة لطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي وفي الوقت نفسه تقدم حلولاً مبتكرة للخروج من الأزمات التي تعصف بعالمنا العربي وتصديرها لخدمة صراعنا مع الكيان الصهيوني. إمكانيات بسيطة تحدث فارقاً كبيراً إن كل ما يملكه جيش الاحتلال الصهيوني من طائرات ومنظومات الدفاع الجوية والقبة الحديدية بما في ذلك قنابله النووية لم تمنعه من اغتيال الشهيد سمير القنطار وفرض حصار جائر على الشعب الفلسطيني الذي، لا يملك سوى الحجارة والسكين على المستوى الشعبي، وهذا يدل على حالة القلق التي يعيش فيها هذا الكيان، كذلك عملية تل أبيب التي استعمل فيها نشأت ملحم الرشاش الآلي وعملية حزب الله التي استعمل فيها عبوة ناسفة تدل على أن أبسط الإمكانيات التي نمتلكها مقارنةً مع العدو الصهيوني من الممكن أن تصنع فارقاً كبيراً. عداوة الكيان الصهيوني مستمرة لحركات المقاومة الحرب الطائفية التي تسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني إلى تأجيجها عبر بعض أذرعها العربية في المنطقة لن تعود إلا بالدمار على الشعوب العربية والإسلامية، فبمقاربة بسيطة جداً نجد أن العدو الإسرائيلي لا يميز بين مسلم ومسيحي أو بين سُني وشيعي في قتلهم عند مطالبتهم بأبسط حقوقهم، فالكيان الصهيوني عدو لحركات المقاومة الفلسطينية ذات الخلفية الإسلامية السُنية، كما هو عدو لحركات المقاومة اللبنانية ذات الخلفية الإسلامية الشيعية، وبالتالي علينا كعرب ومسلمين التنبه لمحاولات الفتن والنعرات الطائفية التي لا تخدم إلا الكيان الصهيوني المحتل، وبالتالي علينا التوحد معاً لمجابهة الخطر الصهيوني. توحد المقاومات العربية حصار للكيان الصهيوني على الصعيد اللبناني حالة من الذعر والهلع تعرض لها سكان المستوطنات الشمالية في فلسطينالمحتلة رافقها تحركات كبيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي بعد توعد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالرد على اغتيال القنطار، حيث علق مصدر أمني لموقع "واللا" الإسرائيلي، على الاستعدادات الكبيرة التي يجريها جيش الاحتلال الإسرائيلي في صفوفه، على الحدود الشمالية خاصة مع لبنان، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات تأتي تحسبًا كرد انتقامي من حزب الله اللبناني على اغتيال سمير القنطار، وتابع أن إسرائيل لا يمكنها البقاء غير مكترثة بعد ما قاله آمين عام حزب الله حسن نصرالله، بل يجب أن تبقى متيقظة، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال مستعد لمواجهة كافة الاحتمالات والتطورات المتوقعة على الحدود مع سوريا، إشارة فقدت معناها بعد عملية حزب الله الأخيرة في مزارع شبعا. على الجانب الفلسطيني كشف الإعلام الصهيوني أن مدينة تل أبيب أضحت تعيش في جو كبير من الرعب، بسبب فشل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في إلقاء القبض على منفذ عملية إطلاق النار بمقهى بالمدينة، حيث ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن تل أبيب تعيش تحت الحصار، فالأبواب مغلقة، والإسرائيليون في منازلهم، ومن يرتادون دور السينما امتنعوا عن الخروج منها. وقال يانيف وهو أحد سكان تل أبيب المحتلة إن الإسرائيليين "لا يعرفون ماذا يفعلون، كلهم ينظرون في جوالاتهم بانتظار تلقي تعليمات أمنية جديدة، لأن ما حدث سبب حالة من الهستيريا الحقيقية، الآن أنا أغلق عليّ باب بيتي وأشعر بالخوف، لأن الشرطة التي تنتشر في كل الأماكن لم تتمكن حتى اللحظة من إلقاء القبض على المنفذ". تحركات المقاومة الفلسطينيةواللبنانية الأخيرة خلقت نوعاً جديداً من قدرتها على تشكيل حصار ما على الكيان الصهيوني، فمن الداخل تتكفل المقاومة الفلسطينية والشعبية بشل حركة المدن وزعزعت استقرارها عبر العمليات الاستشهادية والطعن والدهس، ومن الخارج وعبر الحدود تستطيع المقاومة اللبنانية توجيه صواريخها عبر الجنوب اللبناني الذي يطال العمق الإسرائيلي أيضاً، ناهيك عن قدرة المقاومة التي أسس لها سمير القنطار في سوريا بالجولان عن فتح جبهة جديدة منها. تكمن أهمية الحديث عن المقاومة الفلسطينيةواللبنانية وخصوصاً في الفترة الراهنة كبديل حقيقي وعقلاني عن مشاريع التطبيع مع الكيان الصهيوني التي بدأنا نسمع عنها مؤخراً من بعض الدول العربية والإسلامية.