اكتشاف أثري جديد يعيد منطقة تل دفنة بالإسماعيلية إلى تصدُّر المشهد، كما يعيد البعثات الاستكشافية إلى المنطقة التي يعتقد علماء الآثار أنها واحدة من أهم المناطق العسكرية في مصر القديمة، والتى أشرفت على الزوال نهائيًّا، بعد ردمها بالرمال الصفراء؛ لتنفيذ محور 30 يونيو. وتقع منطقة تل دفنة شمال محافظة الإسماعيلية على بعد 11 كيلو غرب قناة السويس، داخل النطاق الجغرافي بمركز القنطرة غرب، وعلى مساحة كبيرة تصل إلى 1200 فدان، مقسمة إلى عدة تلال وملحقاتها، وهي: كوم دفنة غربًا، وتل أم عليط شمالًا، وتل الأفران في الوسط، وتل أم أتلة جنوبًا. ويعود تاريخها إلى عهد الملك " بسماتيك الأول " من الأسرة 26. وشهد وزير الآثار ممدوح الدماطي بحق المنطقة، قائلًا إن تل دفنة يُعَدُّ واحدًا من المواقع الأثرية الخمسة التي تم اختيارها في مدخل مصر الشرقي؛ لتطويرها ضمن مشروع بانوراما تاريخ مصر العسكري وتطوير المواقع الأثرية بمحور قناة السويس، وهي «تل حبوة وتل أبو صيفي وبلوزيوم وتل المسخوطة». إلا أنه فاجأ الحضور بقرار إعادة ردم المنطقة بالرمال الصفراء، بعد حصر ما به من مكتشفات وتوثيقها ونقل ما يمكن نقله إلى المتاحف. السبب الرئيسى لردم جزء من الحفريات هو محور 30 يونيو، والجاري إنشاؤه ضمن المشروع القومى للطرق؛ لمد طريق جديد يربط القاهرةالإسماعيلية الصحراوي بالطريق الدولي الساحلي بالقرب من بورسعيد. وسجل اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، اعتراضه على ردم المنطقة المكتشفة حديثًا، فيما برر الدمايى القرار بأنه حماية للموقع للأجيال القادمة، خصوصًا من عوامل التعرية، إضافة إلى أن أي حلول أخرى مثل ردم جزء من البحيرة القريبة أو تحويل المحور يترتب عليها تكاليف مالية طائلة، والأضمن هو إعادة ردم جزء من موقع القرية الدفاعية الأثري؛ حفاظًا عليه. ويعود تاريخ الحفائر في تل دفنة إلى عام 1986، حين عمل عالم الآثار فلندر بتري بمنطقه الوسط، واكتشف قلعة حربية ضخمة، ونقل على أثرها قطعًا أثرية؛ لتُحفَظ بالمتحف البريطاني. وبحسب مصادر فإن دفنة ذكرت في التوراة في أكثر من موضع، حيث ذكرت في سفر يهوديت، وأيضًا في سفر أرميا الإصحاح 43 باسم "تحفنحيس"، حيث ذكر أن تل دفنة هو حصن قديم لجأ إليه اليهود؛ هربًا من نبوخذ نصر، وأغلب اليهود كانوا من بنات الملك ونساء اليهود.