بينما يتحدث البعض عن استهداف روسيا لجماعات المعارضة كافة المسلحة بسوريا، منذ شنها غارات على مناطق سورية في أكتوبر الماضي، وأن هدفها من دخول سوريا ليس محاربة تنظيم داعش الإرهابي، إنما حماية النظام السوري، أكدت روسيا أنها تدعم بعض قوات المعارضة السورية وأن غاراتها تساعد كل التنظيمات التي تجتهد لمكافحة الإرهاب حتى إذا كانت معارضة. وقال بوتين في وقت سابق: الضربات الروسية في سوريا تدعم ليس فقط القوات الحكومية لكن أيضًا المعارضة التي تحارب تنظيم داعش، مضيفًا أن موسكو على اتصال في سوريا مع مكونات من المعارضة تريد مكافحة تنظيم داعش وتفعل ذلك. وأثار خبر مقتل زهران علوش، زعيم ما يعرف ب«جيش الإسلام»، في غارة جوية قالت المعارضة: إنها جاءت بتنفيذ روسي جدلًا واسعًا بعدما ادعت قوى المعارضة المسلحة أن روسيا بدأت أولى خطواتها باتجاه تصفية قيادات المعارضة، وأن الهدف من التدخل في سوريا ليس محاربة داعش، لكن على الجانب الآخر صمت الجانب الروسي عن الرد على هذه الاتهامات، مجددًا تصريحاته بأنه يدعم قوات من المعارضة السورية. بين هذا وذاك رصدت «البديل» القوات المعارضة التي تتلقى على الأقل استحسانًا روسيًّا وتساعدها موسكو بغارتها من حين لآخر، دون رفض دمشق هذا الأمر حيث أكد الرئيس السوري بشار الأسد لبوتين من قبل أنه ينظر بإيجابية لمشاركة المعارضة في الحرب على الإرهاب، فما هي هذه القوى؟ قوات سوريا الديمقراطية تحالف يضم قوات كردية وعربية وسريانية وأرمنية وتركمانية تم تشكيله خلال الأزمة السورية، ويسعى التحالف إلى طرد تنظيم داعش من محافظة الرقة ومناطق أخرى في سوريا، وتتكون القوات من «قوات الحماية الشعبية وهي قوات كردية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، كما تشارك «قوات حماية المرأة» وهي فرع من قوات الحماية الكردية، بالإضافة إلى مشاركة قوات الصناديد وهي عشائرية يقودها حميدي الدهام، شيخ عشيرة شمر، كما يشارك المجلس العسكري السرياني المتكون من عناصر سريانية نشأت في مدينة القامشلي، تتبع لحزب الاتحاد السرياني القريب من العمال الكردستاني. أشيع أن هذه القوى السابقة تأسست تحت غطاء أمريكي بعد توالي معلومات بسقوط بعد الأسلحة من طائرات أمريكية، لكن يتحدث كثيرون أن واشنطن لم تتماد في الإعلان عن هذا، خوفًا من خسارة حليفها الاستراتيجي التركي في هذا الملف، بينما أكدت روسيا أكثر من مرة على لسان رئيس الأركان الروسي أنها تدعم هذه القوات المعارضة بغارات طائرتها لاستعادة مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش. وأعلنت قوات «سوريا الديمقراطية» مؤخرًا، أنها استعادت سيطرتها على سد تشرين الواقع على نهر الفرات بريف حلب شمال سوريا الذي كان يسيطر عليه داعش، وقال المتحدث باسم القوات طلال سلو: تم تحرير سد تشرين والضفة الشرقية لنهر الفرات من تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن الاشتباكات مستمرة على الجهة الغربية من السد. فصيل من الجيش الحر بين رفض جزء من الجيش الحر التعاون مع روسيا وتحدثه بأن غارتها تقصف مواقع المعارضة السورية وتكذيب قيادات الجيش الروسي، وتأكيد موسكو أنها تدعم جزءًا من المعارضة السورية بمن فيهم الجيش الحر، تضاربت المعلومات والأحاديث والتقارير حول هذا الأمر، إلَّا أن ما حدث العام الماضي، من اتساع ظاهرة الانشقاقات ضمن صفوف الجيش الحر يوضح كل هذه التضاربات، فالجيش الحر الذي أسسته تركيا وقطر في الأعوام القليلة الماضية مر بالعديد من التقلبات بعد اختلاف موازين القوى على الأرض وظهور تنظيمات إرهابية، ففي الوقت الذي بدأ فيه تأسيس الجيش الحر، تم الإعلان عن تشكيل جناح آخر لتنظيم القاعدة الإرهابي في دمشق تحت اسم جبهة نصرة أهل الشام وأميرها أبو محمد الجولاني، وبدأ يتوالى تشكيل المجموعات المسلحة فيها مثل مجموعة جيش الإسلام، واتحدت فيما بعد في 2013 مع مجموعات مسلحة أخرى أمثال حركة أحرار الشام، وكتائب أنصار الشام وصقور الشام ولواء الحق والجبهة الإسلامية الكردية وشكلوا «الجبهة الإسلامية» ثم أتى دور داعش التي تأسست عن طريق أبو بكر البغدادي، ومع تمدد داعش وسيطرته على مناطق شاسعة، أدى ذلك إلى تقسيم عناصر المعارضة المسلحة كافة، إلى مجموعات وتنظيمات بين تنظيم داعش وجبهة النصرة والجيش الحر، هذا التفتت أدى إلى تآكل الجيش الحر واقترابه من الانهيار الكامل بعد فشله في أن يكون القوة العسكرية الرئيسة للمعارضة السورية المسلحة، بالإضافة إلى عدم قدرته على مواجهة هذه الفصائل والجبهات المتشددة. خلال الفترة الأخيرة انقسم الجيش الحر إلى عدد من المجموعات منها لا يزال تحت عباءة وتمويل تركيا، ومنها ما انشق ووصف التمويل التركي والقطري بأنه محاولة لزرع قوى تابعة لهم بالجيش الحر للسيطرة عليه، ومن هذه القوى مجموعة انشقت في الفترة السابقة تدعمها روسيا بعدما ارتأت أنها تحارب داعش، والأكثر من ذلك أنها تحمل العداء لتركيا الدولة التي تراها موسكو جزءًا من المشكلة في سوريا، وأنها تدعم تنظيم داعش الإرهابي. من بين المجموعات جماعة جديدة أسسها العميد حسام العواك، رئيس هيئة الاستخبارات التابعة ل«الجيش الحر» الذي أكد في تصريحات منذ أسابيع أن «الجيش الحر» يريد حقًّا التعاون مع روسيا في محاربة داعش، وأن التنظيم مستعد لتقديم المعلومات عن مواقع «داعش» للقوات الروسية، وأكد العواك في حديث لوكالة «سبوتنيك» للأنباء الروسية أنه تتوفر لدى الجيش الحر معلومات دقيقة عن مواقع مسلحي «داعش» بالإضافة إلى الوثائق والصور، التي من الممكن أن يقدمها للقوات الروسية لتصبح ضرباتهاعلى التنظيم أكثر فعالية. كانت هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الروسية ذكرت أن أكثر من 5 آلاف مقاتل من الجيش الحر يحاربون الإرهاب بجانب الجيش الحكومي، مؤكدة أن سلاح الجو الروسي يدعم هؤلاء بشتى الوسائل، وأكد الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان: يزداد عدد أفراد مثل هذه الوحدات المنضوية تحت لواء الجيش الحر باستمرار، في إشارة إلى هذه القوى الجديدة. القلمون وأسود الصحراء تؤكد روسيا أن غارتها تدعم مجموعتين؛ هما القلمون وأسود الصحراء في سوريا التابعتان إلى المعارضة، ويقول خبراء: المجموعتان قوى مؤيدة للنظام، لكن تعمل في مناطق خارج سيطرته، وأكدت روسيا في وقت سابق أن الطيران العسكري الروسي يساند فصائل المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل الإرهابيين، خاصة فصائل «أسود الصحراء» و«قلمون»، وفقًا لما قاله الجنرال سيرغي رودسكوي، المسؤول في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، في وقت سابق مؤكدًا أن أكثر من 5 آلاف شخص من المعارضة السورية المعتدلة يقاتلون مسلحي تنظيم داعش، بالتعاون مع القوات الحكومية السورية، وأضاف الجنرال رودسكوي أن العسكريين الروس سيواصلون عملهم لتوحيد جهود القوات الحكومية السورية والتشكيلات الأخرى التي ترى لها مصلحة في تحرير سوريا من الإرهابيين الدوليين.