منتجات ريفية زراعية ويدوية، وإكسسوارات منزلية، تتمتع بالجودة العالية والأسعار المخفضة، في معرض الصندوق الاجتماعي لشباب الخريجين على كورنيش النيل بالمنيا، تجربة رائدة يعوقها الاستمرارية. كانت محافظة المنيا قد افتتحت معرض المنتجات الريفية داخل قاعة اللؤلؤة على كورنيش النيل، ضم قرابة 15 باكية لمنتجات المخلل والحلوى الطحينية واللحوم والخضر والفاكهة ومنتجات الألبان وعسل النحل والعسل الأسود والمكرونة والسكر وزيت الطعام، إضافة لمنتجات يدوية كالفخار، وإكسسوارات كالفضة وغيرها. تميزت المعروضات الخاصة بشباب الخرجين والجمعيات الأهلية والمزارعين بجودتها العالية؛ لخلوها من المواد الحافظة؛ ولكونها منتجات ريفية خالصة، وتمتعت بسعرها المخفض عن السوق الخارجي بنسبة 25% فأكثر. «البديل» انتقلت إلى المعرض، والتقت القائمين عليه، ومن أمام باكية عرض الخضر والفاكهة قال العارض محمود محيي من محافظة بني سويف إن أسعار معروضاته مخفضة بنسبة من 35 إلى 40% عن السوق الخارجية، وضرب مثالًا بالفاصولياء التي يعرضها بسعر 4 جنيهات، في حين تباع ب 6 جنيهات في الأسواق الخارجية. وبسؤاله عن سبب خفض الأسعار، قال "نحن في الأساس مزارعون، ونبيع بنفس السعر وأقل للتجار وأصحاب الشوادر، وبالتالي هم يبالغون في سعر البيع، ويرفعونه عن الحد المعقول"، مضيفا أنه ليس لديهم مانع في استمرارية المعرض طوال العام، فالجميع يحقق ربحًا كبيرًا، ويستفيد المستهلك بالسعر المخفض والمعروضات الجيدة والطبيعية. وفي الباكية الخاصة بجمعية "أيادينا" إحدى الجمعيات العارضة، قالت رئيس الجمعية ماريا نعيم إن المعرض باعتباره تجربة مميزة يعوقه الاستمرار، فمدته أسبوع فقط، تم افتتاحه الأربعاء الماضي، ويستمر حتى يوم الاثنين، واقترحت رئيس جمعية "أيادينا" عمل معارض دائمة للجمعيات والمزارعين والشباب؛ لتسويق منتجاتهم طوال العام؛ لخدمة الشباب والمرأة المعيلة، أو فتح منافذ بيع أو سويقات صغيرة مجانية أو بأجر رمزي؛ لضمان استمراريتها، بالإضافة لفتح آفاق جديدة للشباب للإبداع والابتكار في المنتج. وبسؤالها وبعض العارضين عن أهم مشكلات عرض منتجاتهم قالوا إن الإقبال ضعيف؛ لعدم تكثيف الدعاية، ولبرودة الجو، ووجود معرض آخر باستراحة المحافظة. أحد العارضين لمنتجات الطحينة والحلوى الطحينية قال إن أي متجر بموقع متميز بالمنيا لا تقل قيمته الإيجارية عن 3 آلاف جنيها، وبالتالي لا يجد العارضون منفذًا لتسويق منتجاتهم، مقترحًا فتح المحافظة أسواقًا ومنافذ للبيع بتكلفة أقل. وعن دعم الصندوق الاجتماعي قال العارضون "نتحصل فقط على بدل تغذية قيمته 75 جنيهًا في اليوم للباكية الواحدة، في حين تضم بعض الباكيات عارضين أو أكثر، كما توفر المحافظة غرف إقامة للعارضين القادمين من محافظات أخرى مثل بني سويف. الدكتور محمود منصور، مدرس مساعد كلية الزراعة جامعة المنيا، اقترح فتح منافذ أسواق دائمة للمنتجات الريفية بمراكز المنيا كافة، وكذا في القرى، والتركيز على المنتجات الغذائية كثيرة الاستهلاك، على أن تخصص أماكن دائمة للعرض، كنوع من التسويق، إضافة إلى فتح معارض متنقلة "كرفانات"، توضع في أماكن عامة؛ للقضاء على مشكلة توفير الأماكن والمنافذ الخاصة. وقال اللواء صلاح زيادة محافظ المنيا إن المحافظة تدرس إمكانية إقامة مثل هذه المعارض في منطقة البازارات على كورنيش النيل طوال العام؛ لفتح منافذ جديدة للشباب والخريجين؛ لعرض منتجاتهم بتكلفة قليلة، وأضاف "اجتمعنا مع العارضين لبحث مشكلاتهم وحلها". فايزة الطهناوي، مدير المنطقة الخامسة بالصندوق الاجتماعي، قالت ل "البديل" إن المعرض ممول من بنك التنمية الإفريقي، ويأتي ضمن مشروع تحسين الدخل والاقتصاد الريفي، وتوفير فرص عمل لشباب الخريجين، وأضافت أن المعرض يعد الثالث خلال العام الجاري، وندرس استمرارية عرض المنتجات تلك خلال معرض دائم بالمحافظة.