رئيس جامعة جنوب الوادي يفتتح فعاليات البرنامج التدريبي "صيانة الأجهزة العلمية"    مجاور: سأعمل علي عدة ملفات في شمال سيناء من بينها الاقتصاد    رئيس الوزراء يگلف بإعداد خطة تسويق للوحدات الجاهزة بمشروعات هيئة المجتمعات العمرانية    في أولى جولاته.. محافظ الدقهلية يتفقد الشوارع الرئيسية ومستشفى طلخا ب المنصورة    عاجل| الرئيس الإسرائيلي: الأغلبية المطلقة بإسرائيل تؤيد صفقة تبادل.. ونحن ملتزمون بإعادة المحتجزين    بلدية المحلة ينشر تشكيل الفريق لمواجهة المصري بصورة أحمد رفعت    مدرب تركيا: نشعر بالفخر رغم الإقصاء    العثور على جثة طفلة مقتولة بالفيوم    "استخراج الآن" رابط نتائج البكالوريا 2024 سوريا عبر موقع وزارة التربية وتطبيق نتائج الامتحانات moed.gov.sy    أحمد السقا يوجه رسالة ل تركي آل الشيخ بعد إعلان دعمه لفيلم «أحمد وأحمد».. ماذا قال؟    الشايب والست والنونو.. تفاصيل مشروعات سينمائية قيد التنفيذ    في آخر عرض مسرحي بالرياض.. أحمد عز: "أستاذتي يسرا السبب في كل نجاحي بعد ربنا"    بعد حادث سيارتها.. نشوى مصطفى: أنا بخير بس لسه مخضوضة    «الداخلية»: ضبط 6 أطنان دقيق في حملات الرقابة على الأسواق    «ملحمة البرث».. 7 سنوات على معركة البطولة والصمود    أستاذ في العلوم السياسية: حياة كريمة بذلت جهودا كبيرة لتحسين أوضاع المواطن    فرمان الخطيب يحسم مصير عمرو السولية في الأهلي    وزير خارجية لبنان الأسبق: إسرائيل لا تريد تهدئة الأوضاع    «مستثمرو السياحة»: العلمين يمكنها استقبال الزوار على مدار العام وليس صيفا فقط    تغيير كسوة الكعبة المشرفة مع بدء العام الهجري الجديد.. تزن 1350 كيلوجراما    سيناء.. بوابة مصر الشرقية ودرعها الواقي على مر الزمن    فحص 1326 مريضا في قافلة طبية مجانية بالدقهلية    صور.. تنفيذ فعاليات برنامج مشواري بمركز شباب السعديين بالشرقية    رغم فقد بعض المكاسب.. البورصة تصعد 0.84% بختام تداولات اليوم    انخفاضات قوية في أسعار الأجهزة الكهربائية.. نزلت 30%    صدمة لهؤلاء الموظفين.. هتشتغلوا يوم زيادة أسبوعيا بقرار من الحكومة    رسائل تهنئة رأس السنة الهجرية 2024.. وموعد الإجازة الرسمية في السعودية للعام الهجري الجديد    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل صديقهما بسبب سرقته شقة بحدائق القبة    تنسيق الثانوية العامة 2024.. مؤشرات قبول زراعة المطرية للحاصلين على الشهادة الإعدادية    وزير الخارجية البريطاني الجديد: نرغب في اتخاذ موقف متوازن تجاه إسرائيل وغزة    انقطاع المياه لمدة 10 ساعات متواصلة عن سكان هذه المحافظة    رئيس جامعة المنوفية يعتمد نتيجة تراكمي بكالوريوس كلية التربية النوعية بنسبة 91,74%    وزير الكهرباء: نعمل على استقرار التغذية الكهربائية والوفاء بمتطلبات التنمية المستدامة    الوداد المغربي يقترب من التعاقد مع موكوينا    فارسكور تشهد الاستعدادات النهائية لختام ورش "مصر جميلة"    أمين الفتوى: الهجرة علمتنا أن الإنسان يمكنه أن يبدأ من جديد في أي لحظة    قناة "الناس" تذيع تقريرا عن طريق سير النبي في هجرته المباركة    فريدة عثمان تعلن عدم خوضها منافسات أولمبياد باريس 2024    نائب وزير الصحة يتفقد مركز صحة الأسرة بالحي الثالث بمنطقة بدر الطبية    في يومها العالمي.. أهم الفوائد الصحية للشوكولاتة    منتخب كولومبيا لا يعرف الهزيمة منذ يوليو 2022 بعد إقصاء بنما    الإفتاء:توضح حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد 1446    حازم مبروك عطية: الهجرة النبوية الشريفة تعلمنا درسا هاما فى حب الوطن    وزير الخارجية والهجرة يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره القبرصي للتهنئة بتوليه منصبه الجديد    القاهرة الإخبارية: مجمع ناصر الطبي المشفى الوحيد الذي يعمل فى خان يونس    أوكرانيا: مقتل وإصابة 10 أشخاص في هجمات روسية على دونيتسك    «الصحة»: انطلاق المرحلة الثانية من المسح الميداني المجاني للكشف المبكر عن البلهارسيا والطفيليات المعوية    أولياء الأمور يغششون الطلاب على غرار "عبلة كامل" في اللمبي.. عقوبة تنتظرهم    «أثناء عبورها الطريق».. تفاصيل دهس سيدة عند كوبري أحمد عرابي    في أولى جولاته.. محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمستشفى الرمد للعيون    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 45 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    صعود نجم كامالا هاريس يهدد آمال بايدن في الانتخابات الأمريكية.. هل ينسحب؟    آلاف المسلمين التايلانديين من 45 محافظة تايلاندية يلتقون شيخ الأزهر في بانكوك    رأس السنة الهجرية.. من أول من وضع بداية التقويم الهجري؟    امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرف حل امتحان الكيمياء وراجع إجاباتك    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    شاهد بالبث المباشر منتخب البرازيل اليوم.. مشاهدة منتخب البرازيل × الأوروجواي Twitter بث مباشر دون "تشفير" | كوبا أمريكا 2024    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2015.. تطبيع علني بين الكيان الصهيوني ودول الخليج
نشر في البديل يوم 21 - 12 - 2015

خلال الأعوام الخمسة الماضية، وبتواتر طردي متسارع، أطلت العلاقات بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي برأسها إلى العلن، بعد سنوات من التستر والكتمان والإدارة من خلف الأبواب المغلقة. علاقات اقتصادية وسياسية توجت بطبيعة الحال بعلاقات دبلوماسية مع بعض من دول المجلس هذا العام؛ علاقات بوصلتها تبادل المصالح وتقاطعها، فمن ناحية احتاجت إسرائيل إلى توطيد جذورها المتداعية في المنطقة، بفتح مجالات تعاون استراتيجي مع دول الخليج لا يقتصر على تطبيع تجاري واقتصادي، ولكن سياسي ودبلوماسي قائم على فكرة قبول هذه الدول بوجود إسرائيل في المنطقة بشكل عملي، والتعاون معها في سياسات تخدم الطرفين، سواء باتفاق مصالح استراتيجي، أو تقاطع مصالح مرحلي. وبالنسبة للأخير فإن سوابق دول خليجية لم تعد طي السرية والكتمان، فمؤخرًا أفرجت الرقابة الإسرائيلية عن وثائق عسكرية توثق التعاون بين تل أبيب والرياض منذ حرب اليمن في ستينيات القرن الماضي، تعاون ضد مصر ومشروع ناصر القومي، الذي أرقّ آل سعود وجعلهم يهرعون إلى التعاون مع الإسرائيليين، مما فتح بابًا من التقارب السري استمر طيلة العقود التالية، حتى بدأت الألفية الجديدة، وسعت الرياض إلى تزعم العرب في الاستسلام بقبول الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بشرعيته نظير انسحاب الأخير لحدود ما قبل 5 يونيو 1967، ملخصة هذا فيما سُميَ بمبادرة السلام العربية عام 2005، التي لم يقبلها الإسرائيليون، وإن جُعل النقاش حولها من الطرفين مطيّة صالحة طيلة العشر سنوات الماضية للحديث عن تطبيع متبادل سبقه توافق وتقارب، أساسه ضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي للبلدين في ظل الهيمنة الأمريكية، وأن يصبحوا حسب الرؤية السعودية ساقي السياسيات الأمريكية في المنطقة ومنفذيها، مما جعل الاثنين يصطفان سويًّا في خلاف ثانوي مع إدارة أوباما حول إدارة الأخيرة للسياسات مع إيران.
هذا العام لم يشهد فقط استمرار التعاون بين إسرائيل ودول خليجية، بل كان العام الأخطر من حيث مدى العلانية التي وصلت لها العلاقات الخليجية الإسرائيلية على تنويعاتها، وكذلك محاولات تجذيرها بين شعوب الخليج بدعائيات المصالح المشتركة وقبول الآخر، وهذا الأمر بديهي تنفيذه عن طريق الإعلام، الذي لم يختلف خطابي هذه الدول وإسرائيل كثيرًا حول أمور أعدوها مشتركات بديهية، مثل التصدي للخطر الإيراني، التصدي للتطرف الذي هو بالنسبة لهم يضم المقاومة حصرًا، بينما يرون، على سبيل المثال لا الحصر، أن جبهة النُصرة في سوريا نموذج ل"المعارضة المعتدلة"؛ والأخيرة هذه كانت أيضًا أحد نقاط التلاقي بين الإسرائيلي والسعودي، فبينما تمول وتسلح الرياض الإرهابيين في سوريا، توفر لهم إسرائيل الغطاء الجوي والعلاج الطبي إذا لزم الأمر. وإن سبق هذا بطبيعة الحال تمهيد على مستويات نخبوية ووسيطة أكدتها وثائق الخارجية السعودية التي نشرها موقع ويكيليكس، التي كشفت المزيد عن التطبيع بين المملكة وإسرائيل.
نقاط التفاهم والتلاقي كانت على رأسها بطبيعة الحال كيفية مواجهة إيران، وهنا بالتحديد شكلت الرياض قاطرة لباقي دول مجلس التعاون للاصطفاف مع إسرائيل فيما يخص إيران وبرنامجها النووي، وهو الاصطفاف الذي لم يكن مُلحًّا لهذه الدول مثلما كان ضروريًّا وعاجلًا بالنسبة لكل من الرياض وتل أبيب، إلى درجة ذهبت فيها الأولى مع الأخيرة إلى موقف شبه موحد من أطراف الأزمة النووية كافة، والتنسيق على مستويات دبلوماسية وسياسية وحتى عسكرية بشكل معلن وعبر قنوات شبه رسمية ورسمية، كان بطلاها من الجانب السعودي، الأمير تركي الفيصل، عراب التقارب والتطبيع، واللواء في الاستخبارات السعودية، أنور ماجد عشقي، الذي كلل مساعي الأول طيلة السنوات الماضية بلقاءات أمنية مع مسؤولين إسرائيليين، بوابتها مؤخرًا الاتفاق النووي الإيراني الذي كان على وشك التوقيع حينها، فلوحظ منذ بداية هذا العام تنامي سريع في وحدوية موقف السعودية وإسرائيل، تجلى في الخطاب السياسي والإعلامي، وتطور إلى تنسيق يهدف في مرحلته الآنية إلى إيجاد طرق ضغط على الإدارة الأمريكية لعرقلة الاتفاق النووي. بداية من تأييد خطاب نتنياهو في الكونجرس ودعوة كُتاب سعوديين أوباما للاستماع إليه، وصولًا إلى تأييد ساسة ومسؤولين إسرائيليين لردود فعل القادة السعوديين تجاه الإدارة الأمريكية، فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني.
الاصطفاف الخليجي وتبايناته فيما يتعلق بطبيعة التعاون مع إسرائيل وطريقته، لم يلبث أن انزوى لصالح حاجات مُلحة سياسية وعسكرية، تمتد من سوريا إلى اليمن، وحروب الوكالة التي تخوضها وتحشد لها السعودية ومن خلفها دول خليجية أخرى، التي استدعت أن تصبح خيارات مجلس التعاون الخليجي الخاصة بأمنها الدفاعي، سواء من تهديدات مختلقة من الصواريخ الإيرانية أو الأخرى الناتجة عن الحرب المشتعلة في اليمن وتأزم الموقف في سوريا وتداعيات ذلك، أن تصبح منظومة «القبة الحديدية» الإسرائيلية المضادة للصواريخ خيار لدول مجلس التعاون، وإعلان نية هذه الدول شرائها من إسرائيل على لسان وزير الخارجية البحريني، خالد بن محمد آل خليفة، الأمر الذي مثل ذروة علانية العلاقات بين إسرائيل ودول مجلس التعاون، التي يراها محللون في أوج ازدهارها الاقتصادي والسياسي، وأن ما يحدث في السنوات الأخيرة على هذا الصعيد ليس سوى تمهيد لعلانية العلاقات بالكامل والتطبيع الرسمي الذي وصل بين الإمارات وإسرائيل إلى حد افتتاح ممثلية دبلوماسية للأخيرة في أبو ظبي، وفي الجهة المقابلة، كان على تل أبيب أن تحدد اختياراتها بناء على أولويات عديدة من ضمنها علاقاتها مع حلفائها الجدد في الخليج، حتى على مستوى اختيار القيادات الأمنية والسياسية، فاختيار نتنياهو لرئيس الموساد الجديد لم يكن سوى عنوان أن الأخير من ضمن أولوياته تعزيز العلاقات بين تل أبيب ودول الخليج.
من المهم استخلاص دلالات ما حدث في هذا العام على مستوى العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج، ويمكن اختصار هذه الدلالات في نقطتين مرتبطتين بشكل بنيوي؛ الأولى أن الكيان الصهيوني يدرك أن استمراره لسنوات مقبلة رهن إقامة علاقات طبيعية مع الدول المحيطة، دون ذلك تتقلص فرصة استمرارية إسرائيل حتى مع كل الضمانات العسكرية والسياسية والاقتصادية، الثانية أن ضمان استمرار إسرائيل ضمان لاستمرار نُظم إقليمية بشكلها الحالي وعلى رأسها السعودية، التي وفرت آلية سياسية لذلك متمثلة في المبادرة العربية، وما تبعها من ترويج وتسويق لحتمية التطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني.
يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد على هذا الصعيد محاولة توفيق آلية تضمن تنفيذ ذلك، وأن بداية هذه الخطة الاستراتيجية طويلة المدى، التي من المتوقع أن تتجاوز هذه المرحلة من العلانية وأمر الواقع إلى مرحلة التمثيل الدبلوماسي المتبادل في السنوات القليلة المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.