محمد وخلف عاملان بالسكة الحديد بدمياط، مهمتهما هى إغلاق المزلقان عند مرور القطار وفتحة بعد مروره، يتسلمان وردية العمل لمدة 48 ساعة متواصلة، ويحصلان على مثل هذه المدة إجازة، وهما من إحدى قرى محافظة الدقهلية، ولكل منهما أسرة، ويؤكدان أن ضعف الرواتب يجبرهما على العمل فى مجال آخر أثناء الإجازة؛ حتى يستطيعا الإنفاق على أسرتيهما. يقول محمد عبد الرحيم "أعمل فى هذه المهنة منذ اثنى عشر عامًا، ولى زوجة وثلاثة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة، ورواتبنا لا تكفى إحتياجات أسرنا، فنضطر للعمل فى فترة الإجازة عمالاً فى الحقول أو فى أى شغل يجيب مصروف؛ لأن نظام العمل هنا فى المزلقان 48 ساعة شغل وزيهم أجازة، وبناخد مرتب حوالى 1900 جنيه بالحوافز وكل حاجة". ويضيف "نحن نرى الكثير من التعب فى وظيفتنا، وخاصة من المواطنين، فبجانب اليقظة المطلوبة منى كعامل مزلقان وأنى مرتبط بوجودى بجوار التليفون لتلقى إشارة وصول القطار، ويجب علىَّ أن أغلق المزلقان فور تلقى الإشارة التليفونية، ولكن الكثير من المواطنين لا يعجبه الانتظار لدقيقتين أو ثلاثة حتى يمر القطار، وخاصة الشباب من راكبى الموتوسيكلات الصينية، فيتمردون، وربما يوجهون لنا السباب والشتائم، ويرفعون السلاسل، ويمرون معرضين حياتهم للخطر، وأيضًا يعرضوننا نحن للمساءلة لو أصيب أحدهم، وهذا بسبب سوء حالة المزلقانات وعدم تطويرها، كنا نعمل بنظام العمود الذى يغلق الفتحة، ولم يكن أحد يستطيع رفعه؛ لأننا كنا ننزله ونقوم بربطه، ومنذ أكثر من أربعة أعوام قالت الهيئة إنها ستطور المزلقانات، ورفعوا الأعمدة وتركونا نتصرف من خلال سلاسل، وربما قطع حديد تسليح يمسكها أحدنا ويقف، ومن مساوئها أن أى شخص يستطيع رفعها والمرور، ولم يتم تطوير المزلقانات، وظلت كما هى تسبب المشاكل اليومية باستمرار". وأشار إلى أنه يوجد فى محافظة دمياط حوالى 35 مزلقانًا ولا يوجد فيها واحد مطور كما وعدت هيئة السكة الحديد، مؤكدًا أنها جميعها تغلق بسلاسل، مطالبًا بتفعيل تطوير المزلقانات بالبوابات الإلكترونية التى أعلنت عنها الهيئة؛ لتخفيف الضغوط على العمال وتوفير أمان أكثر للعاملين والمواطنين. ويضيف خلف العامل الثانى فى المزلقان "ننتظر اتصالاً تليفونيًّا من المسئول قبل وصول القطار بحوالى عشر دقائق؛ حتى نكون مستعدين لإغلاق المزلقان، وقبل وصول القطار بخمس دقائق يجب إغلاقه تمامًا ومنع المرور؛ حفاظًا على أرواح المواطنين، ولكن بالطبع هناك من لا يستجيب، ويحاول المرور بدون ضوابط، ونظل واقفين حتى يمر القطار بسلام، ونقوم بفتح المزلقان أمام حركة المواطنين مرة أخرى، ونحن نطالب بتجهيزات أكثر إنسانية للغرفة المخصصة للعمال؛ لأن معظم هذه الغرف لا يوجد بها دورة مياه، مع أن العامل مطلوب منه أن يستلم وردية 48 ساعة متواصلة، والنظر فى الرواتب؛ لأننا نعمل فى مهنة خطيرة وذات أهمية كبيرة". ليست مشكلة مزلقانات السكة الحديد خاصة بمحافظة دمياط، ولكنها عامة بكل محافظات مصر، وتعمل جميعها بطرق بدائية، تكون سببًا فى وقوع الكثير من الحوادث، خاصة وأنها لا تفرض على المواطن الالتزام بعدم المرور أثناء إغلاق المزلقان.